أنقرة – دمشق – الناس نيوز ::
كشفت تقارير إعلامية تركية إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد يجري محادثة هاتفية مع الرئيس السوري بشار الأسد، لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وقطع العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين .
وأوضحت صحيفة “تركيا” المقربة من حكومة إردوغان إن “قرارات مهمة” اتخذت فيما يتعلق بالعلاقة مع سوريا خلال اجتماعات طهران وسوتشي بين الأطراف الروسية والإيرانية والروسية وأن أنقرة اقترحت على موسكو وطهران القيام بـ”عملية مشتركة” ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا ، المدعومة اميركياً .
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها إن دولة خليجية ( الأرجح هي الإمارات ) ودولة مسلمة أخرى في أفريقيا ( الأرجح إنها الجزائر) تنشطان في حركة دبلوماسية بين الجانبين التركي والسوري لاتخاذ خطوات في مجال تطبيع العلاقات وإجراء الاتصال بين رئيسي البلدين.
وقالت صحيفة ” تركيا ” أن أنقرة ردت على مقترح روسي بعودة العلاقات مع سوريا بأنه “مبكر في الوقت الحالي”، وأن الاتصال الأول يمكن أن يتم عبر الهاتف.
وأبلغت مصادر دبلوماسية أوروبية جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية أن عواصم عدة أبلغت الإدارة الأميركية والإتحاد الأوروبي بانها تنوي إعادة فتح سفاراتها خلال الأشهر المقبلة في العاصمة السورية دمشق ” حتى لو أنها غير راضية عن سلوك النظام ” وفق تعبيرها .
كان إردوغان وبوتين قد اجتمعا في 4 آب/أغسطس في مدينة سوتشي الروسية حيث تناولا قضايا متعددة بينها الملف السوري.
وفي طريق عودته إلى تركيا، أجاب أردوغان على أسئلة صحافيين على متن الطائرة قائلاً إن بوتين نصحه بالتحدث إلى النظام السوري فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بـ”الحرب على الإرهاب”.
وقال إردوغان إن “بوتين أعرب عن وقوفه إلى جانب تركيا دائماً فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وألمح إلى أن تحقيق هذا الهدف ممكن بشكل أفضل من خلال حل القضايا مع النظام السوري قدر الإمكان”.
وأضاف إردوغان “أخبرته أن أجهزتنا الاستخباراتية تجري بالفعل حواراً بشأن هذه القضايا مع المخابرات السورية لكن المشكلة برمتها هي الحصول على نتيجة”.
وسبق تصريح أردوغان ما أعلنه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، والذي كان بمنزلة جس نبض للشارع الدولي فيما يتعلق باستعداد تركيا للتعاون مع النظام السوري في حال وقوفه على نفس الخط من مجابهة “قسد”.
ويجري الحديث عن عودة التعامل بين البلدين وفق اتفاقية “اضنة 2“ الأمنية الموقعة بين سورية وتركيا العام 1998 ، والتي تمنع وجود أي تهديد أمني يعرض أستقرار البلدين للمخاطر ، أو أي اعمال ارهابية تنطلق من أراضي الجارين .
وكان أردوغان، أكد عزم بلاده الربط بين المناطق الآمنة في الشمال السوري قريبا.
جاء ذلك في خطاب ألقاه، الإثنين، في مؤتمر السفراء الأتراك الـ13، المنعقد بالعاصمة أنقرة ، وفق الأناضول .
وقال أردوغان في هذا الخصوص: “قريبا سنوحد حلقات الحزام الأمني بتطهير المناطق الأخيرة التي يتواجد فيها التنظيم الإرهابي (واي بي جي/بي كي كي) في سوريا”.
وأضاف أن بلاده ستواصل مكافحة الإرهاب، وأن قرارها بشأن تأسيس منطقة آمنة على عمق 30 كيلو مترا عند حدود تركيا الجنوبية، ما زال قائما.
وأشار أنه ينبغي أن لا تكون أي دولة عضو في الناتو ملاذاً آمناً لأتباع تنظيم غولن وإرهابيي “بي كي كي” الفارين من وجه العدالة التركية.
وشدد الرئيس التركي على أن إرسال عشرات آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا، ونشر رسائل تعزية بشأن الإرهابيين الذين يتم تحييدهم، لا يتماشى مع روح التحالف.
وأكد أن تركيا تُركت بمفردها في مكافحة تنظيم “غولن” أيضا وليس “بي كي كي” فحسب.
وأعرب عن استياء تركيا من بقاء متزعم تنظيم “غولن” حرا طليقا في الولايات المتحدة، رغم الوثائق الكثيرة التي قدمتها أنقرة إلى السلطات الأمريكية (بشأن وقوف التنظيم وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016).
وأكد أن مكان الذين قصفوا البرلمان، وتسببوا باستشهاد 252 شخصا، هو السجون وليس الشوارع.
ولفت الرئيس أردوغان، أن انضمام دول يصول ويجول في شوارعها أعضاء “بي كي كي” ويتظاهرون بحماية الشرطة ويجمعون إتاوات كبيرة كل عام (لتمويل التنظيم) إلى الناتو، لن يعود بالفائدة على الحلف بل سيضر بالقيم التي يمثلها.
وأكد أن تركيا لا تزال متمسكة بموقفها الصريح والحازم بشأن طلب السويد وفنلندا الانضمام إلى الناتو.
وشدد أن تركيا لن توافق على عضوية البلدين في الحلف قبل إيفائهما بتعهداتهما المقدمة لأنقرة والمسجلة في المذكرة الثلاثية، التي تم إبرامها على هامش قمة الحلف في العاصمة الإسبانية مدريد، في يونيو/حزيران الماضي.
يذكر أن أردوغان ، الذي تستقبل بلاده نحو 2,5 مليون من اللاجئين السوريين ، كان طالب بشار الأسد بالرحيل عن الحكم ، بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة في سورية العام2011 … .