د . أحمد برقاوي – الناس نيوز ::
1- نعرف السلطة : بأنها قوة مادية وروحية قادرة على ممارسة الهيمنة والإلزام والسيطرة.
من سلطة الدولة إلى سلطة المال، من سلطة رجال الكهنوت إلى سلطة الآباء، من سلطة التقاليد والأعراف إلى سلطة الخطاب.
2- سلطة الدولة هي السلطة التي تحتكر قوة التشريع والقضاء وتنفيذ القانون باستخدام مؤسسات شرعية.
3- تختلف سلطة الدولة عن دولة السلطة. سلطة الدولة هي السلطة التي ينتجها المجتمع في دولة ذات سيادة بطرق تعبر عن خياراته الحرة، في حين تكون دولة السلطة ثمرة اغتصاب الدولة، وتغدو السلطة هنا سلطة الغلبة المالكة للدولة.
كل اغتصاب لسلطة الدولة يفضي إلى قيام سلطة بلا دولة، وجود سلطة بلا دولة انحطاط شامل وتخريب مطلق وخراب يطول زمن التخلص منه وموت الإنسان.
4- اغتصاب السلطة اغتصاب للوطن، واغتصاب الوطن تدمير ممنهج للوطنية التي تعني الانتماء للوطن وحبه، والدفاع عنه، والولاء له..
5- السلطة المغتصِبة سلطة تدمر المعايير القانونية والحقوقية للعيش المشترك، وتحطم القيم الأخلاقية الإيجابية. ويصبح كل شيء بالنسبة إليها مباحاً.
6- اغتصاب السلطة شر واغتصاب أقلية طائفية أو مناطقية للسلطة شر مطلق، ويصير الشر بكل أشكاله الممكنة واقعاً.
7- السلطة المغتصبة قوة عمياء إلى درجة لا ترى مصيرها الحتمي أبداً، فلا تؤمن بتغير الأحوال السيرورة، فيقودها عماؤها السلطوي إلى الهلاك الحتمي طال الزمن أو قصر.
8- اغتصاب السلطة بوصفه اغتصابا للوطن يعني أن السلطة المغتصبة من طبيعة الاحتلال الخارجي، فالسلطة المحتلة سلطة تدمير ونهب.
9- السلطة المغتصبة بوصفها سلطة محتلة سلطة تدمير ونهب تلغي مفهوم السيادة الوطنية، وتتوسل جميع الأدوات للبقاء، بما فيها أدوات الدول الخارجية التي تسعى نحو مشاركة سلطة الاحتلال الداخلي في النهب والسرقة.
وتكون عندها سلطة الاحتلال الداخلي صورة عن سلطة الاحتلال الخارجي وسلطة الاحتلال الخارجي صورة عن سلطة الاحتلال الداخلي.
10- السلطة المغتصبة والمحتلة بعد أن تدمر واقعة الشعب بوصفه شعباً حراً ومصدراً طبيعياً للسلطة تنظر إلى الجماعات والأفراد غير المنتمين إلى عصبيتها على أنهم أعداء واقعيون ومتهمون دائماً، ويحملها خوفها من المجتمع المدمر إلى إخافة المجتمع بكل وسائل العنف.
11- السلطة المغتصبة المحتلة داخلياً والسلطة المحتلة من الخارج تتفقان على استخدام العنف المطلق، فتسود السادية بوصفها سياسة منظمة.
12- كل سلطة مغتصبة هي سلطة أقلية بمعزل عن انتمائها الهوياتي: قومي، مناطقي، طائفي، طبقي.
13- السلطة المغتصبة المحتلة والعنف والقمع والفساد والفقر وشعور البشر بالعبودية يؤدي بالضرورة إلى ثورة تأخرت انطلاقتها.
14- الثورة التي تندلع دون أن تسبقها تنظيمات سياسية بديلة ومتجاوزة في وعيها لوعي سلطة الاحتلال الداخلي، ستواجه عقبات تنظيمية وفكرية وأخلاقية لفترة طويلة.
15- حين ينفجر المجتمع في وجه “دويلة ” السلطة التي استمرت لفترة طويلة راكمت الخراب إلى درجة صار معها الخراب مستنقعاً، فإن انفجار المستنقع يخرج كل ما هو آسن في داخله، وتبدأ الكارثة التاريخية.