أشبه بـ”السرّية”.. انتقادات واسعة تطال زيارة دانيال أندروز إلى الصين

ملبورن – الناس نيوز ::

هاجمت وسائل إعلام أسترالية مختلفة زيارة رئيس حكومة فيكتوريا العمالي دانيال أندروز، إلى الصين التي تخالف بشكل صارخ بروتوكولات وتوجه الحكومة الفيدرالية في كانبيرا، حيث أكدت مصادر أن هذه الخطوة غير مرتبطة بالزيارات التي أعلنت عنها حكومة الرئيس أنتوني ألبانيزي.

وتعتبر خطوة أندروز تجاه الصين -بمفرده ودون التنسيق مع الحكومة الفيدرالية- ليست الأولى من نوعها، حيث سبق له توقيع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية التي تعطي الصين صلاحيات واسعة للتدخل في شؤون ولاية فيكتوريا.

حينها ردّت الحكومة الأسترالية بشكل حازم على مبادرة “الحزام والطريق”، وفي نيسان 2021 ألغى رئيس الحكومة السابق سكوت موريسون الاتفاقات بين لجنة مبادرة الحزام، والطريق الصينية، وحكومة ولاية فيكتوريا والتي أبرمها أندروز بمبادرة فردية منه.

وقالت حينها وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين: “إنَّ الحكومة الفيدرالية الأسترالية ألغت مذكرة التفاهم واتفاقية الإطار الموقَّعة بين فيكتوريا واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين. كما جرى إلغاء صفقتين أخريين بين فيكتوريا، وحكومتي إيران وسوريا”.

وأوضحت باين :”أعتبر هذه الاتفاقات الأربعة غير متسقة مع السياسة الخارجية لأستراليا، أو معاكسة لعلاقاتنا الخارجية “.

وكان هذا الحظر هو الأوَّل من نوعه لاتفاق، بموجب قوانين أقرَّها البرلمان الوطني الأسترالي، الذي يمنح وزير الخارجية القدرة على وقف الاتفاقيات الجديدة، وكذلك الموقَّعة سابقاً بين الحكومات الخارجية، والولايات، والأقاليم الأسترالية الثمانية، وأيضاً مع هيئات مثل السلطات المحلية والجامعات.

وكانت تهدف اتفاقيات مبادرة الحزام والطريق مع ولاية فيكتوريا، ثاني أكبر ولاية في البلاد من ناحية عدد السكان، إلى زيادة مشاركة الصين في مشاريع البنية التحتية الجديدة. وجرى التوقيع على هذه الاتقاقيات خلال الفترة بين شهر أكتوبر 2018، وبعدها بنحو عام.

وبالعودة إلى الزيارة التي يجريها دانيال أندروز، إلى الصين، والتي تستغرق أربعة أيام، فقد وصل صباح الثلاثاء وسيزور مقاطعات بكين وجيانغسو وسيشوان، وأظهر جدول لبرنامج الزيارة نشره مكتبه بعد ظهر الثلاثاء أنه سيلتقي بمفوض فيكتوريا في الصين الكبرى، بريت ستيفنز، وسفير أستراليا لدى الصين غراهام فليتشر، ونائب رئيس جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية لي كسوكوي، ووزير التعليم الصيني هواي غينبينغ، وعمدة بكين يين يونغ.

ولم يتضمن الجدول أي تفاصيل أخرى.

وأثارت زيارة أندروز انتقادات من دعاة حرية الصحافة والمعارضة الفيدرالية، حيث وصفها المتحدث باسم المعارضة لشؤون الهجرة دان تيهان بأنها “محاطة بالسرية”.

وأدان بيتر غريست، الرئيس والناطق باسم التحالف من أجل حرية الصحفيين، قرار زعيم الولاية باستبعاد الصحافة، قائلا إنه “غير ملائم في نظام ديمقراطي”.

وقال غريست إنه من غير الملائم أن يسافر أندروز بدون صحافة مستقلة.

وسوف تكون زيارة أندروز الأولى لمسؤول أسترالي رفيع إلى الصين منذ توقيع صفقة AUKUS وسط تصاعد التوترات بين البلدين.

وقال اتحاد الإعلام الأسترالي، إنه “منزعج” من قرار أندروز “عدم دعوة وسائل الإعلام لمرافقته في زيارته للصين”.

وسجنت الصين أكبر عدد من الصحفيين في العالم وفقاً لتقرير صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود عام 2022، حيث يوجد 110 في السجن حالياً.

وقال البروفيسور غريست إنه يأمل أن يكون الصحفي الأسترالي الصيني المولد تشينج لي والمؤلف يانغ هينج جون، وهما من بين السجناء في الصين، على رأس جدول أعمال رئيس الحكومة