كولومبو – الناس نيوز ::
جددت أستراليا دعوتها لجميع الأطراف المتصارعة في سريلانكا لضبط النفس وتغليب لغة الحوار، ومراعاة المبادئ وحماية الديمقراطية، والتحلي بأعلى درجات ضبط النفس من جميع الأطراف.
ووفقا للبيان الصادر عن الخاجية الأسترالية ووصلت نسخة منه إلى جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الالكترونية، فقد أدانت الحكومة الأسترالية العنف المستخدم ضد حركة الاحتجاج السلمي” وأكدت الحكومة الأسترالية مواصلة تقديم الدعم لسريلانكا.
وفي خضم الاحتجاجات الدامية التي تشهدها البلاد ضد الحكومة والتي بلغت أوجها مطلع الأسبوع الحالي، أمرت وزارة الدفاع السريلانكية قواتها بإطلاق النار مباشرة على الأشخاص المتورطين في عمليات نهب أو تخريب للممتلكات.
ويأتي ذلك غداة قيام حشود غاضبة من المحتجين بإضرام النيران في منازل تعود لـ41 سياسيا موالين لرئيس الحكومة المستقيل ماهيندا راجاباكسا على الأقل، وأحرقوا عددا من سياراتهم، فيما استُهدفت أيضا حافلات وشاحنات استخدمت لنقل أنصار الحكومة.
وبعد يوم على استهداف مجموعات من المتظاهرين منازل سياسيين من الحزب الحاكم، أمرت وزارة الدفاع السريلانكية قواتها بإطلاق النار مباشرة على الأشخاص المتورطين في عمليات نهب أو تخريب للممتلكات.
وقالت الوزارة “صدرت أوامر إلى قوات الأمن بإطلاق النار مباشرة لدى رؤية أي شخص ينهب ممتلكات عامة أو يضر بحياة” أشخاص.
ورغم حظر التجول الذي أعلنت عنه الحكومة اندلعت أعمال عنف في كولومبو وأنحاء أخرى من البلاد، طالت محتجين وأنصار الحكومة على حد سواء.
كما أضرمت حشود غاضبة النيران في منازل تعود لـ41 سياسيا موالين لرئيس الحكومة المستقيل ماهيندا لراجاباكسا على الأقل، وأحرقوا عددا من سياراتهم، فيما استُهدفت أيضا حافلات وشاحنات استخدمت لنقل أنصار الحكومة.
وأحرقت العديد من المنازل التي تعود لأفراد عائلة رجاباكسا في مختلف أنحاء البلاد فيما تم تخريب متحف للعائلة في قرية أجداد الأسرة، يتضمن تماثيل من الشمع لآبائهم.
وفي ضواحي كولومبو أطلق النائب عن الحزب الحاكم أماركيرثي أتوكورالا النار على شخصين، ما أدى إلى مقتل رجل يبلغ 27 عاما، وذلك بعد أن حاصره حشد من المتظاهرين المناهضين للحكومة، وفق الشرطة.
وقال مسؤول في الشرطة في اتصال هاتفي إنه بعد ذلك “أطلق النار على نفسه بمسدسه وقتل”. كما وعثر على الحارس الشخصي للنائب ميتا في مكان الحادث، حسب ما أعلنت الشرطة.
كما أطلق سياسي آخر من الحزب الحاكم لم يُكشف عن اسمه، النار على متظاهرين فأردى اثنين وجرح خمسة في جنوب الجزيرة، وفق الشرطة.
وتدخل أطباء في مستشفى كولومبو الوطني لعلاج جرحى من مؤيدي الحكومة، فيما خلع جنود بوابات موصدة لنقل الجرحى.
وتواصلت المظاهرات في العاصمة السريلانكية، فيما لم يُبد المتظاهرون أي مؤشرات على التراجع عن تحركهم، رغم إصابة العشرات منهم بجروح عندما نُقل أنصار الحكومة على متن حافلات إلى كولومبو الإثنين وهاجموا محتجين بالعصي والهراوات.
