fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

أحلام سورية في مطار سنغافورة

[jnews_post_author ]

لدي حلم… وحلمي كسوري أن يعيش أولادي في وطن لا يسحقهم فيه الاستبداد ولا تقهرهم فيه الهويات المتناقضة، ولا يجبر أولادي على نمط حياة أجبرنا عليه خضوعاً للمستبد أو تقليداً أعمى لأوهام مقدسة.

وحلمي كان كابوساً عصفت به الكارثة السورية التي دمرت كل أحلامنا وآمالنا ولكنني استيقظت به في مطار سنغافورة.

كثيرون كتبوا عن المعجزة السنغافورية في النهضة والتفوق، وهي مدهشة بكل المعايير، فالبلدة التي لا يزيد حجمها مدينة وريفاً عن 710 كم مربع وهي أصغر من إمارة أم القيوين أصبحت اليوم من أقوى اقتصادات العالم وباتت تملك في 2020 أفضل مطار بالعالم لسبعة أعوام على التوالي، وأكبر ميناء حاويات في العالم وسجلت وفق مؤشر الايكونومست أفضل بلد في آسيا في جودة الحياة والحادي عشر على مستوى العالم، وفيها أكبر جامعتين في آسيا، كما حققت لموظفيها أعلى دخل في العالم، وباتت معجزة اقتصادية مذهلة لكل من كتب عن التنمية الاقتصادية.

وبعيداً عن الاقتصاد، فسأذهب هنا إلى الحديث عن رسالة المجتمع الذي حققته المعجزة السنغافورية وكيف نجحت في تحويل التنوع الديني والقومي والطبقي الذي طبع حياة السنغافوريين إلى ظاهرة غنى وثراء وتكامل.

فالظروف البائسة التي تعيشها سوريا اليوم وهي البلد المحطم الممزق الذي هاجر نصف أهله مشردين في الأرض، والبلد الذي بات في أسفل المؤشرات الاقتصادية والحياتية في كل العالم، والبلد الذي يتقاضى فيه الأستاذ الجامعي 25 دولاراً، ومع ذلك فإنه لا خير لنا من البقاء على قيد الحياة.. فالحياة هي القدر المستحيل المفروض على بقايا هذا الوطن المنكوب.

هذه الظروف القاهرة عاشتها سنغافورة خلال الحرب العالمية الثانية أقسى أيام الحروب اللاهبة، حيث كانت أرضاً للصراع بين اليابانيين والبريطانيين وشهدت أرضها الوادعة معارك الكر والفر في ظلام الحروب، الأمر الذي أدى لولادة أحقاد مريرة على أساس قومي وأساس ديني، وقد أدى ذلك إلى تخلف هائل في بنية الحياة، وبإمكانك أن تشاهد الصور المرعبة للحياة في تلك المدينة المنهكة في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث ينام الحيوان والإنسان في غرف مشتركة، وحيث يستحم الناس في الشوارع!!.

أما الهوية الوطنية فقد كانت تائهة بين التقاليد الأصلية لتلك الجزيرة الصغيرة، وبين الولاءات المضطربة للصين وماليزيا وبريطانيا، والتي كانت تتصارع في إطار مصالح متناقضة تماماً.

أما الهوية الدينية فكانت ممزقة أيضاً في ولاءات متناقضة أفرزتها الحروب المتتالية وارتباط رجال الديانات بشكل أو بآخر بالسياسات التي كانت جزءاً من الحرب والكر والفر.

لا يمكن بناء وطن يرزح في الأحقاد، هكذا قرر لي كوان يو رئيس الوزراء التاريخي الذي قاد سنغافورة في نهضتها ثلاثين عاما 1960-1990م وعلى الفور أعلن تجاوز المسالة القومية باعتبارها جزءاً من التاريخ الآفل، وبنى القوانين الجديدة على قيم المواطنة، حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات، وأصدر عدة قوانين صارمة تجعل أي تمييز قومي عملاً مداناً يجرمه القانون، وبات سكان الجزيرة شركاء في بناء نهضتهم، يملكون هويات متساوية تماماً حجماً ومضموناً، ولم يعد لابن البيضاء على ابن السوداء فضل ولا منة.

نجحت سنغافورة في تجاوز عقدة التوزع التاريخي والجغرافي، وحافظت على اللغات الأربع الصينية والماليزية والتاميلية واستخدمت الإنكليزية بقوة لغة رسمية في التجارة والاقتصاد، ويعيش المجتمع السنغافوري اليوم تنوعاً شديداً يثري وجودهم الاجتماعي، حيث ترجع أصول السكان إلى 75% صينيين و15% ملاويين و7% هنود، 3% قوميات أخرى، ولكنهم يعيشون دولة المواطنة والقانون، بعيداً عن أي تمييز عرقي أو قومي.

