باريس وكالات – الناس نيوز ::
بعد 16 يوماً من المنافسات، اختتمت العاصمة الفرنسية باريس باريس مساء الأحد ، الألعاب الأولمبية ومررت الشعلة الأولمبية إلى لوس أنجليس، المدينة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية 2028.
برز العديد من النجوم في دورة الألعاب الأولمبية في باريس ورصعوا أعناقهم بالمعدن الأصفر بدءاً من أيقونة الجمباز الأميركية سيمون بايلز، مرورا بالسباح الفرنسي الواعد ليون مارشان، وصولاً إلى اسطورة كرة المضرب العالمية الصربي نوفاك ديوكوفيتش.
تسلّط وكالة فرانس برس الرياضية الضوء على ستة من أفضل نجوم نسخة مدينة الأنوار:

سيمون بايلز
أثبتت بايلز أنها نجمة جذّابة مثل برج إيفل، حيث وقفت هذه الفتاة الرائعة التي يبلغ طولها 1.42 متر شامخة عند عودتها إلى الأولمبياد بعد صدمة طوكيو.
في اليابان، اضطرت إلى الانسحاب من معظم المسابقات بسبب معاناة ذهنية منهكة تُعرف باسم “الالتواءات” (تويستيز). بعد ثلاث سنوات، وتحت أنظار حشد كبير من الجماهير في بيرسي أرينا بينهم زوجها ولاعب كرة القدم الأميركية جوناثان أوينز والنجمان توم كروز وليدي غاغا، استأنفت بايلز مسيرتها الذهبية التي بدأتها في ريو 2016.
تفوقت اللاعبة البالغة من العمر 27 عامًا على البرازيلية ريبيكا أندرادي وفازت بلقب المسابقة الكاملة للفردي بعدما كسبت اللقب ذاته مع منتخب بلادها في الفرق، قبل أن تضيف ذهبية ثالثة كانت في مسابقة حصان القفز، حيث نفذت قفزة يورتشينكو المزدوجة، وهي قفزة بايلز الثانية. كانت المهارة السادسة تحمل نفس اسمها.
تعثرت في اليوم الأخير حيث أصابها التعب ذهنيًا وجسديًا، فغابت عن منصة التتويج في عارضة التوازن، واكتفت بفضية الحركات الأرضية خلف أندرادي.
ليون مارشان
وُلد نجم جديد في مسبح باريس مع ليون مارشان الذي أبهر الجماهير الغفيرة بمسبح “لا ديفانس أرينا” بتحقيقه إنجازا لم نشهده منذ أيام الأسطورة الأميركي مايكل فيلبس.
فاز السبّاح البالغ من العمر 22 عامًا بسباقاته الفردية الأربعة: 200 م فراشة، و200 م صدراً، و200 م متنوّعة و400 م متنوعة.
بات أول سباح يفعل ذلك في نسخة واحدة للألعاب في سباقات الفردي منذ الأسطورة الأميركي في عام 2008.
وحذّر مارشان منافسيه “إنها البداية فقط”، حيث وضع نصب عينيه منذ الآن ألعاب لوس أنجليس في عام 2028.

نواه لايلز
وصل لايلز إلى باريس وهو يصرخ برغبته في ترسيخ إرثه باعتباره الوريث الشرعي للأسطورة الجامايكي أوسين بولت. فاز الأميركي بسباق 100 م سيبقى في الذاكرة لفترة طويلة، متفوقًا على الجامايكي كيشاين تومسون بخمسة آلاف جزء من الثانية فقط.
لكنه بدا بعيداً عن مستواه في سباق 200 م حيث فاز البوتسواني ليتزيلي تيبوغو وحرمه من تحقيق ثنائية أسرع سباقين في أم الألعاب. ترك المضمار على كرسي متحرّك وكشف بعده أنه كان مصاباً بكوفيد. لذلك تم استبعاده من صفوف المنتخب الأميركي في سباق التتابع أربع مرات 100 م والذي اقصي منه رفاقه بسبب خطأ في تسليم العصا عن الـ100 م الثانية.
للمفارقة، فاز بولت بثنائية السرعة والتتابع في ثلاث دورات أولمبية متتالية، ولم يخسر سوى ميدالية ذهبية واحدة في التتابع بسبب قضية منشطات لزميل له في المنتخب.
أنطوان دوبون
في الشوط الأول من المباراة التي أقيمت في ستاد دو فرانس المزدحم، بدا منتخب فيجي الفائز بالميدالية الأولمبية مرتين مسيطراً على المباراة ضد فرنسا المضيفة في نهائي الرغبي السباعي.
دخل أنطوان دوبون الذي يمكن القول إنه أفضل لاعب في العالم في كرة الرغبي لـ15 لاعباً، المباراة من مقاعد البدلاء وساهم بشكل كبير في مساعدة زملائه على حسم النتيجة في صالحهم.
كان هذا التأثير فورياً. حيث استغل كرة طائشة من ركلة البداية في الشوط الثاني، وركض بسرعة على الجناح، متجاوزاً أسطورة فيجي جيري تيوواي، ومررها إلى آرون غرانديدييه-نكانانغ الذي سجل بسهولة.

