كانبيرا – الناس نيوز ::
يوفر الاقتصاد الأسترالي النابض بالحياة بيئة أعمال داعمة لرواد الأعمال.
فبدء مشروع تجاري صغير في أستراليا يعتبر أمرًا يستحق القيام به إذا كان لديك فكرة متميزة ورائدة، وتمتلك الشغف للبدء بتحويلها لمشروع ناجح.
لذلك تعتقد نادين كونيل، مديرة مركز خطط الأعمال الذكية، أن أستراليا تعتبر واحدة من أكثر البلاد عالميًا ملائمة للقيام بالأعمال التجارية؛ فلديها نظام ضريبة للسلع والخدمات يقدر بنسبة 10% إضافة لوجود معدلات ضريبية تنافسية للراغب ببدء مشروع في أستراليا عبر تجهيز رقم الأعمال الأسترالي (ABN) بطريقة سهلة ومباشرة.
تقدم الحكومة حوافز على هيئة مِنَح بأكثر من 70 مليارًا في جميع أنحاء أستراليا، ضمن لوائح ناظمة وتفاصيل تدعم أي شخص لديه فرصة أن يكون مبتكرًا.
لذلك، يقول عبد الله عبد الله المحلل الاقتصادي المقيم في سيدني، إن أستراليا تتمتع باقتصاد مستقر، وهو أمر هام وحيوي لأي مستثمر ورائد أعمال.
ويوضح المحلل الاقتصادي عبد الله عبد الله أن “الاقتصاد الأسترالي ينمو بشكل مطرد، رغم أنه تعرض لركود لمدة محدودة أثناء انتشار فيروس كوفيد. لكنه شهد في العقود الثلاثة الماضية نموًا جيدًا وهذا مؤشر هام بالطبع”.
ويضيف عبد الله، إلى أن أستراليا توفر إطارًا قانونيًا قويًا يحمي أصحاب الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال؛ مثل حماية الحقوق وحماية الملكية الفكرية؛ فالقانون العادل هو الناظم الذي يحكم الجميع في أستراليا.
ويوضح عبد الله: “أن النظام القانوني الأسترالي يتسم بالشفافية. والأهم من ذلك أن مستوى الفساد في أستراليا يعتبر منخفضًا”.
أنواع الأعمال التجارية وهياكلها في أستراليا
قبل الدخول بعمق في السوق الأسترالي، لابد من فهم نوعية هياكل الأعمال، سواء أكنت ترغب بالعمل كتاجر منفرد أو كشركة أو بالشراكة مع آخرين.
ويوضح المحلل الاقتصادي عبد الله عبد الله، أن كل هيكل أو نظام تجاري له طريقة مختلفة، وفقًا للعمل الذي ترغب القيام به.
ويشرح عبد الله” “لنفترض أنك تريد إدارة مشروع صغير يقدم خدمات في منطقتك المحلية أو ضواحيها دون وجود أي مخطط للنمو. في هذه الحالة، بإمكانك التفكير بالعمل كتاجر منفرد أو مع شركاء.
لكن، إذا كنت تطمح إلى تنمية المشروع ليصبح علامة تجارية مستقلة ومسجلة، لرفع قيمة هذه العلامة التجارية، ثم بيعها لاحقًا أو بيع جزء منها، ففي هذه الحالة، ينصح عبد الله بتأسيس شركة.
ويوضح المحلل الاقتصادي عبد الله: “رأينا شركات عدة بدأت صغيرة جدًا في كراجات، والآن تبلغ قيمة علامتها التجارية مليارات الدولارات”.
لست مضطرًا للتسجيل في ضريبة السلع والخدمات حتى يحقق مشروعك 70.000 دولار من الإيرادات.
عبد الله عبدالله
لذلك، فإن اختيار هيكل واضح للعمل الذي ترغب بتأسيسه، يعتبر هامًا إضافة لضرورة تسجيل هذه الشركة أو المؤسسة وفق الضوابط والقوانين واللوائح للولاية أو المنطقة التي ستكون بها هذه المؤسسة. إذ توضح السيدة كونيل أنها إجراءات سهلة ومصادرها متوفرة للراغبين بالبدء بالعمل نحو إنشاء أي مشروع.
لذلك، على الراغب بالتسجيل ليكون صاحب مشروع يعمل فيه بشكل منفرد، عبر الحصول على رقم الأعمال الأسترالي (ABN) من الموقع الإلكتروني لحكومة كل ولاية أسترالية.
إذا تضمن المشروع وجود موظفين، فيجب استيعاب الاقتطاعات الضريبية المتحققة على الموظفين ومعرفة حقوقهم وواجباتهم الوظيفية.
ومن ناحية أخرى، إذا إذا كان للبعض الرغبة للبدء بتأسيس شركة فينصح عبد الله عبد الله باستشارة محاسب للمساعدة بإعداد رقم خاص للشركة في أستراليا يعرف ب (ACN) لدى هيئة الأوراق المالية والاستثمار الأسترالية.
