الرياض – الناس نيوز ::
آلام الظهر من المشكلات الطبية الشائعة في العالم بشكل عام، والأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة. ويمكن أن يتعرض أي شخص للمعاناة من آلام الظهر، وسوف يعاني الجميع تقريباً من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم.
آلام الظهر
يعدّ ألم الظهر أكثر آلام الجسم شيوعاً على الإطلاق، حيث يعاني، يومياً، نحو اثنين في المائة من الناس من إعاقة بسبب آلام الظهر، مسببة عدم القدرة على أداء المهام اليومية. في الولايات المتحدة وحدها يعاني ما بين 80 و90 في المائة من الأشخاص من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم.
قد يبدأ ألم الظهر خفيفاً مسبباً بعض الإزعاج، وقد يتطور ليصبح سيئاً للغاية لدرجة أنه لا يطاق، مكدراً الحياة الطبيعية، ومتسبباً في التغيب عن العمل.
وهناك كثير من الأسباب المحتملة لألم الظهر، ومن الحكمة مراجعة مقدم الرعاية الصحية لمعرفة السبب وأخذ العلاج بدلاً من التخمين ومحاولات الاكتشاف الذاتي، فقد يكون وراءه سبب شائع، مثل إجهاد العضلات، أو قد تكون هناك حالة كامنة مثل حصوات الكلى أو الانزلاق الغضروفي أو التهاب بطانة الرحم لدى النساء.
ويختلف العلاج اعتماداً على السبب والأعراض، وغالباً ما يكون هناك كثير من العوامل المساهمة. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتحسين جودة الصحة وتقليل احتمالات الإصابة بألم الظهر المزمن أو طويل الأمد.
ووفقاً لـ«المعهد الوطني لالتهاب المفاصل والأمراض العضلية الهيكلية والجلدية» التابع لـ«المعاهد الوطنية للصحة (NIH)»، فإن ألم الظهر هو السبب الثاني الأكثر شيوعاً لزيارة مقدمي الرعاية الصحية (بعد نزلات البرد مباشرة).
أنواع آلام الظهر
وفقاً لـ«كليفلاند كلينيك»، تصنَّف آلام الظهر بطرق عدة من قبل المختصين الطبيين، فمن خلال موقع الألم، يمكنك وصف آلم الظهر بأنه: ألم في الجزء العلوي أو الأوسط أو السفلي من الظهر على الجانب الأيسر أو الأوسط أو الجانب الأيمن. يمكن أيضاً تحديد أنواع مختلفة من الألم لمقدم الرعاية الصحية مثل: ألم خفيف، أو متوسط، أو شديد. قد يكون الألم كطعنة حادة، أو ألماً غير محدد.
كما يمكن تصنيف ألم الظهر وفق مدة استمراره، فيمكن أن يستمر ألم الظهر يوماً أو بضعة أسابيع أو أشهراً أو مدى الحياة، وقد يوصف بأنه نوبة حادة (في شكل نوبة مفاجئة وقصيرة، وغالباً ما تكون مرتبطة بإصابة) أو ألم مزمن/ مستمر، يعني أنه مستمر لما بين 3 و6 أشهر.
عوامل خطر الإصابة
من هو المعرض لخطر آلام الظهر؟ هناك عوامل عدة تزيد من خطر الإصابة بألم الظهر، ويمكن أن تشمل التالي:
* مستوى اللياقة البدنية: آلام الظهر أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين لا يتمتعون بلياقة بدنية. على سبيل المثال، قد لا تدعم عضلات الظهر والمعدة الضعيفة العمود الفقري بشكل صحيح (القوة الأساسية). من الوارد أيضاً أن تكون آلام الظهر أكثر احتمالاً إذا كنت تمارس التمارين الرياضية بجهد شديد بعد عدم النشاط لفترة (المبالغة في ذلك).
* زيادة الوزن: اتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية والدهون، بالإضافة إلى نمط حياة غير نشط، يمكن أن يؤديا إلى السمنة التي يمكنها أن تضع ضغطاً زائداً على الظهر.
* عوامل الخطر المرتبطة بالوظيفة: الوظائف التي تتطلب رفع أشياء ثقيلة، أو الدفع، أو السحب، أو الالتواء، يمكن أن تؤدي إلى إصابة الظهر. قد تلعب الوظيفة المكتبية أيضاً دوراً، خصوصاً إذا كانت وضعيتك سيئة أو تجلس طوال اليوم على كرسي غير مريح.
* مستوى التوتر: إذا كنت تعاني من قلة النوم أو الاكتئاب أو القلق بشكل مزمن، فقد تكون آلام الظهر أكثر تكراراً وأكثر شدة.
