القاهرة – عمان
أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جولة لمنطقة الشرق الأوسط شملت كل من مصر والأردن ومرافق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).
وقال نائب المتحدث بإسم الأمين العام، فرحان حق من مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن الزيارة اعتاد أن يقوم بها غوتيريش سنويا لبعض الدول الإسلامية، خلال شهر رمضان المبارك.
وقال نائب المتحدث بإسم الأمين العام إن الزيارة تأتي هذا العام في أوقات مضطربة في ظل الصراع في غزة متوقعا أن يكرر الأمين غوتيريش دعوته لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
مصر
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته بشأن الحرب في قطاع غزة.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن السيسي شدد، خلال استقباله غوتيريش بالقاهرة، على خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بما يعد «عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».
بدوره استقبل شيخ الأزهر أحمد الطيب، الأمين العام للأمم المتحدة، ووفقا لبيان مشيخة الأزهر، ناقش الجانبان خلال اللقاء “مستجدات الأوضاع في غزة”.
وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب، الأحد، إن ردود فعل المجتمع الدولي تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة جاءت “محبطة”.
وشدَّد شيخ الأزهر على أن “ما يحدث في غزة يهدِّد بهدم جهود التواصل والتقارب التي بدأناها منذ سنوات ومحاولات التقريب بين الشرق والغرب”.
وقال إن “ردود فعل المجتمع الدولي تجاه العدوان (الإسرائيلي) على غزة جاءت محبطة ومخيّبة للآمال من مجلس الأمن والمجتمع الدولي، على عكس الشعوب”
وأشاد شيخ الأزهر، بمواقف الشعوب قائلا: “رأينا إنصافًا كبيرًا من الشعوب الغربية والأمريكية، وحتى من بعض اليهود المنصفين الذين خرجوا للمطالبة بوقف العدوان على غزة”.
من جهة ثانية، نقل البيان المصري عن غوتيريش قوله: “أنقل تقديرنا للأزهر الشريف باعتباره صوتًا قويًّا مدافعًا وداعمًا للشعب الفلسطيني وإصرارنا على ممارسة الضغط على المجتمع الدولي حتى يتم احترام حقوق الفلسطينيين وتقليل معاناتهم”.
الأردن
بحث الملك عبدالله الثاني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأوضاع الخطيرة في غزة ودور المنظمات الأممية في تأدية مهامها الإنسانية في القطاع.
وأكد الملك لدى لقائه مع غوتيريش في قصر الحسينية، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ضرورة التحرك الفوري والعاجل للمجتمع الدولي للحد من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وبيّن الملك أن الأردن يبذل قصارى جهوده لإيصال المساعدات الإنسانية بكل الطرق المتاحة برا وجوا إلى سكان غزة، وينسق بشكل وثيق مع مختلف المنظمات الأممية والكثير من دول العالم لتعزيز الاستجابة الإنسانية.
وتم التأكيد على ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لتمكينها من تقديم خدماتها الإنسانية وفق تكليفها الأممي، لاسيما في ظل الأوضاع المتدهورة في غزة.
وخلال زيارته لعمان قال غوتيريش، إن أي هجوم عسكري في رفح يمكن أن يؤدي إلى “كارثة إنسانية مدمرة”، وأن المجاعة التي أصبحت “وشيكة” في قطاع غزة تتطلب إيصال مساعدات هائلة وفتح مزيد من نقاط المرور
جاءت تصريحات غوتيريش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على هامش زيارته العاصمة عمّان، وأجرى جولة في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين، وعقد مباحثات موسعة حول دعم استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأردن.
وردًا على استفسارات الصحفيين، قال غوتيريش إن قرار عدم السماح لدخول قوافل المساعدات إلى شمال قطاع غزة هو “أمر غير مقبول على الإطلاق”، في الوقت الذي تعيش غزة “وضعًا مأساويًا بالأساس”، مشددًا على أهمية وسرعة “إيصال مساعدات هائلة”.
من جهته، حثّ وزير الخارجية الأردني أعضاء مجلس الأمن الدولي على تبني قرار الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة”، قائلا: “حتى لو من أجل اتخاذ فقط موقف قانوني أخلاقي، بأن ما يحدث من جرائم حرب ومن تجويع للأبرياء ومن قتل لهم مرفوض وغير مقبول ويشكل خرقا لكل مايمثله مجلس الأمن.
وجدد الصفدي التأكيد على استمرار الجهد الأردني في الدعوة والعمل على وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه أكد على أن الأردن وحده لن يكون قادرًا على فرض هذا العدوان الذي تتحدى فيه إسرائيل العالم كله”، وأن “أصواتا في العالم أصبحت ترفضه بشكل أكبر وتتصدى له”.
وتابع: “ثمة تغير في الموقف الدولي إزاء العدوان الاسرائيلي وما يحدث من تجويع للناس، ومن قتل لهم ومن حرمانهم من المساعدات ولكن ما زلنا نتعامل مع واقع تتحدى فيه إسرائيل حتى شركائها. الولايات المتحدة الشريك الأكبر لإسرائيل، قالت بعدم شن الهجوم على رفح وطالبت بإدخال المساعدات”.