داروين – الناس نيوز:
تستعدّ أستراليا لبدء مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين على أراضيها، وقدّمت حكومة الإقليم الشمالي في أستراليا، الإثنين، الدعم لمشروع (ديزرت بلوم) الذي يكلّف ما يقرب من 15 مليار دولار أمريكي.
وبحسب صحيفة “Financial Review” الأسترالية يهدف مشروع ديزرت بلوم إلى إنتاج الهيدروجين بما يعادل 410 آلاف طن سنوياً، عبر استخدام الطاقة الشمسية، والمياه المستمدة من الغلاف الجوي، تمهيداً لتصديره للأسواق المحلية، والدولية، بما فيها اليابان، بحلول 2028.
خفض سعر الهيدروجين
توقّع الرئيس التنفيذي للشركة التي تتولى أعمال البناء، أكوا إيرم لتقنيات مشروعات الطاقة المتجددة، والهيدروجين، غيرارد رايتر، بدء عمليات بناء المشروع -الذي يُنَفَّذ على مراحل جنوب المدينة الأسترالية داروين- العام المقبل، وبدء الإنتاج التجاري عام 2023.
وأضاف أن المشروع يهدف للتوسع على مراحل، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى ستعمل على إنتاج الهيدروجين لمحطة كهرباء تعمل بالغاز، في مدينة تيتانت كريك جنوب داروين، بحلول عام 2023.
وكشف رايتر أن مشروع ديزرت بلوم يهدف إلى خفض سعر طن الهيدروجين الأخضر إلى دولارين أمريكيين فقط، بحلول عام 2027.
ورأى أن انخفاض أسعار الهيدروجين الأخضر لتلك المستويات القياسية يجعله منافساً لأسعار الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية.
الهيدروجين – الحياد الكربوني
لفت رايتر إلى أن موقع المشروع اختير في أكثر المناطق المغمورة بأشعة الشمس في العالم، بالإضافة إلى أن حجم المشروع، وتصميمه يعتمدان على نطاق واسع.
وأوضح أنه عقب إنتاج الهيدروجين سيجري ضغطه، وتوصيله بأنابيب النقل، مشيراً إلى أن القائمين على المشروع يدرسون دمج الهيدروجين الأخضر المُنتج مع النيتروجين لإنتاج الأمونيا الخضراء التي يمكن أن تُستخدم وقوداً أيضاً.
وأضاف رايتر أن إمكانية نقل الوحدات المتنقلة، وتوزيعها في أماكن متفرقة يمنح عمليات الإنتاج مزيداً من المرونة.
تقنيات مطوّرة
كشف رايتر أن الأجهزة المستخدمة في عمليات إنتاج الهيدروجين الأخضر لن تعتمد فقط على مصادر المياه المحلية، بل ستعمل كل وحدة على استخدام نظام يسمح بالتقاط الماء من الهواء المحيط، وهو النظام الذي طوّرته شركة أكوا إيرم.
وأشار إلى أن هذه العملية تجري عبر أجهزة مخصصة لامتصاص الماء من الغلاف الجوي لدى مرور الهواء، ثم إطلاق الماء مرة أخرى باستخدام الطاقة الحرارية الشمسية.
وحول اختيار موقع صحراوي لإقامة المشروع، بيّن رايتر أن الصحراء مكان ملائم لعمليات إنتاج الهيدروجين الأخضر لحسابات مناخية، منها تأرجح معدلات الرطوبة الموسمية المتغيرة يومياً.
ويسمح تصميم المشروع بتقديم المساعدات للمجتمعات الصحراوية المحلية من المياه، والكهرباء، عبر استخدام المزيد من وحدات المياه، والطاقة الشمسية.
توقعات الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف
يتكون مشروع ديزرت بلوم المعتزم بناؤه في تيتنانت كريك قرب خط أنابيب الغاز المتصل بداروين، من سلسلة وحدات إنتاج الهيدروجين المتنقلة ذات قدرة 2 ميغاواط، التي يمكنها توليد المياه، والحرارة، والكهرباء، والهيدروجين.
ويهدف المشروع إلى امتلاك 4 آلاف وحدة متنقلة على مساحة 10 آلاف هكتار، بحلول عام 2028.
وتعدّ شركة سانغوين إمباكت للاستثمارات (إس آي آي) -ومقرّها سنغافورة- أحد أكبر المساهمين في شركة أكوا إيرم، وتسهم في مشروع ديزرت بلوم بما يقرب من مليار دولار أسترالي (714 مليون دولار أميركي).
وتوصلت الشركة السنغافورية إلى اتفاق مع أحد مشتري، وموزّعي الغاز الرئيسيين في اليابان للاستثمار في مشروع الهيدروجين ديزرت بلوم في أستراليا.
وأعلنت الشركة، اليوم، منحها وضعاً قانونياً من قبل حكومة الإقليم الأسترالي الشمالي، ما يسمح بتلقّيها دعماً حكومياً للحصول على الموافقات اللازمة للمشروع، واختيار الأرض الملائمة.
وقود مناخي
يُعدّ الهيدروجين الأخضر بديلاً للطاقة النظيفة في أستراليا، ودول العالم، إذ يُستخدم بديلاً في الصناعة، وتوليد الكهرباء، وتدفئة المنازل، وعمليات النقل، خاصة المركبات الثقيلة.
وعكفت دول كبرى مثل أستراليا، وألمانيا، واليابان، وغيرها على تطوير استراتيجياتها الوطنية حول إنتاج الهيدروجين.
يُذكر أن الهيدروجين الأخضر يُنتج باستخدام الطاقة المتجددة، وعمليات التحليل الكهربائي (لفصل جزيئات الماء إلى هيدروجين، وأوكسجين)، لكن إنتاجه يواجه عقبات، أبرزها تكلفة الإنتاج المرتفعة، والتي تصل إلى 3 دولارات أسترالية/كيلوغرام (4.20 دولار أميركي)/كيلوغرام.
وتتجه هذه التكلفة للانخفاض من خلال التوسع في استثمارات الهيدروجين الأخضر، بجانب خفض أسعار المعدّات الرئيسة مثل أجهزة التحليل الكهربائي.
ويلائم استخدام الهيدروجين الأخضر الأهداف المناخية بصورة أفضل من الوقود الأحفوري، الذي يتسبب حرقه في إنتاج كميات ضخمة من الانبعاثات الكربونية المؤدية للاحتباس الحراري.