الفاتيكان وكالات – الناس نيوز ::
النهار – أعلن الفاتيكان أن الكاردينال الأميركي روبرت فرنسيس بريفوست أصبح الخميس أول بابا يتحدر من الولايات المتحدة وقد اتخذ له اسم لاوون الرابع عشر.
في حدث تاريخي، تم انتخاب الأميركي روبرت بريفوست ليصبح البابا الجديد للفاتيكان، حاملاً اسم البابا ليو الرابع عشر، ليكون بذلك أول أميركي يتولى هذا المنصب في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وقد تم اختياره في اليوم الثاني من العملية الانتخابية، بعد أن نال ثقة الكرادلة خلال الاقتراع السري.
والبابا الجديد مولود في شيكاغو، وكان مساعداً مقرّباً من البابا الراحل فرنسيس. ويعرف في أوساط حكومة الفاتيكان بأنه شخصية معتدلة قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة.

والبابا ليون الرابع عشر ولد في شيكاغو عام 1955، وهو رجل دين كاثوليكي أميركي من أصل بيروفي وكان رئيساً للكنيسة الكاثوليكية ويرأس دائرة الأساقفة المؤثرة في الفاتيكان، وهي الجهة المسؤولة عن تقديم المشورة للبابا في شأن تعيين الأساقفة حول العالم.
شغل منصب محافظ دائرة الأساقفة ورئيس اللجنة البابوية لأميركا اللاتينية منذ عام 2023. كما شغل سابقًا منصب أسقف تشيكلايو في بيرو من عام 2015 حتّى عام 2023، وكان رئيساً عاماً سابقاً لرهبنة القديس أوغسطين من عام 2001 حتّى عام 2013.
في عام 2015 أصبح الكاردينال بريفوست مواطناً مجنّساً في بيرو كما أكّد السجل المدني الوطني.
وبدأ نجم بريفوست يسطع مع بدء المشاورات لانتخاب بابا جديد، خاصة مع تراجع حظوظ الكاردينال بيترو بارولين. وينظر إلى بريفوست كشخصية مطّلعة على إدارة الفاتيكان.
وفي واحدة من مقابلاته النادرة، قال بريفوست لموقع “فاتيكان نيوز” الإخباري: “ننشغل كثيراً بتعليم العقيدة، لكننا ننسى أحياناً أن واجبنا الأول هو إيصال جمال وفرح معرفة يسوع”.
وقد عُدَّ هذا التصريح إشارة واضحة إلى أنّ التوجهات داخل الكنيسة بدأت تميل نحو روح رعوية جديدة، وأنّ المكتب الذي كان يركّز سابقاً على العقيدة كمقياس للتعيين بدأ يعيد ترتيب أولوياته عند اختيار الأساقفة. ومثل البابا فرنسيس، يفضّل بريفوست اختيار أساقفة يتّبعون نهج “الراعي أولًّا” في القيادة الكنسية.

ويعتبر روبرت بريفوست مستمعا جيدا ويصنّف بين المعتدلين. له خبرة في العمل بين الناس على الأرض، وداخل الفاتيكان.
كان بين الأسماء المطروحة لخلافة البابا فرنسيس الذي عيّنه على رأس الوزارة النافذة المكلّفة تعيين الأساقفة
ويؤشر انتخاب بريفوست الذي عُيّن كاردينالا في العام 2023، الى رغبة في الاستمرار على نهج البابا فرنسيس، وإن كان يرجّح أن البابا لاوون الرابع عشر سيلتزم أكثر من البابا الراحل ببروتوكول الفاتيكان والتقاليد التي كان فرنسيس متمرّدا عليها
تحديات
هو البابا الـ267 للكنيسة الكاثوليكية، وأول حبر أعظم يأتي من الولايات المتحدة، والرابع على التوالي غير الإيطالي بعد البولندي يوحنا بولس الثاني (1978-2005)، والألماني بنديكتوس السادس عشر (2005-2015) والأرجنتيني فرنسيس (2013-2025).
وبصفته بابا، سيواجه ليو الرابع عشر قرارات مصيرية بشأن توجه الكنيسة: هل سيواصل مسيرة سلفه البابا فرنسيس الذي دافع عن الانفتاح والتجدد حتى وفاته الشهر الماضي، أم سيسلك طريقاً مختلفاً؟
رغم أصوله الأميركية، يُنظر إلى الكاردينال روبرت بريفوست، باعتباره رجل كنيسة يتجاوز الحدود الجغرافية. فقد خدم في بيرو لعقود، حيث أصبح أسقفاً ومواطناً مجنساً، قبل أن يتولى قيادة رهبنته الدولية.

