رام الله – الناس نيوز ::
أكد مصدر طبي إسرائيلي الثلاثاء مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين في هجوم بإطلاق النار قرب مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك غداة مقتل سبعة فلسطينيين.
وبحسب الفرنسية فقد قالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية في بيان “تأكدت وفاة أربعة أشخاص وهناك أربعة جرحى آخرين، أحدهم مصاب بجروح خطرة” في هجوم بإطلاق النار قرب مستوطنة عيلي جنوب نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة.
ولم تتمكن خدمة الإسعاف من تأكيد جنسيات القتلى بعد اتصال وكالة فرانس برس بها.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الهجوم بأنه “إرهابي” مؤكدا على “بذل كافة الجهود لاعتقال المهاجمين”، متحدثًا عن الدعوة لاجتماع للقادة الأمنيين.
من جانبه، بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعازيه إلى أهالي القتلى ووصف الهجوم بأنه “مروع” مؤكدا على “تصفية الحسابات مع القتلة”.
ووجه تحذيرا قال فيه “أُذكر كل أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا بأن كل الخيارات مفتوحة، سنواصل محاربة الإرهاب بكل قوة وسنهزمه”.
أما الجيش الإسرائيلي فأشار في بيان إلى أن المهاجمين وصلوا في سيارة إلى محطة وقود مجاورة لمستوطنة عيلي “وأطلقوا النار على المدنيين”.
وأكد الجيش أن مدنيًا أطق النار على أحدهم و”حيده”.
وفي بيان لاحق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) قال إنه تم إطلاق النار على مهاجم ثان بعد “مطاردته”.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “وصول شهيد بالإضافة إلى مصاب بحالة مستقرة برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب طوباس إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي”، من دون أن تحدد ظروف إصابتهما.
وأكدت في بيان لاحق أن “شهيد طوباس هو الشاب خالد مصطفى عبد اللطيف صباح (24 عاما)”.
ورحبت حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة بالهجوم. وقالت على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم “لم يتأخر الرد على جرائم الاحتلال … هذه الثورة المتواصلة والانتفاضة العظيمة ستتواصل ولن تتوقف إلا بتحقيق أهداف شعبنا”.
أما حركة الجهاد الإسلامي فاعتبرت “العملية الفدائية … ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال المتصاعدة” مشيرة إلى أنها تندرج “في سياق ممارسة الحق المشروع في الدفاع عن النفس”.
وشاهد مصور فرانس برس عناصر شرطة إسرائيليون يقومون بمعاينة جثث القتلى التي كانت معطاة بشكل جزئي وعلى الأرض في موقع الهجوم.
وانتشرت القوات الإسرائيلية وعناصر الإنقاذ في محيط العملية على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية والذي شهد ازمة مرورية خانقة.
– مقتل 7 فلسطينيين –
يأتي الهجوم غداة مقتل شاب فلسطيني في جنوب الضفة الغربية وستة آخرين خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقتلت القوات الإسرائيلية الشاب الفلسطيني ليل الاثنين الثلاثاء قرب مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة، على ما ذكر الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “استشهاد الشاب زكريا محمد زكريا الزعول (20 عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس، في بلدة حوسان”.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان أن “مشتبها به ألقى قنابل حارقة باتجاه جنود إسرائيليين كانوا يقومون بعمليات روتينية” في بلدة حوسان. وأضاف البيان أن “الجنود ردوا بالنيران الحية وتم تحديد إصابة”.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن “مواجهات جرت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي أطلقت الذخيرة الحية واستخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية”.
وارتفعت حصيلة العملية العسكرية العنيفة التي شنها الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين الاثنين وتخللتها اشتباكات إلى ستة قتلى فلسطينيين بينهم فتى.
وأصيب فيها أكثر من 90 فلسطينيا الى جانب ثمانية عناصر من قوات الأمن الإسرائيليين.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية “استشهاد أمجد عارف فياض جعص (48 عاماً) متأثراً بجروحٍ حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في البطن، ليرتفع عدد شهداء عدوان الاحتلال على جنين، أمس الإثنين إلى ستة شهداء”.
وتم تشييع جثمان جعص في موكب كبير من مدينة نابلس حتى جنين، وسط هتافات ندد فيها المشاركون “بجرائم الاحتلال”. ولُفّ راسه بالكوفية الفلسطينية وجثمانه بالعلم الفلسطيني.
وقُتل ابنه وسيم جعص (22 عاما) برصاص الجيش الاسرائيلي في عملية عسكرية في جنين في 25 كانون ثاني/يناير من العام الجاري قتل فيها ثمانية فلسطينيين آخرين.
وشهدت العملية العسكرية الاثنين إطلاق صواريخ من مروحيات إسرائيلية وهو تكتيك لم تشهده الضفة الغربية منذ سنوات طويلة بحسب مسؤول أمني فلسطيني.
وقالت القوات الإسرائيلية إنها دخلت جنين لاعتقال اثنين من “المطلوبين” أحدهما ينتمي لحركة حماس والآخر لحركة الجهاد الإسلامي.
تجري هذه الأحداث في الضفة الغربية في ظل جمود مفاوضات عملية السلام مع تدهور الوضع الأمني وعمليات التوغل الإسرائيلية المتكررة في المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية لتتحول إلى مواجهات مع السكان.
يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
منذ مطلع كانون الثاني/يناير، قُتل ما لا يقل عن 166 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.
ولا تشمل هذه الحصيلة قتلى هجوم الثلاثاء.
تحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.