fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

أبعد من مسألة “شرق انفعالي وغرب عقلاني”

[jnews_post_author ]

مما يميز الكائن البشري عن باقي الكائنات هي الفترة الطويلة التي يقضيها طفله لينضج ويصبح قادرًا على العيش باستقلالية والانخراط في المجتمع، ويصل ذلك إلى حوالي عقدين من الزمن، خلال هذه الفترة، تكون دورة حياة أنواع أخرى من الثديات قد انقضت. لا يحصل ذلك للفرد فقط، فالمجتمعات البشرية أيضًا تمر بمراحل نضج تاريخية، لكنها تستغرق زمنًا أطول يصل إلى قرون، ذلك تبعًا للعوامل الخارجية المحيطة والتفاعلات التي تحدث داخل المجتمعات ذاتها.

وكان تطور الإنسان قد تعرّض في آلاف السنوات الأخيرة إلى تسارع لم يحدث خلال مئات آلاف السنين قبلها، فابتعد كثيرًا عن باقي الكائنات، التي تكاد تكرر حيواتها الغريزية وسلوكياتها منذ ملايين السنين. ثمة عدة عوامل تفاعلت فيما بينها لتُحدث هذا التحول الدراماتيكي في حياة الكائن البشري، وأهمها اللغة والعمل والبنية التشريحية المرتبطة بهما. وبنتيجة ما سبق، تطورت روابط عصبية لا متناهية في الدماغ يمكن أن تتمايز وتتعقد وتتطور عند الحاجة إليها؛ أي أنها روابط خام يمكن تفعيلها بالتعلُّم والتمرين. أحدث ذلك ثورة بيولوجية لا مثيل لها خلال مسيرة تطور المادة العضوية على سطح الأرض، والتي نقلت الإنسان من الاعتماد على الغرائز وحياة القطيع إلى عالم لا ينفك يتبدل ويتغير، يتأتمت ويتعقلن، بخاصة بعد أن استحوذ العلم على مفاتيح الكثير من الظواهر الطبيعية وجيرها لخدمة الإنسان، وربما لغير صالحه أحيانًا.

لذا، صار التحول التدريجي من الاعتماد على ردات الفعل الغريزية إلى التحكم بها عقلانيًا هو أحد أهم مقاييس تطور المجتمعات في وقتنا الحاضر؛ أي انخفاض نسبة ردات الفعل الغريزية، خاطفة الحدوث وسريعة التلاشي في سلوك أفراد مجتمع معين، مقارنة بنسبة ردات الفعل العقلانية، بطيئة الظهور والأكثر استدامة. مع ذلك، لا تخلو الشعوب التي توصف بالمتطورة من ردات الفعل الانفعالية، لكنها تصبح أقل تواترًا وأضيق نطاقًا ومحدودة بفئات عمرية معينة، كما قد يحدث في حالات تبدّي الانفعالات القصوى التي ترافق مباريات كرة القدم، على سبيل المثال.

تقوم ردات الفعل الانفعالية على الاجتزاء والتضخيم وتفسير الأمور بالأهواء لا في سياقاتها المنطقية، بحيث تثار أكبر ضجة ممكنة، ومن ثم لا تلبث الأمور أن تعود إلى ما كانت عليه. لا يتوقف الأمر على ذلك، فثمة أمران يزيدان من خطورة الانفعالات؛ إمكانية استغلالها والعنف الذي قد يرافقها. ليس لردات الفعل الانفعالية علاقة بموجات الغضب التي تجتاح شخصا أو مجموعة من الأشخاص، فهذه تبقى في إطار سيطرة العقل وتستخدم آليات قانونية، كالتظاهر وباقي أشكال الاحتجاج المعروفة في البلدان الديمقراطية.

ما علاقة الدين والتدين بما سبق؟

يتأسس التدين، كعاطفة وجودية عميقة، على قاعدة انفعالية، لكنه قد يتوقف عندها أو يسمو بها، ففي الحالة الأولى يكون أقرب إلى العصاب النفسي، ويتحول في الحالة الثانية إلى إيمان راسخ في الضمير وشبه عصيّ على تقلبات الانفعالات والأهواء، وبين الحالتين طيف متدرج وواسع من الحالات. الشخص العصابي صادق في تدينه لكن ليس بوسعه التحكم في انفعالاته، وهي الثغرة التي يدخل منها كل مستثمر ومستغل لعواطف المتدينين الشباب. وكما يكون العصاب فرديًا، فقد يكون جماعيًا أيضًا، يشتد ويضعف حسب الظروف.