* الوراثة: تلعب الوراثة دوراً في بعض الاضطرابات التي تسبب آلام الظهر.
* العمر: كلما زاد العمر، زادت احتمالية التعرض لآلام الظهر، خصوصاً بعد سن 45 عاماً. ويصبح الشخص في خطر أكبر إذا كان:
– لا يمارس الرياضة.
– مصاباً بالفعل بالتهاب المفاصل أو أحد أنواع السرطان.
– يعاني من زيادة الوزن.
– يرفع الأجسام الثقيلة مستخدماً الظهر بدلاً من الساقين.
– يعاني من القلق أو الاكتئاب.
– يدخن أو يستخدم منتجات التبغ الأخرى.
آلام موضعية ومنتشرة
ما الذي يسبب آلام الظهر؟ آلام الظهر إما تكون موضعية مثل ألم في العمود الفقري والعضلات والأنسجة الأخرى في الظهر، وإما تكون منتشرة مثل ألم ناجم عن مشكلة في عضو ينتشر إلى الظهر أو يشعر كأنه موجود فيه. ومن الأمثلة على كليهما ما يلي:
* آلام الظهر الموضعية: قد يكون السبب في العمود الفقري، مثل:
الانزلاق الغضروفي أو فتق النواة اللبية (الديسك) – انزلاق الفقار التنكسية – تنكس القرص الفقري – اعتلال الجذور – التهاب المفاصل – خلل في المفصل العجزي الحرقفي – انحطاط القرص الفقري – تضيق العمود الفقري – انزلاق الفقار – الصدمة/ الإصابة – ورم – التواء في الأربطة – شد عضلي – ضيق العضلات.
* آلام الظهر المنتشرة، مثل: تمدد الأوعية الدموية، مثل الأبهري البطني – التهاب الزائدة الدودية – السرطان (نادر جداً) – الفايبروميالجيا ومتلازمة الألم الليفي العضلي – الالتهابات (نادرة جداً) – التهاب المرارة – التهابات الكلى وحصوات الكلى – مشكلات في الكبد – التهاب البنكرياس – أمراض التهابات الحوض (الأمراض المنقولة جنسياً) – تقرحات المعدة الثاقبة – التهابات المسالك البولية.
* لدى النساء، قد يكون سبب آلام الظهر المنتشرة هو: بطانة الرحم – الحمل – الأورام الليفية الرحمية.
* ولدى الأشخاص الذين جرى تحديدهم كذكور عند الولادة (AMAB)، قد يكون سبب آلام الظهر المشعة هو إصابة الخصية أو التواءها.
الانزلاق الغضروفي
الانزلاق الغضروفي أحد مسببات آلام الظهر. فما أسبابه؟ وأعراضه؟ وطرق علاجه؟ هل يمكن تجنب الإصابة به والوقاية منه؟
تحدث إلى «صحتك» البروفسور محمد ملحم عروس، استشاري أول الجراحة العصبية وجراحة العمود الفقري وجراحات الحد الأدنى، واستشاري أول تدبير الآلام المزمنة، وأعطى في البداية لمحة بسيطة عن تشريح العمود الفقري، بأنه يتكون من 33 فقرة: 7 فقرات عنقية، و12 فقرة صدرية، و5 فقرات قطنية، و5 فقرات عجزية، و4 فقرات عُصعُصية، ويوجد بين الفقرات؛ أي بين كل فقرة وأخرى، غضروف يسمى «ديسك».
وظيفة هذا «الديسك» أنه يعمل كوسادة بين الفقرات، يحمي العمود الفقري بامتصاص الصدمات عنه. يحتوي الغضروف أو «الديسك» مادة جيلاتينية القوام محاطة بحزام ليفي خارجي يمنع تحرك القرص وانزلاقه من مكانه.
أما أسباب ألم «الديسك» فهي:
* أسباب غير محددة؛ حيث يحدث الألم نتيجة:
– نقص الحركة وضعف عضلات الجذع.
– الشد العضلي الناتج عن الحمل المستمر الخاطئ والثقيل.
– الجلوس الطويل والخاطئ من دون حركة (الجلوس أمام الكومبيوتر) لساعات، والقيادة لفترات طويلة.
– الوزن الزائد والبدانة.
– العمل البدني الشاق على جهة واحدة.
– الاكتئاب، والإجهاد النفسي، مثل الإجهاد في العمل والدراسة.
– حدوث تغييرات في الإحساس بالألم والاستعداد الوراثي.
– المشكلات العائلية والمالية، والقلق المستمر، والشك في الذات.
* آلام الظهر التي تحدث لأسباب جسدية يمكن تحديدها، مثل:
– الانزلاق الغضروفي الحاد.
