كانبيرا – الناس نيوز ::
تشهد أسعار الغاز زيادات تصاعدية منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، الأمر الذي أجبر حكومات الدول على البحث عن وسائل بديلة لإنتاج الطاقة حتى وإن كانت أكثر ضررًا على البيئة.
ففي أستراليا، أجبر نقص الغاز وارتفاع أسعاره جنوب البلاد على اللجوء إلى مولدات الديزل لتلبية الطلب على الكهرباء، رغم أن البلاد فيها ثروة هائلة من الغاز !!؟ وسط تصاعد الدعوات المطالبة بسرعة الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري “المتقلب” نحو مصادر الطاقة المتجددة وتخزينها، وفقًا لما نشرته صحيفة “الغارديان”.
واستحوذ الغاز على 61% من مزيج الطاقة في أستراليا بحلول الساعة 9 صباحًا اليوم الخميس 2 يونيو/حزيران، تلاه الديزل بنسبة 11%، وتولّدت النسبة الباقية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بحسب بيانات مشغل سوق الطاقة الأسترالي “أيمو”، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
نقص إمدادات الغاز
حذّر مشغل سوق الطاقة الأسترالي، يوم الأربعاء 1 يونيو/حزيران، من نقص إمدادات الغاز على الساحل الشرقي، داعيًا سوق الطاقة في الولاية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لزيادة العرض.
وفي الوقت ذاته، أدت موجة باردة عبر جنوب شرق أستراليا إلى انخفاض سرعة الرياح في بعض الولايات الشرقية، وتغييم الجو، ما حد من كمية ضوء الشمس.
أسعار الغاز
وبحلول الساعة الواحدة ظهرًا اليوم الخميس، انخفضت كمية الديزل المحترق إلى 3%، في حين حافظ الغاز على مستوياته عند 61%.
وكانت ولاية جنوب أستراليا رائدة عالميًا في التحول إلى الطاقة المتجددة، إذ حطّمت الأرقام القياسية في نهاية العام الماضي، عندما أنتجت 100% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في الأيام الـ6 التي سبقت 29 ديسمبر/كانون الأول.
وتخطّط الولاية للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030.
وقال الباحث في كلية المناخ والطاقة بجامعة ملبورن، ديلان ماكونيل، إن جنوب أستراليا تحرق غازًا أكثر مما كانت تستهلكه خلال العاميْن الماضيين.
وأضاف ماكونيل: “لقد كانوا يحرقون الكثير من الغاز أمس، بما في ذلك الديزل، وهو أمر غير معتاد أُجبروا عليه بسبب العجز في الغاز وارتفاع أسعاره”.
ارتفاع أسعار الغاز
قال ماكونيل: “إن عجز الطاقة في الساحل الشرقي تسبّب في ارتفاع أسعار الغاز إلى نحو 40 دولارًا للغيغاغول في الأيام الأخيرة، وهو أعلى بكثير من متوسط السعر المعتاد البالغ نحو 10 دولارات للغيغاغول، ومن السعر التاريخي البالغ 3 دولارات، قبل انتعاش سوق التصدير في البلاد”.
ويؤدي ارتفاع أسعار الغاز إلى اقتراب سعر توليد الكهرباء من المحطات العاملة به، من حاجز 500 دولار لكل ميغاواط/ساعة، الأمر الذي يجعل حرق الديزل لتوليد الكهرباء أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية.
وأضاف ماكونيل: “من المهم الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الطلب على الغاز في جنوب أستراليا مرتفع على أساس نسبي، فإن هناك المزيد من الغاز الذي يُحرق في كوينزلاند وكميات مماثلة في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا على أساس ميغاواط”.
و”يرجع هذا جزئيًا إلى حدوث انقطاع في محطات الفحم”، بحسب ماكونيل الذي يشير إلى أهمية “فطام أنفسنا عن النفط والغاز والتقلب السعري اللذين يتسببان فيه”.
وأكّد أن أسعار الطاقة ستتراجع “إذا كانت لدينا موارد متجددة بعيدًا عن الفحم والغاز”.
أسعار الغاز
وقال إن تخزين الطاقة والاعتماد على المصادر المتجددة سيساعد جنوب أستراليا، مشيرًا إلى أن التوسع في هذه المصادر في وقت سابق كان سيُسهم في حرق كميات أقل من الغاز.
من جانبه، قال أمين الخزانة في جنوب أستراليا، ستيفن موليغان، إن الاستثمار المكثف في الطاقة المتجددة يضع الولاية في وضع أفضل لتجنب الزيادات الضخمة في أسعار الطاقة، التي تضرب جميع أنحاء البلاد”.
ووصف الطاقة المتجددة بأنها الطاقة الأرخص، و”لم تكن هناك زيادة في تكلفة طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية”، على حد قوله.
حالة الطوارئ المناخية
أعلنت حكومة جنوب أستراليا العمالية الجديدة رسميًا، يوم الأربعاء 1 يونيو/حزيران، حالة الطوارئ المناخية، في اليوم نفسه الذي ألغى فيه وزير الطاقة، توم كوتسانتونيس، برنامجين مصممين لتشجيع استخدام الألواح الشمسية والبطاريات.
وتعهّد حزب العمل على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 43%، بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005، وتعزيز الطاقة المتجددة في أستراليا عبر مشروعات الطاقة الشمسية والبطاريات المملوكة مجتمعيًا.
وأُلغي مخطط بطاريات المنزل في جنوب أستراليا، والمصمم لدعم تركيب البطاريات في المنازل، وبرنامج التحول إلى الطاقة الشمسية، والذي يسمح للمواطنين بالحصول على الامتيازات الحكومية، بتركيب مجاني للمصفوفات الشمسية.
وعزا الرئيس التنفيذي لمجلس الحفظ بجنوب أستراليا إلغاء البرنامجين إلى الرغبة في توفير التكاليف، فضلًا عن دعم الحكومة المشروعات الكبيرة على نطاق الشبكة، ضد التثبيت الأوسع للأنظمة المركزية الصغيرة مثل المصفوفات الشمسية.
وأضاف: “يحتاج تحول الطاقة إلى كليهما لكي يزدهر”.
وخلال الانتخابات الأخيرة تعهّدت حكومة حزب العمال الجنوب أسترالي ببناء محطة هيدروجين بقيمة 593 مليون دولار في مدينة وايللا.
ويستهدف حزب العمل زيادة حصة الطاقة المتجددة في أستراليا بنسبة 82% (ما يعادل 26 غيغاواط) بمزيج الكهرباء بحلول عام 2030.