أسطنبول – الناس نيوز :
وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة مرسوما بإعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد وفتحه للصلاة، وذلك بعدما أبطلت محكمة عليا قرارا لمؤسس تركيا الحديثة بتحويل المبنى إلى متحف.
أعلن أردوغان ذلك بعد ساعة فقط من نشر قرار المحكمة، برغم تحذيرات دولية من تغيير وضع المعلم الأثري الذي يرجع بُني منذ 1500 عام والذي له قيمة كبيرة لدى المسيحيين والمسلمين.
وقال القرار الذي وقعه أردوغان ”تقرر تسليم إدارة مسجد آيا صوفيا … إلى هيئة الشؤون الدينية وفتحه للصلاة“.
وقالت رويترز إن أردوغان كان قد اقترح في وقت سابق إعادة المبنى المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى مسجد مرة أخرى. ولآيا صوفيا شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية وهو أحد أهم المقاصد السياحية في تركيا في الوقت الراهن.
كانت الولايات المتحدة واليونان وزعماء كنائس ضمن من عبروا عن قلقهم من تغيير وضع المبنى الذي تم تحويله إلى متحف في الأيام الأولى من عمر الدولة التركية العلمانية الحديثة في عهد مصطفى كمال أتاتورك.
وقال مجلس الدولة الذي يعد أعلى محكمة إدارية في تركيا في حكمه إنه خلص إلى أن ”سند الملكية قد خصصه كمسجد ومن ثم فإن استخدامه في غير هذه الطبيعة غير جائز قانونا“.
وأضاف ”القرار الحكومي الصادر في عام 1934 الذي أوقف استخدامه كمسجد وخصصه كمتحف لم يكن متفقا مع القوانين“، في إشارة إلى مرسوم وقعه أتاتورك.
* الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تأسف لقرار تركيا
تقول الرابطة التي رفعت القضية إلى المحكمة، والتي كانت أحدث خطوة في معركة قانونية استمرت لمدة 16 عاما، إن ملكية آيا صوفيا تعود للقائد العثماني الذي سيطر على المدينة في عام 1453 وحول المبنى الأثري الذي كان بالفعل كنيسة بيزنطية عمرها 900 عام إلى مسجد.
وألقى أردوغان بثقله وراء حملة تحويل المبنى لمسجد مجددا قبل انتخابات محلية جرت العام الماضي. وقال مدير الاتصالات لدى الرئيس إن من المقرر أن يلقي أردوغان كلمة قبيل التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (1800 بتوقيت جرينتش).
وبنى العثمانيون مآذن في البناء الضخم المقبب وبالداخل أضافوا ألواحا ضخمة مخطوطا عليها أسماء الخلفاء الراشدين بجانب الأيقونات الأثرية المسيحية.
ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عبرت يوم الجمعة عن أسفها لأن القضاء التركي لم يعر مخاوفها اهتماما عندما اتخذ قراره وقالت إن القرار قد يثير انقسامات أكبر.
وفي نهاية الشهر الماضي، قال البطريرك المسكوني بارثولوميو، وهو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم ”تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم“ وسيتسبب في ”شرخ“ بين الشرق والغرب. ويتخذ البطريرك بارثولوميو من اسطنبول مقرا له.
كما حثت اليونان وكذلك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تركيا على الحفاظ على صفة المبنى الأثري كمتحف.
لكن جماعات تركية نظمت حملات منذ فترة طويلة تدعو لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد وقالت إن ذلك سيعكس بشكل أفضل هوية تركيا كدولة ذات أغلبية ساحقة من المسلمين.