باريس – خاص – الناس نيوز ::
من رحم الشعور بالظلم وغياب العدالة الاجتماعية، وُلد إبداع الكاتب العربي السوري الكبير محمد الماغوط ، والذي عبّر بشراسة وجرأة عن وجع الوطن، وعن الفقراء والحرية، عن الحب والألم السوري والعربي ، دون مهادنة ساق كلمته حتى اعتلت قمم الثقافة، وبسخرية لاذعة صنعت له بصمة فريدة في الشعر والمسرح والسرد والسيناريو التلفزيوني والسينمائي والإذاعي والقصة .
في الذكرى التاسعة عشرة لوفاته، شهدت العاصمة الفرنسية باريس احتفالية متميزة تكريمًا لهذا المبدع، وذلك في 12 أبريل/نيسان 2025، داخل القاعة الكبرى لمعهد العالم العربي المطلّة على نهر السين، بحضور نخبة وجمهور من المثقفين والمثقفات العرب في فرنسا.

افتُتحت الأمسية بكلمة الشاعر شوقي عبد الأمير، المدير العام لمعهد العالم العربي، تلتها كلمة الأمين العام لاتحاد الكتّاب والصحفيين العرب في أوروبا علي المرعبي . كما أُلقيت كلمة خاصة باسم عائلة الماغوط كتبها الروائي خضر الماغوط وألقاها نيابةً عنه الأستاذ قيس إدريس.
تخللت الاحتفالية عروض فنية وأدبية، من أبرزها عرض فيلم وثائقي قصير بعنوان “محمد الماغوط… مسيرة متميزة”، من إعداد الإعلامي السوري الفرنسي هاني الملاذي والكاتب الجزائري عادل فول.

وعلى مدار 13 دقيقة، استعرض الفيلم طفولة الماغوط وشبابه، وظروف الفقر والحرمان والعمل المضني في الفلاحة إلى جانب والده، والتي تركت بصماتها العميقة على شخصيته، وساهمت في تفتّح موهبته الأدبية والشعرية التي ننهل منها حتى اليوم.
كما نُظّمت ندوة ثقافية أدارتها الإعلامية فايزة مصطفى، شارك فيها د. محمد جميح، الشاعر والسفير اليمني لدى اليونسكو. وحميدة نعنع، الكاتبة والإعلامية السورية. والروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن.

تناول المتحدثون شخصية محمد الماغوط الإنسان، والشاعر، والسياسي، الذي قادَه الانتماء الحزبي إلى السجن أكثر من مرة، وظلّ الخوف والتمرد يرافقانه حتى نهاية حياته، فيما بقيت مفردات الجوع، والبرد، والحزن، والشكوى حاضرة في كتاباته وحياته على حد سواء.
وتتذكر الاجيال العربية زواياه اللاذعة التي كانت شاهدة ساخرة بعمق على واقع العالم العربي والتي جمعها في كتابه البارز ” سأخون وطني”.
ويعتبر ” سأخون وطني ” واحداً من عدة أعمال تركها الماغوط علامة فاقة وبصمة في وجدان وثقافة العالم العربي .

اختُتمت الأمسية بقراءة مختارات من قصائد الماغوط ألقاها الإعلامي هاني الملاذي، بمرافقة موسيقية قدّمها الفنان المغربي محمد الريساني، في لحظة جمعت بين الشعر والموسيقى والحنين.
ويشكل أرث الراحل الماغوط ركناً حيوياً في ذاكرة الثقافة العربية على مدى العقود السابقة ، التي كانت تتصارع فيها أفكار التيارات الحزبية والثقافية بين اليسار واليمين ، في مواجهة قوى سياسية كانت ترفض تشكيل حالة ثقافية وطنية وإنسانية فاعلة في العالم العربي.



الأكثر شعبية

المخابرات السورية وتلافي فخ الدولة الأمنية


نتنياهو: منعنا طائرات إيرانية من دخول سوريا قبل إطاحة الأسد…