ثم سجّل دوبون محاولتين وقاد فرنسا الى الذهب 28-7، في أجواء حماسية في الملعب قال معلّقون مخضرمون إنهم لم يختبروها قط في مباراة للرغبي.
نوفاك ديوكوفيتش
في سن السابعة والثلاثين، فاز نوفاك ديوكوفيتش أخيرًا بالميدالية الذهبية الأولمبية واضافها إلى سجله الرائع والمرصع بالألقاب أبرزها 24 في البطولات الأربع الكبرى (الغراند سلام).
تغلّب الصربي على الإسباني كارلوس ألكاراس الذي يصغره بـ16 عامًا، في مباراة نهائية لن تنسى على ملاعب رولان غاروس حيث توّج سابقاً بلقب بطولة فرنسا المفتوحة، ثانية الغراند سلام، ثلاث مرات.
حقق ديوكوفيتش حلمه عقب مشوار صعب حيث اضطر إلى هزيمة غريمه التقليدي الإسباني الآخر رافايل نادال في الدور الثاني في المواجهة الستين بينهما. ثم تحامل في ربع النهائي على إصابة متفاقمة في الركبة احتاج إلى عملية جراحية لعلاجها في حزيران/يونيو الماضي، وتغلب على اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، قبل أن يفوز على الإيطالي لورنتسو موزيتي في نصف النهائي.

أكد ديوكوفيتش إنه يريد الدفاع عن لقبه في أولمبياد 2028 في لوس أنجليس عندما سيكون عمره 41 عامًا.
قال: “أحب الدافع، كل يوم، كل أسبوع من تدريب جسدي، وإتقان لعبتي، وتحسين نفسي حتى في هذا العمر”.
الجماهير .
تبدّدت الشكوك حول التزام الجماهير الفرنسية بالألعاب الأولمبية بفضل الهدير الهائل الذي أحدثه سبّاح فرنسا ليون مارشان وهو يغوص في مسبح “لا ديفانس ارينا”. أثارت مسيرة مارشان نحو تحقيق أربع ذهبيات تشجيعا إيقاعيًا من المتفرجين في كلّ مرة يخرج فيها رأسه من الماء في سباحة الصدر، حتى الرياضيين الأولمبيين المخضرمين قالوا إن التشجيع كان غير عادي.
كما حوّل الفرنسيون والمشجعون من جميع أنحاء العالم ملعب الكرة الطائرة الشاطئية الرائع بجوار برج إيفل إلى حفل كل ليلة أضاء ملايين حسابات إنستغرام.
توم كروز نجم حفل الختام ولوس أنجليس على الموعد .

ودّعت باريس الألعاب الأولمبية الاحد في حفل ختام بلغ ذروته مع الممثل الأميركي توم كروز الذي اضاف لمسة هوليودية بنزوله على حبل من سطح “ستاد دو فرانس”، أمام 71500 متفرج ليمسك بالعلم الأولمبي.
غادر نجم فيلم “المهمة المستحيلة” أحد ابرز الملاعب الاوروبية والذي كان مسرحاً للعرض الختامي على دراجة نارية قبل أن يظهر مقطع فيديو له ينقل العلم إلى أحرف هوليوود العملاقة في لوس أنجليس مضيفة اولمبياد 2028 الصيفي.
بعد ذلك، أحيت فرقة “ريد هوت تشيلي بيبرز” من لوس أنجليس والمغنية بيلي إيليش حفلة موسيقية مصورة على الشاطئ.
داخل ملعب “ستاد دو فرانس” في ضاحية سان دوني، سلّم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ العلم الأولمبي لعمدة لوس أنجليس الأميركية. وكما درجت التقاليد، انتقل العلم إلى المدنية المضيفة التالية وتسلّمته كارين باس عمدة لوس انجليس الواقعة في ولاية كاليفورنيا.

قال باخ خلال كلمته في حفل الختام إن ألعاب باريس الصيفية كانت “مذهلة” وأقيمت في “أجواء لا مثيل لها”.
باخ الذي سيترك رئاسة اللجنة في 2025 بعد 12 عاماً في هذا المنصب، أضاف “كانت ألعاباً مذهلة منذ البداية حتى النهاية”.
وأردف قائلاً “أصدقائي من فرنسا الأعزاء، لقد وقعتم في حب الألعاب الأولمبية. ونحن وقعنا في حبكم جميعاً”.
توافد نحو 9000 رياضي إلى الملعب للاستمتاع بعروض 270 فناناً وراقصاً في احتفال تم الإعلان عنه باعتباره احتفالا بالإنسانية والقوّة الموحدة للرياضة.

