وكالات – الناس نيوز: يشكل هذا الأسبوع مفترق طرق مهماً للقارة الأوروبية حيث تستعد مختلف الدول لإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد حجر صحي مشدد لنحو شهرين.
وفيما بدأت بعض الدول الأوروبية بالفعل تخفيف الإجراءات قبل أيام، بدأت أخرى ذلك اليوم الإثنين، فيما تحضر دول أوروبية أخرى لتخفيف تدابير الحجر بداية الأسبوع المقبل.
في الأثناء، فاق عدد إصابات الوباء عالمياً 3,5 ملايين، أكثر من ثلاثة أرباعهم في أوروبا والولايات المتحدة، حسب تعداد وكالة الصحافة الفرنسية.
وأحصت إيطاليا الأحد 174 وفاة خلال 24 ساعة، في أدنى حصيلة منذ بدء الإغلاق، ما شجع السلطات على إطلاق تخفيف للقيود ينتظره السكان بفارغ الصبر ومن شأنه دعم اقتصاد أثقله الوباء.
لا تخلو هذه التدابير الجديدة مع ذلك من الحذر، فهي لا تشمل فتح متاجر التجزئة، ولا الحانات والمطاعم، كما أن العمل عن بعد لا يزال مطلوباً، واللقاءات العائلية الكبرى ممنوعة رغم السماح بزيارات إلى الأقارب اللذين يعيشون في المنطقة نفسها، والتباعد الاجتماعي لا يزال مفروضاً خصوصاً في وسائل النقل. تمنع التجمعات والنزهات في الحدائق كذلك.
ويقلق الخوف من موجة إصابات ثانية السلطات، والسكان أيضاً. وعلقت أليسندرا كوليتي المعلمة البالغة من العمر 39 عاماً على الأمر بالقول إن “القواعد الجديدة غامضة. أخشى أن تشكل فرصة لكثيرين ليفعلوا ما يشاؤون ويذهبون للقاء الجميع من أقرباء وأصدقاء”.
البحث عن لقاح
وأعرب القادة الأوروبيون في الأثناء، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن دعمهم لعملية جمع تمويلات الاثنين في بروكسل موجهة للأبحاث المتعلقة بإيجاد لقاح أو علاجات للفيروس.
تأمل رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لاين منظمة هذا الحدث الذي يجري عبر الانترنت، جمع 7,5 مليار يورو.
بانتظار اللقاح، يستعد معظم القادة الأوروبيين إلى مرحلة رفع العزل عن سكانهم، التي يفترض أن تبدأ اعتباراً من 11 أيار/مايو في معظم الدول الأوروبية.
ومن المقرر أن تبدأ فرنسا حيث توفي 24 ألفاً و895 شخصاً بسبب الوباء، رفع الإغلاق اعتباراً من ذلك التاريخ، لكن مع التزام الحذر وبوتيرة تختلف بين المناطق. وتبقى التساؤلات قائمة بشأن فتح المدارس.
وسجلت فرنسا 136 وفاة بالفيروس الأحد في أقل حصيلة منذ بدء الحجر الصحي.
المسافرون الأوروبيون
أصدرت الرئاسة الفرنسية الأحد توضيحاً إزاء وضع المسافرين الذين يصلون أراضيها، مؤكدةً أنه لن يفرض حجر على القادمين من الاتحاد الأوروبي ودول فضاء الشينغن والمملكة المتحدة.
يأتي ذلك بينما استمتع سكان إسبانيا البالغ عددهم 47 مليون نسمة ويخضعون لعزل صارم منذ منتصف آذار/مارس، من جديد السبت بممارسة الرياضة والتنزه في الهواء الطلق. تتواصل عملية رفع العزل في هذا البلد على مراحل حتى حزيران/يونيو.
في ألمانيا حيث بات رفع القيود في مرحلة متقدمة، تفتح المدارس بدءاً من اليوم الإثنين في بعض المقاطعات. وفي النمسا، عادت الحياة للشوارع التجارية في فيينا السبت الماضي مع فتح بعض المتاجر، بينما يتواصل تخفيف العزل في الدول الاسكندنافية.
وفي مؤشر آخر إلى تطبيع الوضع، قال وزير الداخلية والرياضة الألماني هورست سيهوفر في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية الأحد إنه يؤيد استئناف دوري كرة القدم (بوندسليغا).
في أوروبا الشرقية، تفتح المقاهي والمطاعم أبوابها الإثنين في سلوفينيا والمجر، باستثناء العاصمة بودابست. وفي بولندا، يستأنف العمل في الفنادق والمراكز التجارية والمكاتب وبعض المتاحف أيضاً.
بريطانيا قادمة
في بريطانيا، وعد رئيس الوزراء بوريس جونسون بكشف خطة رفع العزل هذا الأسبوع. وسُجّل تراجع في عدد الوفيات (315 في 24 ساعة).
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بـ 245576 شخصا على الأقل منذ ظهور الوباء للمرة الأولى في الصين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أكثر من 85% منهم في أوروبا والولايات المتحدة، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى الأرقام الرسميّة التي تُعتبر أنها أقل من الواقع.
وفي الولايات المتحدة (67600 وفاة)، ولإنعاش الاقتصاد، بدأت أكثر من 35 من الولايات الأميركية الخمسين رفع إجراءات العزل الصارمة التي فرضتها، أو باتت على وشك القيام بذلك، بينما تتضاعف التظاهرات “لإعادة فتح أميركا” في جميع أنحاء البلاد. وذلك برغم أن حصيلة الوفيات اليومية لا تزال كبيرة، مع 1450 وفاة خلال 24 ساعة.
وكررت الادارة الاميركية اتهام الصين بالتستر في كيفية تعاملها مع الوباء. وقال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاحد “هناك أدلة عدة” على أن مصدر الوباء هو مختبر لعلم الفيروسات في مدينة ووهان بوسط الصين.
في إسرائيل، أعيد فتح قسم من صفوف المدارس الابتدائية.
في الجزائر، أعيد إغلاق بعض المتاجر في عطلة نهاية الأسبوع بعد فتحها الأسبوع الماضي، في عدة مناطق بينها العاصمة، بسبب مخالفة تدابير النظافة والتباعد الاجتماعي.