بروكسل – باريس – كانبيرا – الناس نيوز :
شدّدت دول عدة من الاتحاد الأوروبي عقدت الثلاثاء قمة مصغّرة، على ضرورة تكثيف عملية مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، وذلك بعد الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت فرنسا والنمسا.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الأوروبية “بحاجة إلى ردّ سريع ومنسّق”، مستهلاً بذلك مؤتمر صحافي عُقد بعد القمة. وأشار إلى “تطوير قواعد بيانات مشتركة وتبادل معلومات وتعزيز سياسات عقابية” فضلاً عن “تنفيذ مجموعة التدابير” التي سبق أن اتخذتها أوروبا “في شكل كامل وصارم”.
وكانت أستراليا أكدت في وقت سابق وقوفها إلى جانب ” الاصدقاء الأوروبيين في مواجهة الإرهاب ، لأن هذه المواجهة إنسانية وقانونية وهي حتمية للحفاظ على القيم الحضارية والتغلب على التخلف والافكار العدوانية وخطاب الكراهية ” .
وشدّد قادة الدول أيضاً على أهمية تعزيز الحدود الخارجية لأوروبا للحفاظ على فضاء شينغن وكذلك على التعامل مع المضامين الإرهابية المنشورة على الانترنت.
– “كثير من العمل” –
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “لا يزال لدينا كثير من العمل، يجب إحراز تقدم في ثلاثة مجالات” هي الوقاية وحماية الحدود و”التفعيل على المستوى التشغيلي”.
وتتضمن الأولويات ضرورة “استكمال” تنفيذ ترتيب “بي ان ار” وهو سجل اسم المسافر الذي تمّ تبنيه في العام 2016 لكن لم يتمّ تطبيقه بالكامل.
وأوضح ماكرون أنه “من الضروري أن يتمّ تطبيق هذا الترتيب بشكل كامل مع قواعد بيانات مرتبطة بشكل سريع ببعضها لأن أي خلل أمني على الحدود الخارجية أو داخل الدول الأعضاء يشكل خطراً أمنياً لمجمل الدول الأعضاء”.
وتعتزم فرنسا التي تتعرض لتهديدات من جانب جهاديين، تعبئة الأوروبيين ضد الإرهاب وينوي ماكرون تقديم اقتراحات أولية في هذا الاتجاه إلى المجلس الأوروبي الذي يعقد جلسة في العاشر من كانون الأول/ديسمبر بهدف “تحقيق ذلك في ظل الرئاسة الفرنسية” للاتحاد الأوروبي التي تبدأ في النصف الأول من العام 2022.
وبدأ اللقاء بمائدة غداء في الإليزيه جمعت ماكرون والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز واستُكمل بقمة مصغّرة عبر الفيديو مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من برلين ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي من لاهاي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من بروكسل.
وتأتي القمة بعد أسبوع من اعتداء جهادي استهدف فيينا وبعد اعتداء نيس في جنوب شرق فرنسا وقطع رأس المدرّس سامويل باتي في فرنسا في تشرين الأول/أكتوبر.
واعتبر المستشار النمساوي أن “الخطر لا يزال بيننا بشكل دائم” مشيراً إلى “آلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين نجوا من المعارك في سوريا والعراق في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وعادوا، أو لم يتمكنوا من الذهاب لأنهم أُوقفوا”.
وأكد “أنهم قنابل موقوتة” مضيفاً “علينا تبني مقاربة أقوى حيال التهديدات التي ترخي بثقلها على أوروبا”.
– انترنت وشينغن –
وتحدث المشاركون في القمة خصوصاً عن الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير ضد الكراهية عبر الإنترنت التي أُشير إليها خصوصاً في فرنسا عندما قُتل سامويل باتي لعرضه على تلاميذه في الصفّ رسوماً كاريكاتورية تُظهر النبي محمد.
وقال ماكرون “الانترنت مساحة حرية، شبكاتنا الاجتماعية أيضاً، لكن هذه الحرية لا توجد إلا في حال وجود أمن وفي حال لم تكن ملجأ لأولئك الذين ينتهكون قيمنا أو يسعون إلى تلقين أيديولوجيات قاتلة”.
وأضاف “يجب تبني في الأسابيع المقبلة القانون حول حذف المضامين الإرهابية من الانترنت خلال ساعة” مشيراً أيضاً إلى “رغبة المفوضية في أن تقترح مطلع كانون الأول/ديسمبر قانونا جديدا بشأن مكافحة نشر خطابات الكراهية”.
وتناول المحور الكبير الآخر من المحادثات فضاء شينغن وأمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأشاد مارك روتي بـ”خصوصية” هذه المنطقة التي يتنقل الأشخاص بين الدول في داخلها بحرية. واعتبر أنه “لا يمكننا الحفاظ عليها إلا إذا ركزنا بشكل عاجل على الحدود الخارجية”.
من جهتها، أكدت ميركل أن “معرفة من يدخل ومن يخرج (من فضاء شينغن) هو أمر ملح وحاسم”.
وندّد ماكرون بـ”إساءة استخدام حقّ اللجوء” في كثير من الدول الأوروبية. وقال إن هذا الحق يستخدمه “مهربون” و”شبكات” وأشخاص “يصلون من دول لا تشهد حروبا”.