كانبيرا – الناس نيوز ::
يكافح العالم من أزمات على جبهات متعددة، من وباء كورونا إلى ارتفاع تكاليف المعيشة والآثار المدمرة بشكل متزايد لتغير المناخ.
ولكن في حين أن الغالبية العظمى من الثمانية مليارات شخص على هذا الكوكب بحالة سيئة، فإن مجموعة صغيرة من الأشخاص فاحشي الثراء والشركات شهدوا تضخماً في ثرواتهم في السنوات الأخيرة.
منذ انتشار جائحة كورونا في عام 2020، حقق الأغنياء والذي لا تتجاوز نسبتهم الواحد في المئة ما يقرب من ضعف الأموال التي حققها 99 في المئة من العالم، ومن جهة أخرى ازدياد الفقر الشديد لأول مرة منذ 25 عاماً، وفقًا لـ تقرير جديد صادر عن منظمة مكافحة الفقر هذا الأسبوع.
وبحسب صحيفة “The Sydney Morning Herald” فقد اتبعت أستراليا هذا الاتجاه ، حيث زاد عدد الأثرياء في البلاد 11 مليارديراً عما كان عليه في بداية عام 2020.
وقال مدير البرامج في منظمة أوكسفام أستراليا، أنثيا سبينكس، إن فاحشي الثراء “تفوقوا حتى على أحلامهم الجامحة” بينما يبذل معظم الناس حول العالم تضحيات يومية من أجل البقاء.
ويضيف سبينكس “أدت عقود من التخفيضات الضريبية لأغنى الأشخاص والشركات إلى عدم المساواة في الداخل وفي جميع أنحاء العالم، حيث يدفع أفقر الناس معدلات ضريبية أعلى من العديد من الرؤساء التنفيذيين وأصحاب الملايين”.
وبحسب التقرير ازدادت الثروة المالية حوالي 60 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم بين كانون الثاني/ديسمبر 2019 وكانون الثاني/ديسمبر 2021، واستحوذ الأغنياء والذي لا تتجاوز نسبتهم الواحد في المئة على 63 في المئة من الثروة، أو ما يقارب 37 تريليون دولار، .
اقرأ المزيد
كما أعلنت منظمة أوكسفام بأن أزمة غلاء المعيشة التي يغذيها التضخم، والتي تعاني منها أستراليا وأجزاء أخرى من العالم، يمكن إعادة تسميتها على نحو ملائم بأزمة “نسبة الربح”.
“إن أزمة تكلفة المعيشة الحالية، ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، تخلق أيضاً مكاسب هائلة للكثيرين من أصحاب رؤوس الأموال، حيث تشهد شركات الأغذية والطاقة أرباحاً قياسية وتحقق مدفوعات قياسية لمساهميها الأثرياء وأصحاب المليارات”.
وقال التقرير: “تجني الشركات ما لا يقل عن 50 في المئة من التضخم في أستراليا والولايات المتحدة وأوروبا، فيما يعتبر أزمة” نسبة الربح أكثر من كونها أزمة تكلفة المعيشة”
ويستشهد التقرير بدراسات تظهر أنه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، كان 54 في المئة و 59 في المئة و 60 في المئة من التضخم على التوالي مدفوعا بزيادة أرباح الشركات.
ووجدت منظمة أوكسفام أنه بينما يعيش أكثر من 1.7 مليار عامل في بلدان يتجاوز فيها معدل التضخم الأجور الآن، فإن أصحاب المليارات في العالم يشهدون زيادة ثرواتهم مجتمعة بمقدار 5 مليارات دولار يومياً.
ما الحل؟
قال تقرير أوكسفام إن إغلاق ثغرات التهرب الضريبي وفرض ضرائب مناسبة على أصحاب الثراء الفاحش هو “باب الخروج لأزمة اليوم المتعددة”.
و تدعو منظمة أوكسفام في أستراليا، الحكومة الفيدرالية للتخلي عن المرحلة الثالثة من التخفيضات الضريبية المقبلة و “بدلاً من ذلك، تنفيذ زيادة منهجية وواسعة النطاق في الضرائب المفروضة على فاحشي الثراء، بما في ذلك ضريبة الثروة وضريبة المكاسب غير المتوقعة على الشركات، والتي من شأنه أن يستعيد المكاسب التي حققتها بعض الشركات على خلفية الأزمات والمعاناة، مثل الوباء والحرب في أوكرانيا “.
استبعدت الحكومة تنفيذ المرحلة الثالثة من الإعفاء الضريبي الذي صممته حكومة موريسون للأستراليين الأثرياء، والذي تم سنه في عام 2019 بدعم من المعارضة العمالية آنذاك، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 2024-25.
وأضافت أوكسفام إن ضريبة الثروة بنسبة 2 في المئة على الأشخاص الذين تزيد ثرواتهم عن 7 ملايين دولار، و3 في المئة على أولئك الذين تزيد ثرواتهم عن 67 مليون دولار و 5 في المائة على أي ميلياردير أسترالي، ستجمع 29.1 مليار دولار سنوياً.
ويمكن بعد ذلك إعادة توزيع هذه الأموال لتعزيز ميزانية المساعدات الخارجية لأستراليا، والحد من الفقر عن طريق زيادة مدفوعات دعم الدخل، وبناء المزيد من منازل الإسكان الاجتماعي، ومساعدة الأسر على التوفير في فواتير الطاقة.