أنور عمران – الناس نيوز ::
قريباً
مثل أختِها الكبيرةِ-
سوفَ تمرضُ هذي السنةُ بالخريف،
ستطفو الأوراقُ الصفراءُ على جلدِها كالدمامل،
واللقالقُ سوفَ تهدمُ أعشاشَها
وتغني في الطريق إلى “آسيا” العظيمة:
-آسيا
أيتها الأغنية اللامعة
أيتها الموسيقا التي لا تعرفها إلا بناتُ نشيدِ الإنشاد، والنساءُ اللواتي يلدن أطفالَهنَّ وهنَّ يقطفن القطن
هَيّئي شمسَك لمناقيرنا-..

…قريباً
سأحملُ الحنينَ على ظهري مثل حدبة،
وأفتشُ في جيوب جنوني
عن خَاتمٍ لم يكنْ يوماً لي
لكنني رأيتهُ يدور حول أصابعِ القلبٍ، فاشتهيتهُ…
……
مرَّ بيّاعُ الأغاني
أعطاني واحدةً تحكي عن الأولياء
فبادلتُها بتذكرةِ القطار،
وها أنا الآن أتسوّلُ معجزةً كي أعودَ إلى مطلعِها…
….
إلى آسيا
خذيني معكِ يا لقالقُ
فرغتْ لغتي من اللوعات
وقلبي صار مُحايداً…
…
ومثل قناعٍ ألبسُ الشوقَ،
ملامحي تكرارُ الصباحاتِ القديمة
لكن قدميَّ خائنتان
ففي جنوبِ الأرض تركتُ ظلي..
…
أقولُ للقالقِ: حظاً طيّباً
عقدَ الباحثون على أجنحتكِ كاميراتِهم، وراقبوا هجرتكِ،
وأنا أيضاً
راقبوا هجرتي بأقمارهم الصناعيةِ
وانتظروا موتي،
عرضوا أغراضي الفقيرةَ في متاحفهم…
لكنني خذلتهم
وخذلتُ روحي
وأمسكتُ الحياةَ من ذيلها
..
هنالك في بلاد الموت
في آسيا التي تتوالدُ الأساطيرُ في وديانها وعلى شفاهِ رهبانها
سوف ينتظرك الصبيان بحجارتهم،
والقنّاصون ببنادق الخرز،
فحظاً طيّباً يا لقالقُ!
ولو تيسَّرَ لكِ أن تسلمي من الموت مثلي
سيتركونَ على أجنحتِك أرقاماً عربيةً
أرقاماً مثلي ومثلك هاجرتْ هي الأخرى.





