كانبيرا – الناس نيوز :
أقيم حفل افتتاح جلسات البرلمان الفيدرالي الأسترالي للعام 2022 في العاصمة الأسترالية الفيدرالية كانبيرا.
وحضر رئيس الوزراء سكوت موريسون، والوزراء وأعضاء البرلمان الفيدرالي، وذلك عقب مراسم الاحتفال السنوي أمام النصب التذكاري لشهداء الحروب التي خاضتها أستراليا.
وقال الرئيس موريسون: “في كل عام، قبل أن يبدأ البرلمان جلسته، تُقام مراسم “Last Post” الخاصة في النصب التذكاري للحرب الأسترالية في كانبيرا. إنها فرصة لنا لتقديم احترامنا للذين سقطوا، وتذكر تضحيات أولئك الذين خدموا والذين يخدمون اليوم. نجتمع لتكريم الماضي ولإعداد أنفسنا للمستقبل”.
وأضاف موريسون: “في Last Post الليلة، استمعنا إلى قصة الجندي بيرسيفال إريك جراتويك الحاصل على الصليب الفيكتوري، والذي قدم التضحية القصوى لبلاده خلال الحرب العالمية الثانية”.
ونوّه الرئيس موريسون، إلى قصة كفاح الجندي الأسترالي الشهيد “بيرسيفال إريك جراتويك”، والذي حصل على الصليب الفيكتوري، وهو أعلى وسام عسكري في أستراليا، حيث قدم تضحيات لبلاده في الحرب العالمية الثانية خلال معركة العلمين قرب محافظة مرسى مطروح شمالي مصر، واستشهد في أكتوبر/تشرين الأول عام 1942 بعد أسبوع من الاحتفال بعيد ميلاده الأربعين.
يذكر أن جراتويك وُلد في ولاية غرب أستراليا في 19 أكتوبر/تشرين الأول عام 1902، وهو الابن الخامس لمدير مكتب البريد المحلي، وترك المدرسة في سن السادسة عشرة، وتولى وظائف مختلفة منها فترة عمل في مبنى البرلمان.
كما عمل في مجالات الحدادة والتنقيب وتربية الخيول، وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية، قدم طلب الانضمام إلى القوة الإمبراطورية الأسترالية الثانية (AIF) عام 1940، إلا أن طلبه قوبل بالرفض لوجود كسر في أنفه، ثم نجح فيما بعد بالالتحاق في التجنيد، بعد علاج طبي باهظ الثمن على أنفه.
وبعد الانتهاء من فترة التدريب في يوليو/تموز 1941، انطلق جراتويك إلى ليبيا تحديداً مدينة طبرق للخدمة في الكتيبة 48/2 (إحدى وحدات جنوب أستراليا)، وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 1941 انتقلت الكتيبة إلى فلسطين، وبحلول شهر يونيو/حزيران 1942 نقلت الكتيبة مرة أخرى إلى مصر، واستقرت بمدينة العلمين.
وفي ليلة 26 أكتوبر/تشرين الأول 1942 أثناء معركة العلمين، تكبدت الفصيلة التي ينتمي إليها جراتويك خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، استشهد خلالها معظم القادة والجنود، عدا 7 جنود كان بينهم جراتويك، الذي أدرك خطورة الموقف فهاجم بكل شجاعة عدة مواقع لتحالف العدو، بينها موقع لمدفع رشاش وآخر للهاون مستخدماً قنابل يدوية وقتل طواقمها، ولكنه استشهد بنيران مدفع رشاش بعد أن أسقط العديد من القتلى، ودفن في مقبرة العلمين للكومنولث.