سيدني – الناس نيوز ::
تشهد أستراليا بناء بطارية تخزين كهرباء عملاقة جديدة، في خطوة تستهدف تعزيز قدرة البلاد على استيعاب الطفرة الحاصلة في إنتاج الطاقة المتجددة التي يُراهَن عليها لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتخفيف آثار أزمة تغير المناخ الكارثية.
وتُبنى البطارية بجوار مزرعة رياح كليمنتس غاب (Clements Gap)، البالغة سعتها 57 ميغاواط التي بُنيت في عام 2010، وتُعد إحدى أقدم مزارع الرياح في أستراليا.
وتعوّل الدولة القارة على مشروع بناء بطارية تخزين كهرباء عملاقة في تخزين الكهرباء الإضافية المولدة بالمصادر المتجددة -الشمس والرياح والمياه-، ما يساعد في توفير إمدادات كهرباء متجددة وموثوقة.
كما سيعزّز المشروع استقرار إمدادات بنية الكهرباء الأساسية، ما يسمح بزيادة معدلات إضافة إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى شبكة الكهرباء، وسيقلل من عدم استقرار الإمدادات، وبالتالي خفض أسعار الكهرباء، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
بدء البناء
قالت شركة باسيفيك بلو (Pacific Blue)، التي كانت تُعرَف في السابق باسم باسيفيك هايدرو (Pacific Hydro)، إنها تعكف -حاليًا- على بناء بطارية تخزين كهرباء عملاقة جديدة على نطاق الشبكة، سعتها 130 ميغاواط/ساعة، بجوار مزرعة رياح كليمنتس غاب، الكائنة بالقرب من بلدة بورت بيري بولاية أستراليا الجنوبية، وفق بيان منشور على موقع الشركة الرسمي.
وتُعد البطارية الجديدة واحدة من مجموعة مشروعات بطاريات التخزين الجديدة التي تُبنى -الآن- في أستراليا الجنوبية، في الوقت الذي خطت فيه الولاية خُطوة جديدة نحو تحقيق مستهدفها المتمثل في توليد كهرباء بنسبة 100% من طاقتي الشمس والرياح بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، بزيادة من النسبة المولدة -الآن- والبالغة 75%.
وتشتمل قائمة مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء الأخرى قيد الإنشاء في ولاية أستراليا الجنوبية بطارية بليث (Blyth)، المطورة بوساطة شركة نيون (Neoen)، وبطارية تيمبلرز (Templers) بوساطة شركة زين إنرجي (Zen Energy).
وأعلنت شركة أوريجن (Origin) مشروع بطارية في تمبلرز غريك (Templers Creek)، كما تُخطط شركة إنيل غرين باور (Enel Green Power) لإنشاء بطارية في محطة بنغالا (Bungala) للطاقة الشمسية.
4 بطاريات عملاقة
تمتلك ولاية أستراليا الجنوبية 4 بطاريات عملاقة عاملة في هورنسدال، وبحيرة بوني، ودالريمبل نورث، وجزيرة تورينس، مع وجود بطارية أخرى تنتظر التشغيل في تايلم بيند.
كما تشهد الولاية مشروعات بطاريات أخرى قيد التنفيذ، وتنتظر الحصول على تراخيص التطوير والعقود والإغلاق المالي، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك، فإن بناء بطارية عملاقة بالقرب من مزرعة رياح كيلمنتس غاب هي الأولى من نوعها من قبل شركة باسيفيك بلو، التي كانت تُعد من أوائل الشركات الكبرى العاملة في تطوير الطاقة المتجددة في أستراليا.
وتشغّل الشركة أصولًا في قطاعات طاقة الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية سعة 665 ميغاواط.
مشروعات سعة 2.5 غيغاواط
في أعقاب توقف مطوّل للمشروعات الجديدة، تقول باسيفيك بلو -الآن-، إن لديها مشروعات طاقة متجددة وتخزين كهرباء جديدة قيد التنفيذ تزيد سعتها على 2.5 غيغاواط.
وتأسّست شركة باسيفيك بلو في مدينة ملبورن الأسترالية في عام 1992، قبل الاستحواذ عليها وإعادة تسميتها في عام 2016 بوساطة شركة استثمار الطاقة الحكومية الصينية سي بي آي سي (SPIC)، التي تُعدّ ضمن أكبر 5 شركات لتوليد الكهرباء في الصين.
ويمثّل بناء بطارية تخزين كهرباء عملاقة جديدة أول مشروع جديد من نوعه منذ تغيير ملكية شركة باسيفيك بلو.
خفض أسعار الجملة
قال الرئيس التنفيذي لشركة باسيفيك بلو، دومينيك كابومولا: “إن تركيز تحول الطاقة في أستراليا حتى الآن على توليد الكهرباء النظيفة، وتخزين تلك الكهرباء ونشرها لدعم استقرار الشبكة، هو الحلقة المفقودة والمكون الرئيس للتحول الأخضر في البلاد”، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال وزير الطاقة في ولاية أستراليا الجنوبية توم كوتسانتونيس، إن “مشروع البطارية سيساعد في خفض أسعار الجملة التي بلغت ذروتها عبر زيادة كمية الكهرباء المتاحة عندما تشتد الحاجة إليها”.
وأضاف أن بناء “بطارية تخزين كهرباء عملاقة يشجع على رؤية شركة جديدة تنضم إلى شركات أخرى رُكبت بالفعل أو حتى تبني بطاريات على نطاق الشبكة”.
وتابع: “سيرفع هذا حدة المنافسة في سوق البطاريات لدى أستراليا الجنوبية على تقديم خدمات إضافية في سوق الجملة، كما سيساعد الولاية بأكملها في مساعيها للتحول إلى طاقة متجددة أنظف وموثوقة بتكلفة ميسورة”.
الحياد الكربوني صعب
لا يبدو الطريق أمام تحقيق أهداف الحياد الكربوني في أستراليا مفروشًا بالورود، في حين تعجز الحكومة -حتى الآن- عن الوفاء بتحقيق هذا المستهدف الطموح في عام 2030، وفق ما هو مقرر له.
وفي ديسمبر/كانون الأول (2023)، حذّر التقرير السنوي الصادر عن هيئة المناخ الوطنية في أستراليا من أن تباطؤ وتيرة الاستثمار في الطاقة المتجددة، يشكل عقبة رئيسة أمام تحقيق الأهداف المناخية في البلاد.
ويعتمد مستهدف الحياد الكربوني في أستراليا على الوصول بنسبة الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة إلى 82% من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولإنجاز الحياد الكربوني في أستراليا، تركّز خطة الحكومة على إيجاد آليات منطقية وذات جدوى اقتصادية، لتسريع التخلص من الفحم والنفط والغاز في كل جوانب الاقتصاد، والتحول إلى المصادر المتجددة، وتخزين الكهرباء، واستعمالها.