وقال رئيس اللجنة المنظمة لألعاب باريس 2024 توني إستانغيه للرياضيين “كنا نعلم أنكم ستكونون رائعين، لكنكم كنتم كالسحر. لقد جعلتمونا سعداء، لقد جعلتمونا نشعر بأننا على قيد الحياة، كان العالم بحاجة إلى هذه اللحظة كثيرًا”.
افتتح بطل السباحة الفرنسي ليون مارشان، الفائز بأربع ميداليات ذهبية في هذه الألعاب، الحفل الختامي حين حمل الشعلة الأولمبية من المرجل في حدائق التويلري لبدء رحلتها إلى ستاد دو فرانس.
بُثّت بعض الصور الجوية لنهر السين وأبرز اللحظات من حفل الافتتاح في 26 تموز/يوليو، بعد 16 يوماً من المنافسات.
وأطلقت احدى ابرز المغنيات المعاصرات زاهو دي ساغازان البرنامج الفني للحفل بغناء مقطوعة كلاسيكية خالدة في قصر التويلري “تحت سماء باريس”.
وأضفت الفنانة الشابة البالغة 24 عاماً لمسة قديمة على بداية الحفل، حيث غنى هذا النشيد للعاصمة أعظم الفنانين، بما في ذلك إديت بياف وإيف مونتان وميراي ماتيو.

اقيم العرض وسط اجراءات أمنية مشددة وتميز عن حفل الافتتاح على طول نهر السين وأطلق الألعاب الأولمبية في باريس بأسلوب أنيق تميّز بالجرأة والشمولية، لكن تعرّض للانتقاد من قبل بعض السياسيين المحافظين بسبب مشاركة المتحوّلين جنسياً في مشهد تمثيلي فسره البعض على أنه محاكاة ساخرة للعشاء الأخير.
عُهد بالاداة الفنية لحفل الاختتام مرة أخرى إلى المخرج توما جولي الذي قدّم مسرحية أوبرا تسمى “أرقام قياسية” مزجت بين الماضي والمستقبل.
وشكّل العرض الختامي الساحر بداية العدّ التنازلي لمدة أربع سنوات حتى ألعاب لوس أنجليس في كاليفورنيا.
اسدل الستار على الفصل الأخير من المسابقات الرياضية المذهلة في كثير من الأحيان على خلفية المعالم الباريسية الشهيرة من برج إيفل إلى قصر فرساي إلى القصر الكبير.
وعلى النقيض من حفل الافتتاح الغارق في المطر على نهر السين، بدأ حفل الافتتاح مع غروب الشمس في العاصمة الفرنسية.
– التراث القديم وقيم الرياضة واستحضار المستقبل-
ركّز العرض الختامي على الرحلة الجوية للمسافر الذهبي (غولدن فوياجر)، مباشرة من الخيال العلمي، الذي وصل عبر الفضاء إلى ملعب “ستاد دو فرانس” الغارق في الظلام.

تحت الزيّ الذهبي، لعب راقص البريك دانس الفرنسي آرثر كادر دور مسافر بين النجوم يكتشف بقايا الألعاب الأولمبية، في المستقبل البعيد حيث ستختفي وسيتولى إعادة بنائها.
وارتكزت فكرة العرض على الاحتفال بالتراث القديم للألعاب، وقيم الرياضة واستحضار المستقبل. خدم العرض حلقات عملاقة تمثّل القارات الخمس التي توحدها الألعاب الأولمبية وتأثيرات ضوئية متطورة.
على مسرح بمساحة 2400 متر مربّع قدّم الراقصون عرضاً مزج بين الرقص والالتواء والإيماءات وفنون الرقص في الشارع. في اللوحة الأكثر ضخامة، ارتفعت الحلقات الأولمبية العملاقة إلى السماء.
من ناحية النجوم، رفع حفل الافتتاح سقف التوقعات مع ليدي غاغا وآيا ناكامورا والعودة الأخيرة لسيلين ديون إلى برج إيفل. في الختام، قدّمت فينيكس، وهي فرقة موسيقى إلكترو-روك تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة أبرز أعمالها، كما أدت البلجيكية أنجيل أغنية “نايت كول”، وامتعت فرقة إير التي تتحدر من فرساي الجماهير.



الأكثر شعبية



الشرع يستقبل عضو الكونغرس الأميركي كوري ميلز والوفد السوري…