– كسر الفقرات لأسباب متعددة منها: الحوادث – هشاشة العظام – انتقالات وأورام – التهابات – تضيق القناة الشوكية (مركزي، محيطي، جانبي، مركزي محيطي).
– أمراض التهابية للعمود الفقري.
– أمراض التهابية روماتيزمية (متلازمة بيختيروف).
– فتق النواة اللبية، يحدث في جميع الأعمار ويبلغ ذروته فما بين 40 و50. الذكور 70 في المائة، والإناث 30 في المائة. الفقرات القطنية؛ نحو 90 في المائة، الفقرات الرقبية نحو 10 في المائة، الفقرات الصدرية نحو واحد في المائة.
الأعراض والتشخيص
* أعراض الانزلاق الغضروفي:
– الألم المتموضع في الظهر وأسفل الظهر.
– الألم الذي يمتد إلى الركبة والقدم أو إلى الساعد واليد مع شعور بالتنميل والخدر وعدم الإحساس بالرجل أو اليد، أو الشلل. وفي حالات متقدمة وجود مشكلات في التبول والإخراج.
* كيف يشخَّص الانزلاق الغضروفي؟
يؤكد البروفسور محمد ملحم عروس على أهمية التوصل للتشخيص النهائي مبكراً وفي الوقت المناسب، حيث يؤدي إلى نتيجة جيدة، وهذا بدوره يمنح المريض فرصة أكبر لتجنب أضرار أكبر، وأن التشخيص يعتمد على:
– التاريخ المرضي للمصاب وعائلته.
– التشخيص السريري.
– الفحوص العامة وفحوص الدم.
– التصوير الشعاعي (طبقي محوري – رنين مغناطيسي).
– تخطيط الأعصاب.
بعد تشخيص الحالة توضع خطة العلاج، علماً بأن كل مريض يحتاج إلى خطة علاجية خاصة به تتماشى مع أعراضه وحالته السريرية والشعاعية.
وعادة ما تكون الخطوتان الرابعة والخامسة الحل الأخير في العلاج عندما يكون المريض في وضع حرج بسبب تعرضه لحالة شلل أو سلس بولي أو مشكلات في الإخراج أو وجود هبوط في القدم… إلخ.
علاج الانزلاق الغضروفي
تنقسم طرق علاج الانزلاق الغضروفي إلى 5 أقسام:
* علاجات تحفظية، منها: العلاج الفيزيائي – العلاج بالأمواج فوق الصوتية – العلاج الكهربائي – العلاج بالحرارة والتجميد – العلاج بالحقل المغناطيسي – السباحة.
* علاجات دوائية، منها: مسكنات من الدرجة الأولى (Ibuprofen ,Diclac) – مسكنات من الدرجة الثانية تحتوي على مورفين خفيف (Tilidin, Tramadol) – مسكنات من الدرجة الثالثة تحتوي على تركيزات عالية من المورفين.
* علاجات الحد الأدنى من دون جراحة:
– حقن الأعصاب وجذور الأعصاب الموجهة عن طريق الجهاز الطبقي المحوري.
– الحقن الموجهة فوق الجافية (أغشية النخاع).
– القسطرة الموجهة إلى الديسك المصاب.
– القسطرة التنظيرية الموجهة إلى الديسك.
– العلاج الموجه عن طريق الليزر (أشعة).
– العلاج الموجه بواسطة البلازما (PRP).
– العلاج الموجه بواسطة الترددات والموجات الراديوية (RADIO-FREQUENCY).
– العلاج الموجه للخلايا الجذعية (قيد الاختبار).
* علاجات جراحية مجهرية مختلفة.
* العلاجات النهائية لحالات الألم بعد العمل الجراحي (ultimate ratio).
حالة طارئة
متى تكون آلام الظهر حالة طارئة تستدعي دخول قسم الطوارئ؟
عند حدوث:
– ألم مفاجئ وشديد.
– وجود ألم مع عدم التحكم في الأمعاء أو البول، مع غثيان أو حمى أو قيء.
– ألم شديد لدرجة أنه يحول دون ممارسة الأنشطة اليومية.
وتقدم «كليفلاند كلينيك» النصيحة التالية: يمكن أن تكون آلام الظهر محبطة للغاية وتعوق الحياة اليومية. لكن تذكر أن هناك كثيراً من خيارات العلاج للمساعدة في علاج آلام الظهر والعودة إلى الأنشطة اليومية الطبيعية.
راجع مقدمي الرعاية الصحية لمناقشة الخيارات المتاحة أمامك. فإنهم وُجدوا لمساعدتك.