كانبيرا – الناس نيوز
تحتفل استراليا اليوم بالذكرى 250 لرحلة الكابتن جيمس كوك، مكتشف أستراليا.
ويحتفل هذا العام بهذه المناسبة المهمة في استراليا ، بطريقة صامتة ، وذلك يعود إلى إغلاق البلاد بسبب الفيروس التاجي كوفيد 19، حيث يتم وضع علامة على “اكتشاف” أرض مأهولة بالفعل منذ آلاف السنين.
ففي 29 أبريل 1770، وصل المستكشف جيمس كوك إلى أستراليا، ويعتبر واحدًا من أعظم المستكشفين في العالم ، لكن إرثه قد تعرض للكثير من الانتقاد من قبل الكثيرين.
في عام 1970، كانت الذكرى السنوية المائتين مسألة مختلفة تمامًا ، حيث سافر كل من الملكة ودوق إدنبره إلى أستراليا للانضمام إلى الاحتفالات.
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون العام الماضي: “مع اقتراب الذكرى السنوية الـ 250 ، نريد مساعدة الأستراليين على فهم رحلة الكابتن التاريخية التاريخية وإرثها للاستكشاف والعلوم والمصالحة”.
ولكن تم إلغاء رحلة مقررة في أبريل لمحاكاة رحلة كوك وسط تصاعد الضغط بسبب الفيروس التاجي. ومن المتوقع أن تبحر السفينة على الساحل الغربي الأسترالي إلى بيرث في وقت لاحق من العام.
وينظر البعض اليوم إلى أن رحلة كوك بنت أستراليا الحديثة ولكنها دمّرت أستراليا القديمة التي سكنها السكان الأصليون لآلاف السنين.
يقول النقاد أن الاحتفالات تتغاضى عن تجارب السكان الأصليين الأستراليين ، الذين عاشوا في أستراليا لعشرات الآلاف من السنين ، بينما يدافع آخرون عن الاحتفالات باعتبارها جزءًا من تاريخ البلاد.
كان هناك أيضا جدل مؤخرا حول تمثال الكابتن كوك في هايد بارك بوسط سيدني والذي يحمل لوحة تقول أنه “اكتشف هذه المنطقة”.
من هو جيمس كوك
ولد جيمس كوك في مدينة يوركشاير الإنجليزية في 1728، وبدأ حياته مزارعا بسيطا، ولم يكن من الطبقة الأرستقراطية أو التي قاربتها، وهو ما خلق لديه شعورا ممتدا بالدونية في مجتمع كانت فيه النبرة الطبقية عالية للغاية، وكانت فرص التدرج الوظيفي خاصة في البحرية مرتبطة إلى حد كبير بمدى اتصالاته وطبقته الاجتماعية.
وترك الرجل مهنته الأساسية وبدأ يبحث عن مجده الشخصي بحارا في إحدى السفن الخاصة لشخص يدعى ووكر، ومن خلال عمله هناك بدأ كوك يسعى لتعلم فنون الملاحة ورسم الخرائط في زمن كانت فيه الاستكشافات الجغرافية أحد أهم مظاهره على المستوى الأوروبي. وقد أبحر كوك نحو بحر الشمال؛ حيث تعلم الملاحة وأصبح الملاح الأول لهذه السفينة، ولكن القدر كان يخبئ له الكثير وهو في سن صغيرة مقارنة بغيره.
بعد عدة سنوات في الملاحة الخاصة، تم تعيين كوك في البحرية البريطانية، وكانت من ضمن تكليفات سفينته المشاركة في الجهد الحربي الإنجليزي ضد فرنسا في أميركا الشمالية، حيث أبلي الشاب بلاء حسنا كان له أطيب الأثر في البحرية، وقد سمح له دوره الجديد بأن يكون على السفينة التي كلفت باستكشاف قارة نيوفاوندلاند. وتشير المصادر التاريخية إلى أن كوك قام برسم الخريطة الكاملة لهذه القارة بدقة متناهية للغاية أبهرت الجميع، مما ساهم في ذيوع صيته داخل البحرية الإنجليزية.
قد ابتسم الحظ للشاب كوك في 1767 عندما قررت البحرية الإنجليزية منحه قيادة السفينة «إندوفر» بمهمة استكشافية علمية في المحيط الهادي بهدف البحث عن القارة الكبيرة التي كان يعتقد أنها في جنوب شرقي المحيط الهادي، وقد صاحبه في هذه الرحلة كثير من العلماء والبحارة.
فتحت الرحلة الأولى آفاقا واسعة للغاية أمام الكابتن كوك داخل البحرية البريطانية التي بدأت ترى فيه مستكشفها الأول والأهم، مما ساهم بشكل كبير في قرارها إسناد مسؤولية رحلة جديدة للرجل لاستكشاف القطب الجنوبي، وهو ما لم يتردد فيه، وبالفعل قام في 1772 برحلته الشهيرة مبحرا من إنجلترا صوب أفريقيا في الجنوب ومنها إلى القطب الجنوبي. وعلى الرغم من أن المنطقة كانت مغطاة بالثلوج، فإنه استطاع أن يبحر ويرسم أجزاء مهمة من القطب الجنوبي، وعاد بعدها إلى بلاده مرة أخرى، ولكنه لم يكن لديه القدر نفسه من النجاح مثلما كانت الحال في الرحلة الأولى، وهو ما اضطره للتقاعد المبكر وهو في سن الثامنة والأربعين، ولكن ليس قبل أن يحقق لبلاده الكثير من الاستكشافات المذهلة.

