بينما تطول أيام فصل الصيف وأشهره في أستراليا، يغدو الشتاء أقصر نتيجة لتغيرات المناخ وزيادة سخونة الأرض، وهو ما أورده تقرير جديد صادر عن معهد أستراليا.
وقالت ورقة المناقشة إن هذا الوضع مرجح أن يستمر وسيحمل معه مواسم حرائق الغابات أطول وأكثر سخونة، كما سيحمل المزيد من موجات الحر، في حين أن المحاصيل الزراعية سوف تتضرر، وستعاني الماشية وستوضع أنظمة بيئية كاملة في خطر.
وفحص الباحثان توم سوان ومارك أوجي بيانات درجة حرارة مكتب الأرصاد الجوية (BoM) من 70 محطة جوية في جميع أنحاء البلاد لمقارنة متوسط درجات الحرارة اليومية على مدى العقدين الماضيين مع معيار سابق في منتصف القرن العشرين.
ووجد الباحثان أن أستراليا شهدت بين عامي 1999 و2018 درجات حرارة صيفية أطول من السابق بـ 31 يومًا كاملة، مقارنةً بالمعيار بين 1950 و 1969، بينما انخفضت أيام الشتاء 23 يومًا من نفس الفترة المقارنة.
وفي الشهر الماضي، أكّد مكتب الأرصاد الجوية أن عام 2019 كان أكثر الأعوام حرارة في أستراليا على الإطلاق، على الرغم من أن تقرير معهد أستراليا لم يتمكن من تضمين بيانات 2019 في تحليله.
وضيّق الباحثون البحث في درجات الحرارة إلى السنوات الخمس الماضية، وقارنوها مع الفترة 1950-1969، ووجدوا أن متوسط درجات الحرارة في فصل الصيف قد ارتفعت نحو 50٪. وأضاف التقرير: “كان طول هذا الصيف الأخير ضعف طول فصل الشتاء الأخير”.
ورجح الباحثان على المدى المتوسط والطويل أن يستمر الصيف في التمدد وارتفاع الحرارة.
وقال التقرير “من المرجح أن تستمر هذه الاتجاهات إلى أجل غير مسمى ما لم يتم خفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل حاسم، في نهاية المطاف إلى صافي الصفر”.
وقال ريتشي ميرزيان، مدير برنامج المناخ والطاقة بمعهد أستراليا، إن فترات الصيف الطويلة والشتاء الأقصر ستترك وقتاً أقل للسلطات لتطبيق استراتيجيات إدارة حرائق الغابات.
وكانت دراسة سابقة صدرت في العام الماضي قد وجدت أن التسخين العالمي كان مسؤولاً جزئياً عن زيادة طول مواسم حرائق الغابات، بينما وجدت دراسة أجرتها ANU عام 2017 أنه حتى لو تم الوفاء بأهداف اتفاقية باريس، فمن المرجح أن تؤدي موجات الحر الصيفية في المدن الأسترالية الكبرى إلى تصل إلى 50 درجة مئوية بحلول عام 2040.