من وائل السواح ديترويت – ميشيغان – الناس نيوز ::
عُقد المؤتمر الثاني للأميركيين السوريين، والذي ركز على الميثاق الوطني، في 22 حزيران/يونيو 2024، في فندق ويستن بوك كاديلاك ديترويت.
وقد جمع هذا الحدث العديد من المتحدثين والمعلقين والمشرفين لمناقشة أهمية الميثاق الوطني السوري وتنفيذه. انقسم المؤتمر إلى عدة جلسات، تناولت كل منها جوانب مختلفة من الميثاق وتأثيره على المجتمع السوري.
الجلسة الصباحية الأولى: ترحيب ونظرة عامة .
افتتحت المهندسة ميرنا برق المؤتمر بالترحيب بالحضور وقدمت لمحة عامة عن أجندة عمل الاجتماع الثاني، مسلطةً الضوء على ما يمكن توقعه من المناقشات. وشددت على أهمية الميثاق الوطني السوري باعتباره وثيقة حيوية لتعزيز المواطنة والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا.
وأوضح الدكتور خلدون الأسود في كلمته ، التي تلت كلمة برق ، أن الميثاق الوطني ضروري لتوحيد المجموعات العرقية والدينية والسياسية المتنوعة في سوريا من خلال ترسيخ القيم المشتركة وتعزيز الحوار.
وسلط الأسود الضوء على دور الميثاق في إنشاء إطار قانوني، وحماية حقوق المواطنين، وتعزيز الحكم الديمقراطي، ومنع إساءة استخدام السلطة. وقدمت ميرنا برق تعليقًا إضافيًا، مما عزز أهمية الميثاق في إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع وضمان العدالة لضحايا الفظائع الماضية.

الجلسة الصباحية الثانية: مراجعة التقدم والتحديات
ترأست برق الجلسة الثانية التي تحدث فيها د. طارق أبو غزالة، وعلق عليه شادي مارتيني. وقدم أبو غزالة عرضا شاملا عن الإنجازات التي تحققت منذ المؤتمر الأخير والتحديات التي واجهته. وشملت المواضيع الرئيسية تأثير الكوارث الطبيعية، والعقبات من الأطراف المتعارضة، وتطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد، والتنسيق مع التحالف الديمقراطي السوري. وأوضح شادي مارتيني مزيدا من الأفكار حول هذه القضايا.
الجلسة الصباحية الثالثة: مساهمات حلفاء الميثاق
تراست الجلسة الصباحية الثالية ياسمين حاجو، وكانت مخصصة للاستماع إلى مداخلات من الجماعات والمنظمات والمنصات التي تواصلت مع مجموعة الميثاق، وتبنت بنوده أو هي في طور مناقشة تلك البنود .
وقد شاركت مختلف الهيئات السياسية والمدنية التي دعمت الميثاق بمساهماتها ووجهات نظرها:
- التحالف الديمقراطي السوري: مروان خوري (عبر الزوم)
- التحالف الأمريكي من أجل سوريا: سوزان ميريدين
- المجتمع المدني: قتيبة الإدلبي
- السويداء: ريا السبيعي (عبر الزوم)
- إدلب: رضوان الأطرش (عبر الزوم)
- منصة تمكين الشباب: باسل منصور (عبر الزوم)
وسلطت هذه الخطابات الضوء على تأثير الميثاق على المجتمعات المختلفة وقدمت وجهات نظر قيمة حول الاتجاهات المستقبلية.
الجلسة المسائية الأولى: الترابط السياسي بين الميثاق والأحداث السياسية الجارية .
ترأس شادي مارتيني الجلسة المسائية الثالثة التي تناولت سبل ربط الميثاق بالتطورات السياسية الراهنة. وتحدث في الجلسة المحامي حسان الأسود (عبر الزوم)، عن سبل دمج الميثاق بشكل أعمق في العملية السياسية الأوسع في ظل التطورات السياسية الحالية والاحتجاجات المتزايدة من قبل السوريين.
وقدم الكاتب د. سمير التقي تعليقا على استراتيجيات الدعوة إلى الإصلاح السلمي والاستقرار. وشدد ليس فقط على مبادئه العشرة التي توحد السوريين بعد عقود من الدكتاتورية والقمع، بل أيضاً كأساس لإعادة بناء الهوية السورية. والتماسك ، مشدداً على أهمية الاحتجاجات السلمية المستمرة في السويداء وشمال سوريا باعتبارها محورية ضد التسويات الخارجية لصالح نظام الأسد.
