كانبيرا – الناس نيوز ::
واصلت أغنى سيدة في أستراليا، المليارديرة جينا رينهارت، هجومها على السياسات المناخية والتحول إلى الطاقة الخضراء، في وقت تسرّع فيه بلادها وتيرة سياساتها الرامية لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وأبدت وريثة قطب صناعة التعدين الأسترالي لانج هانكوك أسفها للتوسع في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والألواح الشمسية “المقززة” -على حدّ وصفها- في أستراليا، وذلك بعد حصولها على لقب “سيدة الأعمال الأسترالية” هذا العام، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ووصفت أغنى سيدة في أستراليا الألواح الشمسية بأنها “قرحة في العين”، ولا ينبغي تركيبها سوى في “حدائق المدينة والأنهار” وليس في المناطق الريفية، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي (RENEW ECONOMY).
وتُعرف رينهارت بموقفها العدائي من مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية، وهو ما بدا واضحًا في مقالة لها نشرتها صحيفة ديلي تليغراف البريطانية في العام قبل السابق (2021)، وهو ما كررته -أيضًا- في كلمة مدّتها 10 دقائق خلال فعالية استضافتها صحيفة استراليان فاينانشال ريفيو لتوزيع جوائز رجل الأعمال لهذا العام (2023)، ضمن قرابة 200 من الرؤساء التنفيذيين والرؤساء والمديرين.
حجة رينهارت
قالت رينهارت: “تشير التقديرات إلى أن ثُلث الأراضي الزراعية الرئيسة سيُستَولى عليها، فماذا يعني هذا، من وجهة نظركم، بالنسبة لتوافر الغذاء الطازج؟ وكذلك بالنسبة للأسعار؟”.
وأوضحت: “ربما أن بعض قرح العين تلك (الألواح الشمسية) ينبغي وضعها في متنزهات وشواطئ المدينة، والأنهار، كي يتسنى لنا نحن سكان المدن الحصول على فكرة أفضل عن تلك الأدوات، و-أيضَا- لتخفيف التداعيات على الأراضي الزراعية”.
ويُعدّ الزعم بفقدان ثُلث الأراضي الزراعية الرئيسة أمرًا باعثًا على القلق، إذ إنه يَصدُر مباشرة من الجناح اليميني المتطرف ممثلًا في معهد الشؤون العامة، الممول بوساطة رينهارت (أو –على الأقل- كانت تموله في السابق)، والذي يُعدّ رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت من بين أنصاره البارزين.
تصريحات هُراء
يرى بعضهم أن تصريحات أغنى سيدة في أستراليا لا تعدو كونها هُراء؛ إذ إن محطات الطاقة الشمسية تُبنى عادة على أراضٍ زراعية أقلّ إنتاجية، كما أنها لا تؤثّر بأنشطة الرعي أو أيّ أنشطة أخرى ذات صلة، بل تحفّزها.
كما انتقدت المليارديرة الأسترالية بشدة ضريبة الرواتب ورسوم الوقود، قائلة، إن أستراليا يجب أن “تبسُط السجادة الحمراء” للاستثمار عبر إزالة كبح البيروقراطية”.
وتابعت: “أسمّي تلك (ضريبة قذرة)، وسيكون من الرائع للغاية خفضها في ظل معاناة الناس”.
حملة شرسة
يقود معهد الشؤون العامة -في الوقت الراهن- حملة شرسة ضد مصادر الطاقة المتجددة في ولاية فيكتوريا، وهو ما يُضاف إلى سلسلة حملات أخرى مشابهة كان قد أطلقها في مناطق أخرى بأنحاء أستراليا.
وبرز الرئيس التنفيذي لشركة بورال Boral فياس بانسال من بين المتحدثين خلال مراسم الحفل؛ إذ قال، إن الحياد الكربوني صعب جدًا، مشيرًا إلى أنه يسعى لتقليص التزامات شركته بشأن أهداف الطاقة المتجددة.
وأضاف بانسال أن أهم قرار اتخذته شركته منذ تسلّمه مهام منصبه الحالي بها خلال عام 2023، هو خفض المستهدفات السابقة للانبعاثات الناجمة عن صناعة الأسمنت، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
جونسون يدعم الحياد الكربوني
فاجأ رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون الكثيرين من الحضور في حفل جوائز رجال الأعمال هذا العام، بقوله: إن “الحياد الكربوني هو الطريق الصحيح دون شك”، بعد أن تراجعت حكومة المملكة المتحدة بقيادة ريشي سوناك في وقت سابق من هذا العام (2023) عن بعض سياسات المناخ الرئيسة لرئيس الوزراء السابق.
وقال جونسون، إنه يعتقد أن أيام استعمال الفحم باتت معدودة، لكننا “سنعتمد على الغاز لمدة طويلة من الزمن”.
وتابع: “إذا نجحنا في تأمين أنفسنا ضد ذلك من خلال التوجه نحو التقنيات الخضراء، والتي ستوفر الملايين من الوظائف الجيدة التي تتطلب مهارات عالية، فما العيب في ذلك؟ قد يستغرق الأمر وقتًا أطول مما نظن، لكنني أعتقد أن الحياد الكربوني هو المسار الصحيح، وأنا متمسك به”.