fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

عبد الله أمين الحلاق – الناس نيوز :


بطبيعة الحال، لم أمتلك تَرفَ اختيار اسمي الذي أحمل، وتُرك الأمر للوالد والوالدة، أطال الله عمرَيهما، جرياً على العادة البيولوجية/ الاجتماعية الخارجة عن إرادة الطرفين.
غير أنهما، أي أبو عبد الله وأم عبد الله، لم يتكبّدا بدورهما عناء التنقيب والتمحيص والبحث كثيراً في هذا المجال، إذ إنني الولد “البكر” الذي “من المفترض” أن يحمل اسم جدّه لوالده، وهذا ما كان بالفعل. صرتُ “عبد الله” تبعاً لتقليد اجتماعي ضارب في القدم والمحافَظة، كما صار غيري “عبد السميع” و”عبد الجليل” و”الفرزدق”.. بخلاف الأغنية الشهيرة لفيروز والتي تفترض مسبقاً وجود حفريات أركيولوجية لدى الأهل للعثور على أسماء بنيهم، حيث “أسامينا” التي “تعبوا أهالينا تـ لَقوها”.


ثمة مشاعر حيادية وباردة عندي تجاه اسمي، إذ إنني لا أشعر حياله بأي محبة ولا أي كراهية، ما خلا العواطف والذاكرة المرتبطة بمحبتي الكبيرة لجدي، رحمه الله، ذلك الشيخ الجليل الذي أَحَبّه كل من عرفه، والذي شكّل ولا يزال جزءاً من ذاكرتي ومن طفولتي ومن صِباي، الأمر الذي قد يخفف من “وِزر” وثقل حملي اسماً ليس لي منه نصيب، ويجعلني أتناسى طريقة لفظ مدرّسة اللغة الإيطالية له باعتباري: “أبدولّاي”. سيختلف الأمر كثيراً قبل أشهُر، وتحديداً في تموز 2020، عندما استقبلنا، زوجتي وأنا، مولودنا الأول، وسيكون اسمه “آلان”. صرت “أبا آلان” تماشياً مع تلك العادة التي تكنّي الرجل والمرأة بابنهما الأكبر، في حين ما يزال بعض الأصدقاء مصرّين على كوني “أبو أمين”، ولا مشكلة في الحالتين طبعاً.

ولاسم “آلان” قصة تستحق أن تروى، مرتبطة بما هو شخصي وعام في آن معاً، بحيث لا يبقى هذا النص مجرد تداعيات شخصية تعني الكاتب لوحده. كُتب الكثير عن مسألة اللجوء السوري في أوروبا، والعلاقة الثقافية بين اللاجئين وبين بلدانهم الجديدة، “أوطانهم” المستجدة والأوطان المستقبلية لأولادهم. وفي محاولة منا لـ “وَقْعَنَة” هذه المسألة الإشكالية ونقلها إلى “الميدان”، كان لا بد من التفكير باسم لطفلنا يتناسب وولادته وحياته في بلد سيكون وطنه يوماً ما، وسيحمل جنسيته، من دون أن يكون مضطراً لكتابة مقال كهذا بعد عقود، في صحيفة إيطالية مثلاً، يناقش فيه مشاعره تجاه الاسم.

هكذا، وبعد تفكير وبحث طويلَين، كان “آلان” اسماً رأيناه، زوجتي وأنا، اسماً مطروقاً في العالم العربي، وإن لماماً، ومتداولاً بكثرة في أوروبا وبدرجة أقل في إيطاليا، في محاولة منّا للتوفيق بين ذاكرة سابقة وبلاد سوف تُرْوى حكاياتها له، بتاريخها ورموزها وثورتها وحربها الأهلية، بشهدائها ومثقفيها وأهلها.. وبين بلادٍ وغربٍ ربما سيدرس آلان تاريخ سوريا في جامعاته وكلياته، وسيكون على تماس مع نصوص مستشرقيه العظماء ومع مجتمعه بكل تناقضاته وتياراته ويساره ويمينه، مع الإنسانية ومع العنصرية فيه، مع تاريخه بكل تنوع هذا التاريخ وغناه ودروسه.

