أنور عمران – الناس نيوز ::
-1-
لم يكن المسيحُ كما تخيّلتموه
بقلبٍ مائلٍ وصليبٍ مستقيم
بل كان فكرةً صائبةً
عن جدوى الرحيل،
ومحاولةً أبديةً
للوقوف على أسباب البكاء…
لم يكن المسيحُ إبنَ الله المُدلل
وإنما مجازهُ المدهش عن سقوطِ العقلِ في فخِّ العاطفة
أو عن انبعاث الضباب من أصابعِ الراوي
لم يكن غيرَ أمنيةٍ
ردّدها الصيّادون الحزانى
كي تعفوَ المجدل عن عشّاقها الخائفين من الشِّعر،
وردّدنا معهم
كي نكملَ وهمنا بالكمال
لم يكنُ إبنَ الله، ولا إبننا
لم يكن أبداً….
-2-
المرأةُ التي أنجبتِ اللهَ تحت نخلة
لم تكترثْ بفرحِ الأشجارِ التي تتهيّأُ كي تصير صلباناً،
ولم تقلْ لربّها الذي تطعمه: قايضني بنعمتك!
فقط
.. بكتْ من وجعِ الحب
وتركتْ للشعراء ما يدلُّ على الملحِ البعيد…
المرأة التي حوَّلتْها الحكاياتُ إلى بقعةِ زيتٍ على طول فلسطين
مازالت تحتفظُ بجرسٍ خافتٍ في قلبها
خافتٍ، وفي كلِّ سنة
يكسِرُ المؤمنون بضجيجهم فخّار الحكاية
فتسيلُ الألوهةُ
تسيلُ… حتى أننا لم نعد ندركُ تماماً
من منّا الإله؟!!
-3-
يا ملكَ الملائكة
يا كبيرَ أبناءِ الله
تعالَ نتبادل الصلبان
أنا أعطيكَ الشام
وأنت تعطيني أمك…