ولا يختلف متدين عن آخر إلا بدرجة شخصنة الدين وتمتين الروابط العمودية بإلهه، كعلاقة أساسية، ما يسمح بالتطور الروحي للشخصية، ويفضي إلى السلام الداخلي، ويخفف من درجات النفاق والتظاهر. وفي الحالات التي تسود فيها ردات الفعل الانفعالية الدينية الجماعية، تغلب على التدين الروابط الاجتماعية – الأفقية، وتعززها ممارسة الطقوس الجماعية، التي تجلب الأمان في الظروف العادية، لكنها تعمل على تأجيج العصبيات حين تقدح شرارتها لسبب أو لآخر.

في هذا السياق، وبعد إعلان الرئيس الفرنسي عن وجود أزمة في الإسلام على أثر مقتل أستاذ التاريخ على يد متطرف شيشاني، بدا وكأن جولةً جديدة لصراعات دينية قديمة قد استفاقت، وهي ليست كذلك بالطبع، ولو أن الرئيس التركي أردوغان انبرى لتزعم وهم “الحرب على الإسلام”، في مواجهة الرئيس الفرنسي ماكرون، المدافع عن العلمانية. بادئ ذي بدء، ليس ثمة من عاقلٍ يفكر بالصراع مع دين الإسلام أو غيره، حتى ولو كان عدد المؤمنين به بضعة آلاف فقط، وليس أكثر من مليار ونصف، فالتنوع الديني والاجتماعي والعرقي صار الفسيفساء التي تسم الاجتماع البشري، بخاصة في دول الغرب الديمقراطية، بالرغم مما يحدث من صراعات محلية محدودة يجري تطويقها بسرعة نسبيًا.

يمكن تفسير ردات الفعل العنيفة لمتطرفين إسلاميين في البلدان الغربية من خارج الدين، ولو اتخذته لبوسًا لها، كتعبير عن حالة من التدين العصابي العاجز عن التعامل مع الأحداث بذات الآليات المتوافرة والمتداولة في المجتمعات الأوروبية، بما في ذلك التعبير بالرأي والكلمة واللجوء إلى القضاء. في هذه الحالة، يلجأ المتطرف إلى السبيل الأسهل للتعبير عن احتجاجه من خلال العنف؛ إنه، ببساطة، غير قادر على جَسْر الفارق الحضاري بين البلد الذي عاش فيه والبلد الذي هاجر إليه وفشل في التكيف مع ظروفه.

من جهة ثانية، لم تبذل بعض دول الغرب الجهود الكافية من أجل إدماج المهاجرين إليها وتأهيلهم، وفرنسا متهمة بمثل هذا التقصير، وبشهادة رئيسها نفسه، بالمقارنة مع ألمانيا على سبيل المثال. يضاف إلى ذلك التخبط العالمي والكثير من الفشل في حل الأزمات الدولية، وظهور قادة لا تاريخيين بالفعل في هذه المرحلة التي تحتاج للكثير من الحكمة والحزم.

كما لا يعني عدم الاعتراف بوجود أزمة في الإسلام، أو بطريقة فهمه وتطبيقه، سوى الهروب من الوقائع السافرة، ذلك لأن الإرهاب الممارس باسم الإسلام وامتداده إلى البلدان الديمقراطية العلمانية، التي احتضنت المسلمين وأنقذتهم مما يحدث لهم من مظالم في بلدانهم، لا يمكن تبريره بإعادة “نكش” المظلوميات التاريخية، بل بدوافع عقائدية قابلة للاستغلال بالدرجة الأولى، مدفوعة بدورها بفكر تحريضي.

إن إدانة الممارسات الإرهابية بالقول الصريح، وترك ما لا يتقبله العصر من ممارسات دينية، أو باسم الدين، وعدم تبرير أي عنف بدعوى وجوده في أي نص، أكان مقدسًا أم جرى تقديسه لاحقًا؛ كفيل بأن يعيد الاعتبار لقيم الإسلام الروحية ويعززها، فيعود دين الإسلام إلى إشعاعه الروحي الذي تربينا عليه ورفد أخلاقنا وقيمنا، ونشره الصوفيون في بلدان قاصية من دون سيوف.

————————————————–

منير شحود

المنشورات ذات الصلة