ولا أذيع سراً عندما أقول إن مناهضتي للبعث والأسديّة، ولمعارضاتهما أيضاً، شجعتني على اختيار اسم يتداوله الأكراد بكثرة، ربما تعزيزاً لدعمي حقوقهم خارج أوهام “الدولة المركزية” و”الأرض” و”العرض” و”التراب الغالي” و”الشعب الواحد”. لكن يبدو أن هذا سبب من الأسباب، وليس السبب الحاسم، فثمة أيضاً آلان تورين، أحد أكثر علماء الاجتماع الذي تأثرت بهم في بداية عملي الكتابي والثقافي قبل عقد ونصف، والذي لم يصل إلى اللغة العربية من نتاجه الغزير والمهم إلا القليل الذي كان كافياً، على كل حال، لاعتباره مُلهماً ومرجعاً. ثمة أسباب أخرى كثيرة أيضاً يضيق المجال بذكرها.

غير أن ” آلان ” الذي بلغ شهره السادس حالياً، سيكون في حِلّ من كل تلك التداعيات السياسية والثقافية والمعرفية، على رغم أنها كانت دافعاً غير مباشر لحمله أو تحميله ذلك الاسم. في المقابل، سيكون من باب الادعاء اعتبار أن اختيار الاسم هو مسألة مستقلة ومعزولة عن السياق السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، خصوصاً في حالتنا نحن الآتين من بلاد موبوءة سياسياً بالأسماء والرموز، ومن ثقافة موبوءة معرفياً باستعراض الأسماء والعناوين. نحن قادمون من بلاد كل ما فيها يحمل اسم “الأسد”، بالشوارع والساحات والجامعات والمعاهد، بل وحتى “معاهد تحفيظ القرآن الكريم”. وتُشكل عبادة ذلك الاسم وتمجيد الحذاء العسكري لصاحبه دين وديدن العاملين في قطاع المعرفة والثقافة الأسديين، بحيث تبقى “سوريا الأسد” قدراً ملاحقاً للسوريين ما بقيت تلك العائلة على قيد الحكم. تتفرع عن الأصل (الأسد) فروع “اسمية” أخرى من قبيل الحيدرة والضرغام والهامرز والغضنفر وغيرهم من أسماء قادة الميليشيات هنا وهناك، بالإضافة إلى أسماء شيعية تنتشر أيضاً على إيقاع الضربات المهدوية الإيرانية النازلة بالسوريين. أما في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، أو ما يسميه البعض بـ “المحرَّر”، فثمة علاقة من نوع آخر مع الاسم، بحيث بات القعقاع وأبو معاوية وأبو سفيان وأبو البراء وأبو وقاص وغيرهم، علامة فارقة على مرحلة جديدة افتتح بها تاريخ ومستقبل تلك المناطق بعد الثورة.

ويُخشى أن يزهر هذا الربيع العربي أسماءً أكثر جذرية من تلك، فيصبح هناك قاموس جديد يحتاج فك طلاسمه إلى لغويين خارقين هُم، بالقدرات المتوخاة والمأمولة منهم، أقرب إلى الكائنات الفضائية منها إلى هذا الكوكب العجيب حيث نعيش. وغني عن القول، إن الدفع باتجاه التراث والتطرف كان، بالطبع، فعلاً أسدياً من جهة، إلا أن ذلك القول لا يكفي لدى تناول شرقٍ عربيّ يُبرز، عند كل منعطف جذري تغييري في تاريخه، استعداده للتعلق والعودة إلى “السلف الصالح”، الأمر الذي لا تجيب عليه التفسيرات السياسوية المحضة لـ “نُخب” اعتادت رد كل شيء وتفسير كل شيء بتفسيرات واحدية، بسيطة، وتتجنب مساءلة التراث والمجتمع والثقافة والتقاليد.