وبسهولة تناوب على مناصب الرئاسة السنغافورية رؤساء من أصول صينية وماليزية وهندية، دون أن يكون الجنس القومي سبباً للتعثر في رحلة النجاح والصعود.

أما في المسألة الدينية فقد ألغت الحكومة منطق تفوق الدين الوطني، ودونية الأديان الأخرى، وأكدت مساواة الأديان، ونجحت سياسات الحكومة في جعل التنوع الديني مصدر ثراء وغنى ثقافي واجتماعي، فقد وفرت للجميع حرية المعابد والشعائر، وأعلنت هيئة الأديان (IRO) اعترافها بعشرة أديان، أقرت جميعاً باحترام التنوع والتعدد، ومنعت بصرامة أي شكل من التمييز الديني وأطلقت سلسلة برامج للتلاحم واللقاء، كما تم تعزيز مكانة معبد (Thian Hock Keng Temple) ليكون ملتقى للأديان، وتوسع من كونه معبداً طاوياً، ليصبح معبداً مشتركاً للطاوية والهندوسية والكونفوشية والبوذية، كما شهد نشاطات إسلامية ومسيحية، وأعيد افتتاحه رسمياً عام 2001 وفي إطار حكومي وشعبي قامت عشرات المؤتمرات واللقاءات والحوارات بين الأديان على أساس التكامل الإيجابي بين هذه الأديان، ورفع أسباب الكراهية، ونجحت الحكومة في جعل الوعي العام في سنغافورة أن الإيمان هو علاقة الإنسان بربه، وأن الوطن للجميع.

ويتوزع السكان في سنغافورة بين البوذيه 33% والمسيحية 18% والإسلام 14% والطاوية 8.5% فيما يتوزع ربع المجتمع في أديان مختلفة واتجاهات لا دينية.

أما الاتجاهات الدينية التي لا تحمل الولاء للمجتمع ولا تعرف للناس المحبة فقد تم حظرها بصرامة، فلا معنى لأي ديانة إذا كانت فاشلة في صناعة المحبة.

وفي عام 2014 أصدر مركز بيو لدراسات الأديان أن سنغافورة باتت أكثر بلد في العالم غنى وتنوعاً في ثقافته الدينية وأنها حققت تكاملاً وانسجاماً بتفوق فريد.

ومع أن المسلمين أقلية في سنغافورة 15% ولكن وصل بسهولة كل من يوسف إسحق وكذلك حليمة يعقوب إلى منصب الرئاسة، حيث نجحت النهضة السنغافورية في تحقيق الولاء والبراء أولاً وآخراً للوطن والقانون، وبات التأهيل للوظائف العليا قائماً على الكفاءة والقدرة وليس على أي اعتبار آخر، وزيادة على ذلك فقد صنفت سنغافورة في مسح جرى عام 2015 كأفضل مقصد للسياحة الإسلامية إلى بلد غير مسلم.

تتربع سنغافورة اليوم على راس قوائم جودة الحياة في العالم، ويوشك الناظر إليها أن يقول إنها ولدت وفي فمها ملعقة ذهب، وبأنها تقلبت في رغد النعيم، ولكن دراسة أعمق ستجعل تشعر بالأمل فالكوارث التي نعيشها اليوم في سوريا اجتمعت ذات يوم بكل تفاصيلها في سنغافورة، والكراهية الدينية والحقد الطائفي والفشل الاقتصادي وتسلط الجيوش الأجنبية ودمار البنية التحيتية وأكثر كان صورة ذلك البلد المنهوب المعذب، حين قرر أبناؤه أن ينفضوا عنهم غبار الماضي وأن يتطلعوا إلى المستقبل بعيداً عن وصايا الكهنة وتحدياً لوصفات الاستبداد.

أياً كانت وجهتك فانا أنصحك بتخصيص ساعتين خلال عبورك في مطار سنغافورة، لتسند رأسك في بعض حدائق مطار سنغافورة، وتحلم مع عمالقة الإصلاح الكبار الذين قدموا للعالم أعجب نموذج للقيام، وكيف استطاعوا أن يرحلوا ببلادهم من وادي الخيبات إلى مطار الأمل.

———————————–

الشيخ الدكتور محمد حبش

المنشورات ذات الصلة