ويوضح “بالنسبة للشركات، فيجب وجود رقم ملف ضريبي منفصل. أما بالنسبة للتجار المنفردين، فهم مرتبطون برقم ملف ضريبي TFNخاص بهم”.
كما تؤكد السيدة كونيل، أن على رواد الأعمال أن يعرفوا المتطلبات القانونية الأخرى لتجنب أي أخطار محتملة، كإعداد وثائق التأمين سواء التجاري العام، أو التعويض المهني إذا كانوا يقدمون خدمات إذ عندها سيتم تحصيل تأمين المنتج والالتزام بالتعامل مع الأغذية، وهذا يعتمد على النشاط التجاري.
ومن ناحية أخرى، إذا كنت تخطط لبدء شركة. ففي هذه الحالة، ينصح عبد الله عبد الله باستشارة محاسبك لمساعدتك بإعداد رقم شركتك الأسترالية (ACN) لدى هيئة الأوراق المالية والاستثمار الأسترالية.
تخطيط الأعمال:
الجانب الحاسم الآخر الذي يجب مراعاته عند إنشاء عمل في أستراليا هو وضع خطة عمل جيدة، والتي تعتبر كخارطة طريق لنجاح الكثيرين لبدء هذه الخطوة.
أولها دراسة السوق الذي ستعمل به، من هم منافسوك، وإيجاد السوق المناسب لك.
البحث في السوق الذي ستعمل فيه، ومعرفة من هم عملاؤك، وحجم السوق.
المكان الذي ستعمل فيه، وموقعك إذا كان لديك متجر فعلي.
من هم منافسوك؟ ما العمل الذي ستقوم نوعه، وبضاعته وسعره، ومنتجاته.
لذلك، إذا كانن الرؤية لديك واضحة ضمن هذه المكونات و العناصر أعلاه، فإنك بذلك قد خطوتك الاولى نحوى نجاح المشروع.
الدعم المالي:
إذا كنت بحاجة إلى دعم مالي لبدء مشروعك التجاري، فإن أستراليا توفر منافذ يمكنك التواصل معها.
وتقول لسيدة كونيل إن خيارات التمويل المتاحة لرواد الأعمال المتوقعين متوفرة ومتنوعة كالمنح والقروض والمستثمرين من القطاع الخاص.
وتوضح “هناك أكثر من 70 مليار دولار وفرتها للحكومة، عبر مجالس الولايات والمجالس المحلية. كما وهناك مستثمرون من القطاع الخاص.
ماهي التحديات التي تواجه أصحاب الشركات الصغيرة في أستراليا قبل بدء المشروع
وفيما يتعلق بالتنسيق مع أصحاب القطاع الخاص، فيتطلب الأمر منك وجود شخص تعرفه للتفاهم معه وعرض الفكرة”.
وتضيف السيدة كونيل، أن مئات المنح متوافرة على موقع الحكومة الأسترالية، bussiness.gov.au.
وتوضح: “يمكن للأشخاص البحث في المواقع الحكومية وحكومات الولايات على الإنترنت. كما أن أي مجلس محلي في منطقة LGA المحلية الخاصة بك لديها منح أيضًا”.
كما يمكن التواصل مع وزارة الخارجية لمزيد من المعلومات، إذ تقدم أستراليا كثيرا من الموارد والدعم الحكومي لرواد الأعمال، إذ يمكن لأدلة خدمات نيو ساوث ويلز إرشاد ومساعدة رواد الأعمال المحتملين طوال رحلة بدء عملهم التجاري.
تقول كاساندرا جيبينز، المدير التنفيذي لمكتب أعمال الخدمة في نيو ساوث ويلز، إنهم يدعمون الشركات الصغيرة للبدء والتشغيل والتطور والملائمة والتكيف مع الواقع مجانًا.
تقدم خدمة كونسيرج الأعمال المساعدة للشركات الحصول على معلومات حول المساعدات المالية المتاحة للشركات الناشئة في مختلف المجالات الحكومية وتربطها بالمنح والحسومات المتاحة لهم.
كاساندرا جيبينز
وتضيف أن كل مندوب أعمال سيتحدث مع عملائه ويحدد ما قد يكون متاحًا لهم مع كل شخص بشكل منفصل وبناءً على ظروفه.
وتوضح “أن هذه الطريقة تجعل المندوب المسؤول قادرا على تحديد الدعم المتاح ضمن مجموعات صناعية مختلفة، وربط الشركات الناشئة بهذه الفرص. يمكن لـ Business Concierge أيضًا ربط الشركات الناشئة بمستشار مستقل، يمكنه تقديم معلومات حول كل ما يحتاجه الشخص لبدء عمل تجاري، بما في ذلك المشورة بشأن كيفية الحصول على التمويل”.