عودة إلى الموضوع بعد هذا الاستطراد الضروري. ذلك أن كاتب هذه السطور وزوجته لم يكونا في منأىً من الهمز واللمز من قناة أنهما “تَغرْبَنا” بعد أن صارا في أوروبا، من خلال “اختيارهما اسماً غربياً لولدهما”. وهي مسألة تستحق نقاشاً مستفيضاً، ذلك أن “التّـغرْبُن” الذي نُتهم به من قبل “مُتمَشْرقين”، واتُّهم به قبلنا أصدقاء اختاروا أسماءً “غربية” لأولادهم، إنما هو “تهمة” تفترض أنني مثلاً، كنت مدججاً بثقافة شرقية “أصيلة” قبل وصولي إلى أوروبا، ثم انقلبت عليها بعد ذلك الوصول. في هذا ما يحيل إلى مسألة أخرى وهي علاقة كل منا، كمثقفين وكتّاب وباحثين، بالبيئة التي ولدنا فيها، وطبيعة الكتابات التي كتبها كاتب هذه السطور، مثلاً أيضاً، في الفترة الممتدة بين عامي 2007 و 2011، وهي كتابات لا تخفي دفاعها عن الحداثة والليبرالية والديمقراطية والفردية، ومناهضتها حركات وشخصيات الإسلام السياسي، واستمرت تلك الكتابات على هذا النحو حتى اليوم. ربما يكون الشيء الوحيد الذي تغير هو نضج التجربة مع تقدم العمر وتطور القراءات والمعارف والإلمام الأكبر بأدوات التفكير والكتابة في هذه المجالات والمسائل. وكانت الماركسية التي شكلت ولا تزال تشكل وعي جيلنا، مصدراً

وحيداً في السابق من مصادر هذا الوعي، في حين باتت اليوم أحد المصادر. وليس بلا دلالة أن الماركسية كإحدى الفلسفات الوريثة للتنوير الأوروبي هي “منتج غربي” بامتياز إن جاز التعبير، رغم “السّفْيَتة” التي لحقت بها بحسب تعبير ياسين الحافظ. وفي السياق ذاته، لا تخفى الفوارق بين ماركسيّ حداثيّ يقيم في سوريا أو في إيطاليا أو في الهندوراس، وبين ماركسي بدائيّ يقبّل رأس شيخ العشيرة، ويعلي من شأن الطائفة، ويتحدث عن “الوطن” بطريقة تجعله أقرب إلى القبيلة التي “يُمنع” على الآخرين، مستشرقين وعرب، التحدث أو الكتابة عنها، في الوقت الذي يستشهد فيه بمقولات ماركس وأنجلز بعد انتهائه من حفلات تقبيل الرأس.

ما يزال “الوطن”، بوصفه قبيلة، مغلقاً أمام “قبائل” و”عشائر” مجاورة أو بعيدة، بحيث تتزوج بنت العم من ابن عمها فقط، وتورث الزعامة من الأب إلى الابن. هكذا، كان كل نمط حياة خارج عن الإجماع والأعراف والتقليد “الشرقي” في ما كان يسمى يوماً ما “سوريا”، سواء كان نصاً أو فناً أو علاقة عاطفية أو زواجاً “خارج المألوف” ، أمراً يستدعي إجماع الجماعة في مواجهته. وعلى نطاق “قبَليّ” أوسع، كان “التواصل مع الخارج” جريمة في عرف الأسدية، وبات الخروج عن “الإجماع الثوري” جريمة في عرف معارضيها اليوم. ولكل من الإجماعين، الأسدي والثوري، جماهيره “العظيمة” بالمناسبة.

سيكبر آلان في هذه البلاد، وسنكون، إن بقينا، شاهدين على فردية سيكتسبها في حياته فيها. ربما ستكون سوريا وأعوامها العشرة الاخيرة أيضاً جزءاً من وعيه وتكوينه بعيداً عن خطابات الخصوصية المقيتة و”الفرادة الوطنية” و”الأوطان العظيمة والمكتملة”، وقريباً من جغرافيا الحداثة والتنوير والفلسفة الحديثة، بل في قلبها، وأيضاً من تعلّم اللغات (بما فيها العربية) ومتابعة المنافسات الكبرى في بطولات كرة القدم وغير ذلك. وهو سيقرأ ذات يوم، إن أراد ذلك، هذا المقال ومقالات كثيرة كتبها زملاء وأصدقاء سوريون وغير سوريين عن تلك البلاد، كتبي وكتب آخرين غيري، ومن الممكن أن تكون عاملاً مساعداً على إقامة علاقة رمزية وإنسانية مع ذلك المكان، بما يحاكي الدوافع التوفيقية بين “هنا” و”هناك”، والتي دفعتنا إلى اختيار هذا الاسم له.
سيقول: اسمي آلان، وفي هذا الاسم ما يوحي بالكثير.

المنشورات ذات الصلة