fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

شادية الاتاسي – الناس نيوز :

غادرت البيت مبكرة على غير العادة لموعد صباحي…
واجهني الصباح اللوزاني، عاريا ومضيئا وبارداً، كان هناك سرب عصافير أقلقها برد الصباح، فاصطفت بسكون قرب مدخنة قرميدية تتدفأ، تهز رأسها و ترمش بعيونها الصغيرة المستديرة، أشرت إليها بيدي محيية، فرفرفت وطارت بسرعة دون صوت، واختفت.

رأيت جارتي الإيطالية مارتينا، وقد أنهت نزهتها الصباحية، وعادت وهي تحتضن كلبها الصغير، وقد دثرته بغطاء صوفي ثقيل، حيتني بلكنتها الموسيقية المحببة، وهي تفك أسر كلبها وتضعه بلطف على الأرض، غمغمتُ بالتحية وأنا أُتأتِئ و أرتجف، فالكلب المدلل ، أراد أن يعلن عن وجوده، بالتمسح بي ولعق قدمي، لم أعتد بعد على وجود هذه الحيوانات اللطيفة، تشاركنا حياتنا وبيوتنا.
هه لا تحبين الكلاب ؟سألتني مارتينا مازحة.
هززت لها رأسي بجواب مراوغ لا يفي بشيء.
كنت أفكر بأطفال بلدي، في زمهرير الشتاء، بلا سماء حنونة تأويهم، بلا أحلام، بلا شيء.

سرت صعودا إلى بولفار “إشالان ” في الطريق العلوي الموازي، بين مسارب الحدائق الخضراء المتلاصقة، أتأمل إيقاع الصباح في هذه المدينة، التي استيقظت للتو. كانت زخات المطر تتساقط بسكون على ذؤابات الشجر، وقد بدت البراعم تحتها منتفخة، مليئة بالنسغ، واعدة، بنوّار وأزهار وثمار، قادمة على الطريق. كان صوت الربيع يتنهد خلسة من قلب الشتاء.
هذا الصباح الشتائي، العابق بوعد الربيع، ملأ قلبي بمعنى ثقيل، تحذير قاسٍ ربما! لا يمكنني أن أتنكر لهذا الجمال إلى ما لا نهاية! هناك صباحات تستحق أن أبدأ يومي من أجلها، وكأنني أكتشف هذا لأول مرة.
كنت عرضة لقلق وانفعال، تحت وطأة رغبة تملكتني، الرغبة في مجرد سعادة بسيطة…

أجل، كان الجو مليئا ، بالصرخات والأشواق. وفكرت؛ لابد من إغلاق النوافذ والأبواب، أمام تلك الأسئلة اللامجدية الحمقاء ،التي ماتنفك تبزغ لتسمم القلب بالحنين، تملكتني الرغبة من جديد، أن أهرب بعيدا، عن هذه المدينة الجميلة الباردة، لأتدفأ بشمسي،شمس حمص الساحرة، شجر أكاسيتها وزهر ليمونها، عرائش ياسمينها، ورائحة قهوتها.


فحتى الآن لم أستطع أن أقع في حب لوزان المدينة الساحرة…
ولوزان أنثى جميلة، مدينة ذات كبرياء،أدرك أنها لن تعطي نفسها بسهولة، وقلبي ممتلئ بحب أخر، لن ترضى بأقل من السبع دوخات، لأنال رضاها.
وتساءلت، ما كنه هذه الروح التي تحول بينك وبين الفرح!
أي علاقة خفية بينها وبين الحنين والغيم والمطر، وبين الحب الملتصق بالروح، الذي يأبى أن يذهب!
قالت لي مارتينا: لا عطاء دون حب، افهمي هذه المعادلة البديهية،عليك أن تقعي في حبها أولا، لتعطيك نفسها
قلت لها : قلبي هناك!
قالت : عليك ترويض الحنين.
يكفي يالوزان الجميلة لا تتعبيني أكثر، فقد أرهقني طول السفر، أعدك أن أبذل جهدي لأقع في حبك
ولوزان،هي بحيرة ليمان الزرقاء، وجبال الألب المكللة بالثلوج، ولكنها أيضاً الغابات التي تمطر بالضباب والأسرار والحزن.
مدينة مدللة بالجمال و مغنجة بالأسرار.…
تابعت المسيرسيراً، من السهل تجنب استخدام المواصلات العامة، ما دمت تملك أسرار استخدام ، الطرق الخلفية، والأدراج الحجرية، والزواريب الصغيرة الملتفة، في مدينة تدهشك على الدوام،فأينما سرت، تفاجئك البحيرة بوجودها، وأينما تكون، تطالك جبال الألب بقممها الثلجية.
اتخذت قراري، سأصعد إلى الأعلى ، ما زال لدي الوقت …
من الممكن أن تعبر المدينة كلها صعودا حتى الأعلى، أو هبوطا حتى مشارف البحيرة ، ماشيا على قدميك، إن كنت تتحلى بالشجاعة والصبر ومتعة الاكتشاف، ربما تتوقف قليلاً لتلتقط أنفاسك، أو تبحث عن أقرب درج حجري، أو مصعد كهربائي عمومي، أو تعبر أي من الجسور الأربعة الضخمة الواصلة بين مشارق المدينة ومغاربها، وقد تتريث اذا كان لديك الوقت، فتعبر المساحة الصغيرة، نحو الكاتدرائية الضخمة، التي تجثم بمهابة، في أعلى المدينة، بقبتها البيضاء المستديرة،التي أعيد ترميمها حديثا، ومن خلال النوافذ العالية المزركشة بالنقوش، تتسرب أصوات التراتيل الدينية، متماوجة بعبق الهواء، مضمخة برائحة البخور، والحبق والريحان، المزروع بكثرة على التراس الواسع.

