كانبيرا – الناس نيوز ::
الحكومة الأسترالية الجديدة، أدت اليمين الدستورية، صباح الأربعاء الماضي. ومن بين أعضائها الـ23 ركزت وسائل إعلام، أسترالية ودولية، عربية ومصرية، على اختيار إد هوسيك وزيرًا للصناعة، وآنا علي وزيرة للشباب وتعليم الطفولة المبكرة، لكونهما أول وزيرين مسلمين فى تاريخ الحكومة الاتحادية. غير أن ما استوقفنا، هو أن الأخيرة، من أصول مصرية، وتم تكريمها فى مصر، منذ خمس سنوات.
ولدت الوزيرة علي فى 29 آذار/مارس 1967 بمدينة الإسكندرية، اسمها بالكامل عزة محمود فوزى حسيني علي السروجي، وانتقلت مع أسرتها، إلى أستراليا، عندما كان عمرها سنتين. ولأن والدها لم يجد مساحة كافية فى استمارة البيانات، لكتابة اسم العائلة خماسيًا، اكتفى بكتابة “علي”، فأصبح اسمها “عزة علي”، ثم صارت معروفة باسم “آنا” حين بلغت العاشرة. وبتلك المعلومة، أو بهذا التفسير، أنهت مقدمة سيرتها الذاتية، الصادرة في نيسان/أبريل 2018، تحت عنوان “العثور على مكانى: من القاهرة إلى كانببرا”، التى ذكرت فيها أن والدتها الممرضة ووالدها المهندس، اضطرا للعمل فى مهن بسيطة، قبل أن يصبح والدها فيما بعد سائق أتوبيس!.
حصلت آنا، Anne Aly، على الجنسية الأسترالية، سنة 1984، وعادت مع والدتها إلى مصر فى تلك السنة تقريبًا، أو بعد سنة، لأنها تخرجت سنة 1990 فى قسم الأدب الإنكليزى بالجامعة الأمريكية في القاهرة. ثم عادت مرة أخرى إلى أستراليا، حصلت على درجة الماجستير سنة 1996 من جامعة إديث كوان، ثم على درجة الدكتوراه، سنة 2008 عن رسالة عنوانها “الخطاب الإعلامي حول الآخر: الخوف من الإرهاب بين المسلمين الأستراليين والمجتمع”.
فور حصولها على الدكتوراه، حاضرت بالجامعة نفسها، جامعة إديث كوان، فى التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، قبل انتقالها سنة 2011 إلى جامعة كيرتن، لتعمل أستاذًا مساعدًا، ثم أستاذًا فى قسم العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية. وإلى جانب عملها الأكاديمى أسست منظمة “أشخاص ضد التطرف العنيف”، غير الهادفة للربح، وقادت برنامج أبحاث مكافحة التطرف عبر الإنترنت، واختيرت عضوًا فى مجلس العلاقات العربية الأسترالية، التابع لوزارة الخارجية، و… و… وفى يوليو 2016 تم انتخابها نائبة فى البرلمان الاتحادي.
تصادف أن تزور السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أستراليا، في أكتوبر التالي، وأن تذهب إلى البرلمان الأسترالي، ويجمعها لقاء بـ”آنا” أو “عزة”. وفي السنة التالية، تحديدًا في 2 يوليو 2017، كان طبيعيًا أن تكون بين المكرمات فى مؤتمر “مصر تستطيع بالتاء المربوطة”، الذى أقامته وزارة الهجرة بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة. وخلال زيارتها القصيرة القاهرة، اصطحبتها نبيلة مكرم، لزيارة مجلس النواب المصري، حيث التقت رئيس المجلس، والوكلاء وبحثت مع أعضاء لجنة الأمن القومي، سبل التعاون فى مكافحة الإرهاب، ووجهت الدعوة لعدد من النواب لزيارة البرلمان الأسترالي.
تلبية لتلك الدعوة، توجهت نبيلة مكرم، فى الشهر التالي، سبتمبر 2017، إلى أستراليا، يرافقها النائب محمد السويدى، رئيس ائتلاف دعم مصر، والدكتورة أنيسة حسونة، والدكتورة ماريان عازر، الذين التقوا أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأسترالى. وبالإضافة إلى الاتفاق على تكوين جمعية الصداقة البرلمانية الأسترالية المصرية، جرى الاتفاق أيضًا على إنشاء مجلس الأعمال المصرى الأسترالى، وتأسيس منتدى الشباب المصرى بأستراليا. كما اتفق الوفد المصرى والنواب الأستراليون على تطوير العلاقات المصرية الأسترالية والعمل على دفعها فى الاتجاه الذى يخدم البلدين على المستويين المحلي والدولي.
.. وتبقى الإشارة إلى أن حزب العمل الأسترالي، الذى يقوده أنتوني ألبانيزي، عاد إلى السلطة بعد تسع سنوات، بحصوله على أغلبية مقاعد مجلس النواب، فى الانتخابات التشريعية، التى جرت الشهر الماضى، ما سمح له منفردًا بتشكيل الحكومة الأكثر تنوعًا فى تاريخ أستراليا، والتى ضمت، إلى جانب الوزيرين المسلمين، ليندا بورني، وزيرة السكان الأصليين، أول وزيرة من «الأبورجيون»، أو المجموعات التى عاشت فى أستراليا قبل الغزو البريطاني، إضافة إلى بينى وونج، وزيرة الخارجية، ذات الأصول الماليزية، التى كانت، بعد هزيمة حزب العمال فى انتخابات 2013، أول امرأة تقود المعارضة فى مجلس الشيوخ.