كانبيرا – الناس نيوز ::
يراقب المتداولون هذا الأسبوع ظهور أي دلائل تشير إلى قوة الاقتصاد العالمي مع توقعات بصدور بيانات النمو في أستراليا والتضخم الصيني وبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يستمر بنك الاحتياطي الأسترالي في سياسة التشديد النقدي، عبر إبقاء سعر الفائدة دون تغيير في قراره المنتظر يوم الثلاثاء، بعدما حذرت محافظته ميشيل بولوك من أن التضخم يعود الآن إلى أسباب محلية.
ورغم أن التضخم الأقل من المتوقع سيبقي بنك الاحتياطي الأسترالي في حالة ترقب، فإن استمرار تضخم أسعار الخدمات لأسباب “محلية” سيضمن إبقاء السياسة النقدية المتششددة دون تغيير، كما كتب توني سيكامور، المحلل في مجموعة “آي جي” (IG) في سيدني، عبر مذكرة للعملاء. مضيفاً “أن رفع أسعار الفائدة في فبراير يعتمد على بيانات التضخم الخاصة بالربع الأخير من العام والمقرر صدورها في أواخر يناير المقبل”.
بالنسبة لأخبار الشركات، حصلت مجموعة “تشاينا إيفرغراند” على مهلة لإبرام اتفاق إعادة الهيكلة مع الدائنين بعدما أبطلت محكمة في هونغ كونغ مرة أخرى قراراً بشأن تصفية شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم.
كما سينصب التركيز على أسهم شركات الطيران الأميركية مع استئناف التداولات في وول ستريت يوم الاثنين، وذلك بعدما وافقت مجموعة “ألاسكا إير” (Alaska Air) على شراء منافستها “هاواين إيرلاينز” (Hawaiian Airlines) التابعة لشركة “هاواين هولدينغز” (Hawaiian Holdings). في صفقة قيمتها بـ1.9 مليار دولار.
صعد سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد واخترقت عملة بتكوين 40 ألف دولار في التداولات الآسيوية، حيث تجاهلت الأسواق تنويه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن صناع السياسات ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة.
قفز المعدن النفيس بنحو 3.1% إلى 2135.39 دولاراً للاونصة، فيما ارتفع سعر بتكوين بأكثر من 2.5%. وكان أداء الأسهم الآسيوية متبايناً، حيث صعدت الأسهم الأسترالية والكورية وفي هونغ كونغ، بينما انخفضت نظيرتها اليابانية وفي البر الرئيسي الصيني. واستقرت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية.
قال كايل رودا، محلل أول للسوق لدى مؤسسة “كابيتال دوت كوم” (Capital.com) في ملبورن: “الأسواق تُقبل بقوة على رهانات خفض أسعار الفائدة. سعر الذهب قد يرتفع وسيرتفع مع ظهور أول علامة على الركود”.
يأتي ارتفاع أسعار الذهب وبتكوين بالرغم من صعود سعر الدولار وتقليص سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين (الحساسة لتغيرات السياسة النقدية) المكاسب القوية التي حققتها يوم الجمعة، حيث يراهن المتداولون على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض سعر الفائدة لديه في وقت مبكر من شهر مارس المقبل.
كما قدر جميع تجار المقايضات المشاركين في الاستطلاع خفض الفيدرالي سعر الفائدة بحلول شهر مايو، متوقعين تقليصها بنحو نقطة مئوية كاملة بحلول ديسمبر 2024. مع أن باول أشار يوم الجمعة إلى أن البنك المركزي الأميركي مستعد لرفع أسعار الفائدة بصورة أكبر إذا لزم الأمر، بعد “التشديد الكبير” الذي خضعت له السياسة النقدية مؤخراً.
خلال الجمعة الماضي، أغلقت الأسهم الأميركية عند أعلى مستوياتها منذ مارس 2022، فيما بلغت عائدات سندات الخزانة ذات أجل عامين أدنى مستوياتها منذ يونيو، مع تزايد المؤشرات على أنه بعد الإنفاق القوي للأسر الأميركية خلال الصيف وتفوقه على التوقعات، بدأت الأسر الآن في تقليص إنفاقها. كما انكمش مقياس نشاط المصانع الأميركية للشهر الثالث عشر على التوالي في نوفمبر مع استمرار تخييم أسعار الفائدة المرتفعة على التصنيع.
كتب شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار وكبير الاقتصاديين في شركة إيه أم بي” (AMP) في سيدني، عبر مذكرة للعملاء: “إن الانتعاش الكبير في الأسهم دفعها إلى منطقة التشبع الشرائي من الناحية الفنية، وأصبحت معرضة لخطر التماسك أو التراجع على المدى القصير. ومع ذلك، من المرجح أن تحقق مزيداً من المكاسب في نهاية العام وأوائل العام المقبل مع استمرار تراجع التضخم” وبدء موسم معنويات السوق الإيجابية في وقت لاحق من هذا الشهر.
في زاوية أخرى من السوق، اقترب سعر عملة بتكوين من 41 ألف دولار، مواصلة بذلك مسيرة الانتعاش التي بدأتها هذا العام بدعم من رهانات خفض أسعار الفائدة، وترقب القطاع صدور موافقة محتملة على صناديق بيتكوين المتداولة بالبورصة في الولايات المتحدة.
استمرار التضخم العالمي
ختاماً، وعلى صعيد أسواق الطاقة، تقلبت أسعار النفط بين ربح وخسارة مع استمرار مراقبة المستثمرين للتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. واستأنفت إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة، وتعرضت سفينة حربية أميركية لهجوم في البحر الأحمر، كما قال المتمردون الحوثيون في اليمن إنهم نفذوا عمليات ضد سفينتين إسرائيليتين.