كانبيرا – الناس نيوز ::
تمضي أستراليا قُدمًا نحو زيادة معدلات توليد الكهرباء النظيفة في محطات الطاقة، في إطار أهدافها الطموحة الرامية لزيادة قدرات الشبكات المنتشرة في عموم البلاد.
وأضحت بطاريات تخزين الكهرباء أمرًا لا غنى عنه لمنع انقطاع التيار الكهربائي، وسط إيقاف تشغيل المحطات التي تعمل بالفحم في أستراليا، حسبما ذكرت وكالة رويترز في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فبمقدور بطاريات تخزين الكهرباء أن تمتص الطاقة في أثناء النهار حينما تكون الأسعار رخيصة، على أن تطلق الطاقة عندما لا تتوافر طاقة الرياح والطاقة الشمسية، عادةً حينما تكون الأسعار أعلى.
وعلى ضوء ما سبق فقد اتفق وزراء الطاقة في أستراليا -على مستوى الولايات والمستوى الفيدرالي- على طرح خطة ثابتة للكهرباء النظيفة من شأنها أن تسرع وتيرة ضخ ما قيمته 10 مليارات دولار أسترالي (6.8 مليارات دولار أميركي) في بطاريات الكهرباء الاحتياطية الضخمة، والطاقة المتجددة؛ ما يوفر سعة ثابتة لشبكات الكهرباء في البلاد، حسبما ذكرت منصة “أرغوس ميديا” المتخصصة بالطاقة.
(الدولار الأسترالي = 0.68 دولارًا أميركيًا).
وتقود تلك الخطوة تلقائيًا إلى زيادة معدلات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
استثمارات ضخمة مرتقبة
قال وزير الطاقة والمناخ الفيدرالي الأسترالي، كريس بوين، إن الحكومة الفيدرالية ونظراءها على مستوى الولايات يدعمون خططًا لطرح ما يُطلق عليه “مخطط استثمار القدرات” (CIS) الذي يحفّز على إنشاء قدرات جديدة قابلة للتوزيع للطاقة المتجددة، ويضمن الموثوقية في سوق الطاقة التي تشهد تغيرًا بوتيرة سريعة، على مدار العقد المقبل وما بعده.
وأضاف بوين، أن من شأن آلية الاكتتاب الجديدة في الإيرادات أن تسهم في تدفق استثمارات بقيمة نحو 10 مليارات دولار أسترالي في الكهرباء النظيفة القابلة للتوزيع، بما يدعم الموثوقية والأمان في سوق الطاقة.
وتابع: “مخطط استثمار القدرات يهدف أساسًا إلى تسليط الضوء باستمرار على الآلية سالفة الذكر. وتمضي الأسر والصناعة وسوق الطاقة جميعهم بقوة صوب تبني طاقة متجددة بأسعار ميسورة”.
ويحل مخطط استثمار القدرات محل خطة سابقة اقترحتها الحكومة الائتلافية الوطنية-الليبرالية السابقة في أستراليا، والتي وضعت -بدورها- خطة لضمان توليد الكهرباء النظيفة من محطات تعمل بالغاز لتوفير قدرة ثابتة إلى الحصة المتنامية من الطاقة المتجددة داخل أنظمة شبكات الطاقة.
وسبق أن اقترحت الحكومة الائتلافية الأسترالية خطة لدفع الأموال إلى مشغلي محطات الطاقة التي تعمل بالفحم؛ لتحفيزهم على مواصلة العمل داخل محطاتهم بموجب خطة القدرات الثابتة.
خفض الانبعاثات محور اهتمام
يأتي التركيز على الطاقة المتجددة المتضمنة في مخطط استثمار القدرات، متماشيًا مع السياسة التي ينتهجها حزب العمل الفيدرالي الحاكم لخفض شدة انبعاث غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في قطاع الكهرباء الأسترالي.
وتمثّل هذه الانبعاثات قرابة ثلث إجمالي الانبعاثات الكربونية في عموم أستراليا، علمًا بأن قطاع الكهرباء هو أكبر مصدر منفرد لتلك الانبعاثات في أستراليا.
وتستهدف حكومة حزب العمل، منذ انتخابها في مايو/أيار (2022)، رفع استخدام الكهرباء المتجددة إلى ما نسبته 82% بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 34% للكهرباء المتولدة من مصادر متجددة.
كما وسّعت الحكومة مستهدفها من خفض غازات الدفيئة في أستراليا، ليصل إلى 43% بحلول نهاية العقد الجاري، من مستويات عام 2005، مقارنة بالمستويات المستهدفة السابقة في عهد الحكومة الائتلافية، التي كانت تتراوح بين 26 و28 خلال المدة ذاتها.
إنتاج الكهرباء
تنتج أستراليا غالبية احتياجاتها من الكهرباء من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي تمثل ما نسبته 59% من إجمالي توليد الكهرباء في الأشهر الـ12 الماضية، في سوق الكهرباء الوطنية التي تغطي شرقي البلاد.
مقابل ذلك يمثل الغاز قرابة 7% من إجمالي توليد الكهرباء في سوق الكهرباء الوطنية، على مدار الأشهر الـ12 الماضية، علمًا بأن سوق الكهرباء الوطنية تمثل ما يربو على 85% من إجمالي استهلاك الطاقة الأسترالي.
ولدى الحكومة الأسترالية جهات عديدة تموّل إنشاء الطاقة المتجددة عبر شركة “كلين إنرجي فاينانس كوربوريشن”، والوكالة الأسترالية للطاقة المتجددة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، مررت أستراليا تشريعًا يقضي بإنشاء صندوق وطني لإعادة الإعمار قيمته 15 مليار دولار أسترالي؛ لدعم الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة، وتقنية الانبعاثات الكربونية المنخفضة.
شل تستثمر في بطاريات تخزين الكهرباء
في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، كشفت شركة شل الأمريكية النقاب عن مشروع ضخم لبناء بطاريات تخزين الكهرباء في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، في خطوة من شأنها أن تعزز مستقبل الطاقة النظيفة في البلاد.
وأبرمت شركة “شل إنرجي أستراليا” -التي تتكفّل بمسؤولية تنفيذ أعمال الطاقة المتجددة في البلاد- وشركة “أمباير أستراليا”، اتفاقية لتطوير نظام بطاريات التخزين، حسبما ورد في بيان صحفي نُشر في 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022).
وقالت شركة أمباير للطاقة المتجددة -ومقرها سنغافورة- إن المشروع المقترح بقدرة 500 ميغاواط سيُبنى في المنطقة الغربية الوسطى من ولاية نيو ساوث ويلز.
وتتوقع الشركتان أن تبدأ أعمال البناء في المشروع في منتصف العام المقبل (2023)، مع خضوعه لجميع الموافقات والتمويلات ذات الصلة، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.