fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ذكريات الألم التي صنعها نظام الأسد الاستبدادي في الشعب السوري (3)

علاء الدين عبد المولى ـ الناس نيوز ::

لا يملك فتى مراهق في بيئة منغلقة إمكانية صياغة سؤال سياسيّ أو نقديّ أو ما شابه، مع ذلك كانت شكوكٌ تعصف بي حين وجدت نفسي أمام حادثة اعتقال أخي إبراهيم لمدة أربعين يوما تقريبا. لماذا اعتقل مثلا؟ ما هي جريمته؟ نحن في بيتٍ مليء بالكتب كما أشرت، مليء بالعبادات والروحانيات، ذاكرتي مترعة بجلسات الذكر الصوفي التي كان أبي يصطحبني معه لحضورها…

هل يكفي أن يخطب رجل على منبر الجمعة خطبة مناهضة لرئيس البلاد ينتقد فيها ثورة الثامن من آذار (وهي الثورة التي جاءت بحزب البعث إلى السلطة في سوريا منذ عام 1963)، هل يكفي ذلك ليشكّل سببا في اعتقال شابّ مسلم مندفع متحمّس؟!


ولماذا يريد أخي الآخر وهو خطيب جامع أيضا، ثورةً إسلاميةً؟ هل هي بديل ثورة آذار مثلا؟ ولماذا كان أخي عبد الباري يستاء من خطب أخي عبد الرحمن وصراحته السياسية فيها ويطلب من أبي أن يوجّه ابنه البكر إلى عدم تهوّره أكثر في صراحته لأنه بذلك سوف يودي بنا للتهلكة؟ خاصة وأن اعتقال إبراهيم من قبل فرع أمن الدولة كان نذيرا سيئا. لكن أخي تمّ الإفراج عنه وقيل لنا إنه بريء!

لكن لماذا لم يتم اعتقاله من البيت؟ أو من الطريق؟ كعادة فروع الأمن في سوريا؟ لماذا تم استدعاؤه مع أبي في المرتين: يوم اعتقاله ثم يوم الإفراج عنه؟ أحسست بأن في الأمر شيئا غامضا سوف يتبين له ما هو بعد أسابيع من أمسية الإفراج عنه.

في منتصف شهر آب من عام 1980 وكانت الليلة السوداء تلك، نقطة تحوّل أبدية ونهائية في حياتنا جميعا. باب البيت يقرع بشدّة مخيفة والوقت بعد الواحدة ليلا. أخوتي الثلاثة كانوا ليلتئذ مجتمعين في البيت وقد سبق لهم مرات كثيرة وأن تفرقوا ولم يجتمعوا في ليلة واحدة معا.

أخي عبد الرحمن ينظر من نافذة بيتنا الأرضيّ إلى الشارع، فنسمع صرخة من الخارج: يللا افتح الباب يللاّ. فينسحب أخي نحو حديقة البيت ويختفي. القرع متواصل.

أبي الشيخ قام من نومه كجميع أفراد العائلة مذعورين. حين فتح أبي الباب تدفقت عناصر مسلّحة في جميع أرجاء البيت. سأل رئيس المجموعة المسلحة: من منكم إبراهيم؟ قال إبراهيم: أنا. تمّ الانقضاض عليه وهو بثياب النوم. الأسلحة المحيطة بظلام الليل ووجوهنا المرعوبة كانت كفيلة بأن نرتجف ولا يعرف أبي ماذا يقول.

قال له المسؤول عن المجموعة: خمس دقائق ونعيده إليكم! وخرجوا صافقين الباب وراءهم طالبين منا ألا نفتح الباب أبدا.

في أثناء ذلك وبعد اختفاء عبد الرحمن سعمنا من الخارج إطلاق نار! لم أعد أتذكر هل كانت طلقة أم عدة طلقات؟ .

أين أخي عبد الرحمن الآن؟ لا نعرف. أخي عبد الباري بقي في البيت يشاركنا القلق والحيرة والرعب. هذا الرعب الذي سوف يزيد منسوبه بعد أقل من ساعة حين عادت المجموعة المسلّحة مرة ثانية تداهم البيت بالطريقة نفسها. دخلوا ثانية إلى الغرفة التي اعتقلوا منها إبراهيم، وسألوا عبد الباري: أخوك يقول إن هناك أوراقا تحتفظ بها أين هي؟ ردّ عليهم بأنه لا يعرف أية أوراق يتحدثون عنها؟ قالوا تأتي معنا إذا لتتفاهموا عندنا. واعتقلوا عبد الباري، ليصبح الإخوان التوأمان معاً في قبضة الاعتقال…

طبعا لم يكن هناك لا أوراق ولا هم يحزنون. لماذا فعلوا ذلك؟ لماذا اعتقلوهما على دفعتين؟ لا أحد يدري. هل هو من أجل (تلطيف) الكارثة علينا؟ هل هي خطة مبرمجة لمعرفة ردود فعلنا مثلا؟ لم يجدوا سلاحا ولا تعرضوا لأي نوع من المقاومة، فما هي تلك الخطة التي اقتضت منهم تنفيذ ذلك على هذه الطريقة؟ لا أحد يدري (ولا أدري حتى اللحظة!).