وشدد الأسود على ضرورة وجود مبادئ واضحة في أي جهد سوري لوقف الأزمة، والدور الأساسي للمغتربين السوريين في الولايات المتحدة في الدفاع عن المصالح الوطنية، وأهمية الواقعية السياسية المتشابكة مع الهوية الوطنية.
ودعا إلى تضافر الجهود بين القوى السياسية السورية لتحويل مبادئ الميثاق إلى استراتيجيات سياسية قابلة للتنفيذ، تتناول الديناميكيات الإقليمية والدولية، لتمهيد الطريق لنظام سياسي جديد يتكامل مع الإطار الإنساني العالمي.
وسلط الكاتب التقي، في تعقيبه، الضوء على التطورات الإقليمية المهمة التي تؤثر على القضية السورية.
وأشار الكاتب التقي في معرض كلامه إلى أن الاستقرار النسبي في سوريا منذ عام 2018 يرجع إلى الاتفاقيات الدولية التي سمحت لروسيا بإدارة الصراع السوري بموجب المبادئ التوجيهية الأمريكية. وشملت هذه الاتفاقيات قيام روسيا بموازنة مصالح تركيا وإسرائيل وإيران والولايات المتحدة، وتضمنت مشاريع استراتيجية مثل نقل النفط والغاز عبر سوريا.
ومع ذلك، أشار إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا والتحولات الجيوسياسية الأخرى، مثل الدور التركي المعزز في المنطقة وانهيار الثقة بين إسرائيل وإيران، قد عطلت هذه الاتفاقات. وأكد الدكتور التقي أنه لا يمكن تحقيق السلام في سوريا دون إشراك الجهات الخارجية، لكن الاستقرار الدائم يتطلب اتفاق السوريين أنفسهم على شروط العيش المشترك، مشدداً على أهمية مبادرات مثل الميثاق الوطني السوري.

الجلسة المسائية الثانية: خطة العمل للتفاعل
خصصت الجلسة المسائية الثانية لمناقشة خطة المشاركة الاستباقية. وتحدث في الجلسة صهيب الآغا وتلاه معقبا الإعلامي المعروف توفيق الحلاق. وقد تناول الاثنان سبل نشر مبادئ الميثاق عبر وسائل الإعلام التقليدية.
وحدد صهيب الآغا خطة مشاركة استباقية تستهدف الشتات السوري في أوروبا وأمريكا لتعزيز رؤية الميثاق واعتماده. وعلق توفيق الحلاق على أهمية هذه الخطة.
واتفق المتحدثان على ضرورة وضع خطة تهدف إلى الترويج لمبادئ الميثاق الوطني السوري بين السوريين والمجتمع الدولي من خلال استخدام أدوات إعلامية متنوعة. ستشمل الخطة وسائل التواصل الاجتماعي، موقع إلكتروني، بيانات صحفية، مقالات، ندوات عبر الإنترنت، مؤتمرات، وتعاونات إعلامية لزيادة الوعي ودعم المبادئ. تركز الرسائل الرئيسية على سيادة سوريا، الديمقراطية، المواطنة المتساوية، والحريات الفردية. سيتم تنفيذ الخطة التي تستمر لأربعة أسابيع على مراحل، بدءًا من إطلاق حملات وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني، يليها إصدار البيانات الصحفية وكتابة المقالات، تنظيم الندوات والمؤتمرات، وأخيرًا إقامة الشراكات الإعلامية. سيتم تقييم نجاح الخطة من خلال تفاعل الجمهور، مدى الانتشار، وردود الفعل، مع تحديثات وتحسينات مستمرة.
الجلسة الختامية: الوضع المالي والقانوني والانتخابات
أدار الجلسة الكاتب وائل السواح وياسمين حاجو، وركزت الجلسة الأخيرة على إمكانية تسجيل الميثاق كجمعية C3 وجمع التبرعات لتغطية النفقات. واختتم المؤتمر بانتخاب لجنة متابعة جديدة لمواصلة العمل الذي تمت مناقشته خلال اليوم.
خاتمة
يمكن القول إن المؤتمر الثاني للأميركيين السوريين نجح في تناول الجوانب الرئيسية للميثاق الوطني السوري، واستعرض التقدم والتحديات، وحدد الاستراتيجيات المستقبلية للمشاركة والتنفيذ. وشددت المناقشات على أهمية الوحدة والمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في إعادة بناء مجتمع متماسك .