ومع تصاعد التوتر حول الحادثة أعلن رئيس الوزراء ماهيندا رجاباكسا استقالته الاثنين ولكن حتى ذلك لم يساعد كثيرا في تهدئة الغضب الشعبي.
واقتحم آلاف المتظاهرين الغاضبين مقر إقامة ماهيندا ليلا، وتدخل الجيش لإنقاذه في عملية قبيل الفجر الثلاثاء. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وعيارات تحذيرية. وقال مسؤول أمني كبير “أُطلقت عشر قنابل حارقة على الأقل على المجمع”.
وأعلنت السلطات أن متظاهرين غاضبين هاجموا قائدا في الشرطة وأحرقوا سيارته قرب مقر إقامة رئيس الحكومة في كولومبو الثلاثاء.
وقال مسؤول بارز في الشرطة إن نائب المفتش العام ديشابندو تيناكون، أعلى الضباط مرتبة في كولومبو، “احتاج لعلاج طارئ وعاد إلى المنزل”. وكان الضابط مسؤولا عن الترتيبات الأمنية في العاصمة الإثنين عندما هاجم أنصار الحكومة متظاهرين سلميين كانوا يطالبون باستقالة الرئيس.
من جانبه قال المتظاهر شامال بولواتاغي إن “مزيدا من الأشخاص يتوافدون إلى موقع التظاهرة بعد إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول”.
أضاف الشاب البالغ 25 عاما “الناس غاضبون إزاء الهجمات التي استهدفتنا أمس. رغم حظر التجول منذ بعد ظهر أمس، جاء العديد من المتطوعين إلينا حاملين الطعام والماء”. وقال “لن نغادر قبل أن يتنحى الرئيس”.
منذ أشهر، تهز حكومة راجاباكسا التي تضم أفرادا من أسرته، احتجاجات على انقطاع الكهرباء ونقص السلع في أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلال سريلانكا في 1948.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود، وأعلنت على الفور حظر تجول في كولومبو، في إجراء تم توسيع نطاقه ليشمل كل مناطق الدولة الواقعة في جنوب آسيا والبالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة.
وقالت السلطات إن حظر التجول سيُرفع صباح الأربعاء، فيما طُلب من المكاتب الحكومية والخاصة والمتاجر والمدارس إغلاق أبوبها الثلاثاء. وأصدر قائد الشرطة شاندنا ويكراماراني أمرا ب”اعتقال كل من يقف وراء التحريض على أعمال العنف بغض النظر عن مواقفهم السياسية”.
وفي مؤشر آخر على تدهور الأمن قطعت مجموعات من المتظاهرين الثلاثاء الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار كولومبو وأوقفت كل السيارات للتأكد مما إذا كان أي من أنصار راجاباكسا يحاول مغادرة الجزيرة، وفق شهود عيان.
ورغم الهجوم على مقر إقامته، قال نجل ماهيندا راجاباكسا إن والده لن يفر معتبرا تصاعد الغضب الشعبي ضد عائلته “مرحلة صعبة”. وأعلن ماهيندا (76 عاما) أنه يستقيل ليمهد الطريق أمام حكومة وحدة.
لكن لم يتضح ما إذا كانت المعارضة ستنضم إلى أي إدارة يتربع عليها الرئيس غوتابايا راجاباكسا.
وبموجب النظام السياسي في سريلانكا وحتى مع حكومة وحدة جديدة، يمسك الرئيس بسلطة تعيين وزراء وإقالتهم، وكذلك القضاة، كما يتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية.
وقالت أحزاب معارضة إنها تتراجع عن إجراء محادثات مع الحكومة عقب تفجر أعمال العنف. غير أن مصادر سياسية أكدت استمرار المحاولات لترتيب لقاء على الانترنت يجمع الرئيس وجميع الأحزاب السياسية. وقال أكبر الأحزاب المعارضة إنه لا يزال يدرس خياراته.
تأتي التظاهرات عقب جائحة سددت ضربة قوية لعائدات الجزيرة من السياحة وتحويلات الرعايا في الخار.