ومن الأعلى، تبدو المدينة أمامك ماسة تتألق بالضوء…
تنحدر ببصرك، حتى مشارف البحيرة، فتشعر بنبض المدينة يخفق في صدرك، تلمس روحها، أسرارها وذكرياتها وتاريخها، بيوتها القرميدية الداكنة، كروم العنب اليانعة، الكهوف القديمة، أزقتها الملتوية، وقباب الكنائس المقوسة، وهذا ما أعطى المدينة التي بنيت منذ زمن بعيد على مدرجات الجبال، وفوق الأنهار التي ما يزال بعضها جاريا حتى اليوم. تحت الأزقة الضيقة، تسمع هدير صوتها أحيانا، وأنت تعبر في الليل، البلوكات السمراء، خاصية مميزة وقد تكون فريدة بين المدن.

الحياة بدأت للتو، في ساحة ” ريبون ” التي تموج دائما بالحركة والحياة، المحلات ومعظمها تعود لجاليات تركية، وبرتغالية، ومغربية، وألبانية، فتحت أبوابها، مواقف الباصات امتلأت بالمنتظرين، ربما وحده السوبرماركت، يدل على هوية الساحة الكبيرة، والعائدون منه، يجرون عرباتهم المحملة بخضروات الصباح الطازجة، يتبادلون سلاما عابرا، وحديثا سريعا ، بلكنات مختلفة، ثم يختفون في الأدراج الحجرية أو المصاعد الكهربائية، ثم يظهرون ثانية وهم يعبرون الجسر، وقد تراهم من الأعلى، يتمشون على شاطئ البحيرة.

ولوزان مدينة متحفظة، لا ترغب في الانفتاح على الآخرين، جهدت لزمن طويل للحفاظ على هويتها، لكنها أصبحت تعج اليوم بالغرباء المهاجرين من الصوماليين والإرتريين والعرب والألبان، ما أحدث شرخاً عميقاً و انقساما في الرأي، إن كان على مستوى الشارع، أو على مستوى الحكومة، في رؤيتهم لهذه الهجمة غير المسبوقة، ما يهدد تاريخ المدينة العريق.
رغم المطر الخفيف، إلا أن المقهى القريب من مخزن الجادة الكبير، كان قد بدأ للتو نشاطه، وجهز موائده لاستقبال زبائن الصباح، في التراسات المطلة على الشارع، رغم برد الصباح المنعش، والمطر الخفيف، فالطقس يتبدل في اليوم الواحد إلى أربعة فصول، كما يردد الجميع هنا، والناس تتشوق لشمس الظهيرة. كان قد بقي لموعدي الذي خرجت من أجله بعض الوقت، ونالني التعب، في مشواري الصباحي. دخلت المقهى، وطلبت فنجانا من النسكافيه، وطفقت أرقب ما حولي.


إلى جانبي كان هناك طاولة يشغلها رجل وامرأة من السود، يدخنان سجائر
رخيصة، و يتجادلان بصوت عال، ثم يحدقان أمامهما في الفراغ دون هدف، الرجل الأسود يبدو غاضباً، والمرأة تهز رأسها بأسى، وتردد بانكسار:
“إن هذا لم يحصل أبداً”.
لم يتسنّ لي معرفة هذا الذي لم يحصل أبداً.
أنهيت قهوتي،ومضيت .
النهار غائم ،والصباح جميل، والخيارات مفتوحة، لكن غيم الحنين يعلو فوق كل الخيارات .

المنشورات ذات الصلة