وهو عضو في رهبنة القديس أوغسطينوس، ويشبه البابا فرنسيس في التزامه بالفقراء والمهاجرين، وفي دعوته للقاء الناس في واقعهم. وقد صرّح لموقع الفاتيكان الرسمي العام الماضي: “الأسقف لا يُفترض به أن يكون أميراً صغيراً جالساً في مملكته”.
وبصفته قائداً للأوغسطينيين، زار فروع الرهبنة حول العالم، ويتحدث الإسبانية والإيطالية.
وغالباً ما يُوصف بأنه كتوم ورصين، ومن المرجح أن يختلف أسلوبه عن البابا فرنسيس، لكن مؤيديه يعتقدون أنه سيواصل نهج التشاور الذي بدأه فرنسيس، عبر إشراك العلمانيين في اللقاءات مع الأساقفة.
ولا يُعرف بعد إن كان سينفتح على المثليين والمثليات ومزدوجي ومتحولي الهوية الجنسية كما فعل فرنسيس. ورغم أنه لم يصرّح مؤخراً بموقف واضح، فقد عبّر في خطاب عام 2012 أمام الأساقفة عن أسفه لأن الإعلام الغربي والثقافة الشعبية يروّجان لـ”تعاطف مع معتقدات وممارسات تتعارض مع الإنجيل”، واستشهد حينها بما وصفه بـ”نمط الحياة المثلي” و”الأسر البديلة المكوّنة من شركاء من نفس الجنس وأطفالهم بالتبني”.

وفي تقرير طريف، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن انتخاب أول بابا أميركي منح جماهير فريق نيويورك نيكس دفعة معنوية كبيرة خلال مشاركتهم في تصفيات دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، إذ وجدوا في هذا الحدث “بركة إلهية” محتملة تقودهم نحو اللقب.
وأوضحت الصحيفة أن البابا الجديد كان قد درس في جامعة فيلانوفا، التي تقع بالقرب من مدينة فيلادلفيا، وهي نفس الجامعة التي خرج منها ثلاثة من أبرز لاعبي فريق نيويورك نيكس الحاليين: صانع الألعاب جالين برونسون، وجوش هارت، وميكال بريدغز، والذين تُوجوا معاً بالبطولة الوطنية عام 2016 ضمن فريق فيلانوفا وايلدكاتس.
وكان بريفوست، حينها أسقفاً في بيرو، واحتفل بفوز جامعته بالبطولة الوطنية عام 2016 من خلال إعادة تغريدة تهنئة عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي.
الآن، ومع وجود هذا الثلاثي في صفوف نيويورك نيكس، بدأ جمهور الفريق في الربط بين الأمرين، معتبرين أن “البركة الإلهية” قد تساعدهم في الفوز بلقب الدوري.
وكتب الصحافي الرياضي الشهير ومشجع النيكس فرانك إيزولا عبر منصة “إكس”، قائلاً: “البابا من مشجعي فيلانوفا… ربما يفوز نيكس بالبطولة بأكملها!””.
أما حساب مشجعي الفريق فغرد قائلاً: “البابا الجديد، ليو الرابع عشر، خريج فيلانوفا… كان هذا مكتوباً منذ البداية”.
فيما علّقت نيكول أورباخ، خبيرة كرة السلة الجامعية في NBC Sports قائلة: “البابا الجديد درس في فيلانوفا! الآن كل ما يحدث مع فريق نيويورك نيكس يبدو منطقياً تماماً”.
حتى المخرج والمشجع الشهير سبايك لي انضم للاحتفالات، ونشر عبر إنستغرام: “لجماهير نيكس الجدد… البابا الجديد خريج جامعة فيلانوفا! يا لها من بركة مقدسة. سيُتوج نيويورك نيكس ببطولة العالم لكرة السلة 2024-2025. إنه أمر إلهي. باركهم الله”.