وكان صباحا أسود سوف تنطلق منه مسيرة حياتنا في منعطفٍ مأساويّ لا رجعة عنه… .

بدأنا رحلة البحث عن عبد الرحمن الذي لم نكن ندري مصيره بعد. أين اختفى؟ كان سؤالٌ مفزعٌ يدور سرّا في عيوننا: هل تم قتله حين سمعنا أصوات الرصاص؟ لكن كيف؟

كان عبد الرحمن يشعر، ولأنه يقدم خطبا أسبوعية نارية، بأنه معرّض للاعتقال في أية لحظة، لهذا نصبَ سلّمًا على الحائط الخلفيّ لحديقة بيتنا. وقد تسلّل بواسطة السلّم ليصبح في المنطقة الخلفية للبيت، في تلك اللحظات تمّ إطلاق النار عليه لكن ليس لقتله بل لتخويفه واستسلامه ومن ثم اعتقاله.

هذا ما عرفناه بعد أيام من شهادات عدة جيران كانوا يتابعون ما جرى لنا. لقد كانت الفرقة العسكرية التي داهمت بيتنا هي من مخصّصات المخابرات العسكرية في حمص بقيادة غازي كنعان.

وقد تمّ حصار بيتنا من جميع المنافذ الموصلة إليه في الحيّ. لذلك كان سهلا أن يكتشفوا كيف يمكن أن يهرب أحدنا من أي طرف.
بهذا عرفنا أن أخوتي الثلاثة تمّ اعتقالهم جميعا في ليلة واحدة وانتهى الأمر. أجل لقد انتهى الأمر وللأبد… .

كانت الأيام الأولى بعد الاعتقال هي خريطة طريق حياتنا القادمة. كانت دموع الجميع هي الماء الذي سوف يروي سنواتنا التالية التي سوف نُمضيها أسرى لكارثة حلّت بالعائلة على جميع المستويات.

لحية أبي سوف تزداد بياضا بعد ذلك، وجهه المجعّد سوف تنحفر فيه المأساة أكثر فأكثر. الصمت الشامل الذي ولد في مملكة البيت سوف يمتدّ بنا سنوات وسنوات، صمت الخوف والرعب والحقد والترقّب، صمت الأسئلة السرية التي ما كان أحد يتجرأ على إعلانها.

انتهت نقاشات أخوتي وجلساتهم وهم يتابعون أخبار الصدامات الدموية بين السلطة السورية وبين منظّمة (الطليعة) التي كانت الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين.

كان آخر خبر تابعوه وهاجوا وماجوا بسببه هو خبر محاولة اغتيال حافظ الأسد (الرئيس السوري في تلك المرحلة) كان ذلك بتاريخ 26 حزيران/يونيو 1980 وأذكر أنهم كانوا مسرورين بذلك ولكنهم حذرون وخائفون من فشل محاولة الاغتيال.

لم يكن أخوتي يعرفون قبيل اعتقالهم بأن ردّة فعل النظام الأسدي على محاولة اغتيال حافظ الأسد كانت مجزرة مروعة في اليوم التالي لتلك المحاولة.

ففي تاريخ 27 يونيو/حزيران 1980 قامت مجموعة عسكرية تابعة لرفعت الأسد (شقيق حافظ) بتنفيذ مجزرة في سجن تدمر (وتدمر مدينة صحراوية تقع إلى الشرق من محافظة حمص السورية) تمّ فيها قتل مئات المعتقلين والذين كان جلّهم من جماعة الإخوان المسلمين. نحن أنفسنا لم نسمع بتلك المجزرة إلا بعد شهور.

ومنطقيا فقد كان اعتقال إخوتي بعد محاولة اغتيال الأسد نوعا من إرادة النظام بالقضاء على كل من يشتبه به في أنه من جماعة الإخوان، حتى لو كانت مجرد شبهة.

المنشورات ذات الصلة