باريس – الناس نيوز ::
يتطلع الناس عادةً إلى تجربة العديد من الإضافات والمذاقات الجديدة في كوب القهوة الصباحي، فتتراوح الأذواق بين محبي الكريمة المخفوقة أو الكراميل أو حتى المارشميلو ومكعبات الثلج في مزيج يقلب مفهوم قهوة الصباح.
لكن بخلاف كل تلك المكونات، هناك موجة جديدة تراهن على مزايا وجودة مذاق تناول القهوة الممزوجة بزبدة جوز الهند أو زيته، وتعتبر أنها طريق مختصرة لتحقيق فوائد صحية متنوعة علاوة على الطعم الرائع. فهل هي فكرة مضمونة فعلا ويجب تجربتها؟
الشيء الذي يجعل زيت جوز الهند مميزاً ورائجاً في عالم الصحة والتغذية هو نوع الدهون المشبعة التي يحتوي عليها. فهو غني بأحماض دهنية طويلة السلسلة تُعرف باسم دهون ثلاثي الغلسرين متوسط السلسلة، التي لطالما تم ربطها بفقدان الوزن بدلاً من زيادة الوزن مثل الدهون الأخرى.
وفي حين أنها لن تحقق لك خسارة عشرات الكيلوغرامات عند تناولها، لكن مزج زيت جوز الهند مع القهوة كل فترة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي جذري على الصحة العامة. ومع ذلك، من الضروري الاعتدال.
كذلك يحتوي زيت جوز الهند على أحماض اللوريك والكيتونات، وكلاهما معروف بفوائده الصحية المتعددة على الصحة العامة ووظائف أعضاء الجسم. ومن بين الفوائد الصحية المحتملة لمزج زيت جوز الهند مع القهوة:
تشير الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة إلى أن الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة، الموجودة في زيت جوز الهند، إضافة للكافيين الطبيعي الموجود في القهوة، يعملان معا كمعززات استقلابية للجسم.
نتيجة لذلك، يزيد المزج بينهما من عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم خلال اليوم عند الاستهلاك. وهذا بدوره يساعد على الالتزام بنظام غذائي صحي ويعزز التحكم في الوزن بشكل ممتاز ومثالي.
قد يساعد مزج القهوة بزيت جوز الهند على منع الإفراط في تناول الطعام لما له من خصائص فورية لحرق السعرات الحرارية. ووفقاً للدراسة العلمية المنشورة بموقع “ميديسن” للمعلومات الطبية، فإن إضافة زيت جوز الهند إلى القهوة يعزز الشعور بالشبع، إذ قد يكون هذا مرتبطا بأجسام الكيتون التي ينتجها الكبد بعد تناول زيت جوز الهند، والتي تساعد في قمع الشهية والرغبة الشديدة في الأكل.
علاوة على ذلك، فإن الكافيين له تأثيرات مثبطة للشهية، لذا قد يساعد الجمع بين هذين العنصرين في فنجان واحد في قمع الشهية عند محاولة إنقاص الوزن.
كما هو معروف، يمكن للكافيين تعزيز نشاط الجسم، لكن زبدة أو زيت الجوز الهند بدورها تعزز من نشاط الجسم بطريقة أخرى، إذ يمتص الكبد دهونها الصحية على الفور، وهناك ينتج عنها الطاقة التي يحتاجها جسمك ليعمل بشكل صحيح.
لذلك قد يؤدي شرب زيت جوز الهند مع القهوة بعد يوم طويل من العمل إلى تجديد مستويات الطاقة والتخلص من الشعور بالتعب. ومع ذلك، قد تؤدي الجرعات العالية من الزيوت إلى تراكم الدهون في الكبد مسببة آثار صحية خطيرة.
تشير العديد من الأبحاث إلى ارتفاع مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة عند استهلاك زيت جوز الهند في القهوة، إذ يمنع الكوليسترول الجيد أمراض القلب ويعزز صحته ووظيفته.
في السياق ذاته، يمكن أن تساعد إضافة زيت جوز الهند إلى القهوة في تعزيز جهاز المناعة بشكل طبيعي. وذلك بفضل حمض اللوريك الغني في زيت جوز الهند.
ويُعد حمض اللوريك هو شكل من أشكال الدهون الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من الخصائص المضادة للبكتيريا. ووفقاً للخبراء، قد يساعد هذا في تخفيف الإنفلونزا ونزلات البرد والقروح الباردة ومجموعة متنوعة من الأمراض الأخرى.
كثيرًا ما يُنصح بزيت جوز الهند مع القهوة قبل التوجه إلى العمل في الصباح، لأن هذا المزيج يزيد من الإنتاجية، وذلك لعدة أسباب:
- لأن الكافيين منبه طبيعي يعزز نشاط الدماغ ويزيد من الانتباه.
- لأن زيت جوز الهند له تأثيرات إيجابية على نشاط ووظائف الدماغ أيضاً.
فقد تمت دراسة أجسام الكيتون بزيت جوز الهند وتأثيرها على مرض ألزهايمر، واتضح أنها تعمل على تغذية خلايا الدماغ مما قد يساعد في تحسين الأعراض عند المصابين بمرض ألزهايمر.
كما ترفع الأحماض الدهنية لزيت جوز الهند مستويات الدم في أجسام الكيتون التي قد تساهم في صحة خلايا الدماغ وتعزيز كفاءتها الوظيفية.
إذا كنت ترغب في تجربة زيت جوز الهند مع القهوة، يمكن البدء بكمية صغيرة بإضافة ملعقة كبيرة (حوالي 14 غراما) إلى فنجان أو كوب القهوة الساخن، مع التقليب جيدًا للتأكد من أن الزيت امتزج بالكامل. وإذا لم يكن المذاق والقوام مناسبين لذائقتك الشخصية، يمكن إضافة ما لا يزيد على ملعقتين من زيت الجوز الهند في الكوب الواحد من القهوة للحصول على الفوائد السالف ذكرها.
وللتحضير، أحياناً يفضل البعض مزج الزيت بالقهوة في الخلاط الكهربائي لعمل مشروب لذيذ ومخفوق على طريقة مقاهي القهوة المتخصصة ومشروبات القهوة الباردة.
وبشكل عام، من الضروري تجنب إضافة الكثير من زيت جوز الهند للنظام الغذائي اليومي، خاصة إذا كنت تتبع نظاما منخفض أو متوسط الدهون والسعرات، وذلك لأن المزيج قد يسبب الغثيان للبعض، خاصة لأصحاب المعدة الحساسة.