صدر في في سيدني بأستراليا عدد تذكاري لنشاط الرابطة الأدبية والفكرية التي تبلورت في مشروع أفكار اغترابية يترأسه الشاعر والكاتب اللبناني الدكتور جميل ميلاد الدويهي، وهو مشروع يهدف إلى نشر الأدب الراقي شعرا ونثرا ونقدا من أستراليا بالشراكة مع جريدة “المستقبل” اللبنانية التي يترأسها جوزيف خوري، وكذا إقامة الأمسيات الأدبية والشعرية وحفلات توقيع الكتب الجديدة ومساعدة المبدعين على نشر إنتاجهم والتعريف به في لبنان والعالم العربي وفي أستراليا. وكان مشروع أفكار اغترابية قد أعلن جائزة الدكتور الدويهي للأدب الراقي وكرم خلالها في حفل ببيروت لفيفا من رواد الأدب في لبنان وأستراليا والجزائر هم: أبو شقرا، كلود- لبنان
أبي عبدالله، عبدالله – لبنان، أرناؤوط، غادة- كندا، أنطونيوس، جولييت – لبنان، د. توما، جان – لبنان، حاتم، ريتا قزي – أستراليا، حايك، أوجيني عبّود – الولايات المتحدة، الحسيني، أحمد – أستراليا، د. الحوراني، عصام – لبنان، رزق، طوني – أستراليا، زغيب، شربل- حراجل – لبنان، طرابلسي، جورج – لبنان، عريجي، روي – لبنان، القزي، كلادس – أستراليا، د. كرم، كلوفيس- الولايات المتحدة، مبارك، ميشلين – لبنان، مشارة، ابراهيم – الجزائر، يمين، أنطونيو – لبنان، يمين، محسن إدمون – لبنان، يوسف، توفيق – لبنان.
حيث كرم كل واحد منهم بميدالية وشهادة اعتراف، ويحتوي العدد التذكاري الذي صدر في مارس/آذار كلمة لفيف من أدباء وشعراء لبنان والجزائر؛ تتضمن الكلمة شعور المبدع بالتكريم وعن الدور الريادي الذي تضطلع به أفكار اغترابية، في نشر الأدب وفي إقامة جسر تواصل ثقافي وفني بين لبنان وأستراليا، وكذا نادي الشرق لحوار الحضارات الذي يسعى إلى توثيق عرى التثاقف والتواصل الحضاري القائم على التعددية والاعتراف بالآخر وثقافته، ولا غرو في ذلك فلبنان هو بلد التسامح والتضامن بين أبناء شعبه الذين ما زادتهم تعدديتهم الثقافية والمذهبية إلا تضامنا وتلاحما وانسجاما على مر التاريخ، حيث يسكن في حب الوطن روح كل لبناني ويظل يصدح في وجدان كل مغترب قول إيليا أبي ماضي:
لبنان لا تعذل بنيك إذا هم ** ركبوا إلى العلياء كل ســـفين
لم يهجروك ملالة لكنهم ** خلقوا لصيد اللؤلؤ المكنـون
لـما ولـدتهم نســــورا حلقوا ** لا يقنعون من العلا بالدون
الرابطة القلمية التي أسهها جبران وميخائيل نعيمة في نيويورك في بداية القرن، وكذا العصبة الأندلسية التي أسسها في أميركا الجنوبية لفيف من مبدعي لبنان كالقروي وصيدح وفرحات؛ سنتا سنة حميدة لكل شاعر ومفكر يرغب في لم الشمل والتواصل مع الوطن الأم فليس كالفن والفكر رسولا إلى القلب والعقل معا.
يذكر أن مشروع أفكار اغترابية أقام مؤخرا حفلا تكريميا للأدباء المكرمين الآنفي الذكر في بيروت بحضور ممثل عن وزير الثقافة الدكتور محمد داوود حيث حضر ممثلا عنه ميشيل معيكي، وكذا رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات فولا تنوري عبود ولفيف من مثقفي لبنان ورجاله ضمن أسبوع ثقافي صيفي بلبنان زار فيه وفد أفكار اغترابية لبنان، وأقام أمسيات شعرية وندوات فكرية في كل ربوع لبنان، واختتم الأسبوع بزيارة لبيت جبران خليل جبران في بشري.
يحرص كل مثقف لبناني ظاعن على التواصل مع الوطن الأم، وعلى مد جسور التوادّ والتعاون والتثاقف أسوة بالكبار من رواد الأدب المهجري الذين شطت بهم ديار الغربة عن الوطن كجبران ونعيمة وندرة حداد وشفيق وفوزي المعلوف وجورج صوايا، ورشيد سليم الخوري، وميشال مغربي وإلياس فرحات وجورج صيدح وغيرهم ولكن ظل الولاء للبنان وللعالم العربي قارا في وجدانهم.
إنا وإن تكن الشآم ديارنا ** فقلوبنا للعرب بالإجمالِ
نهوى العراق ورافديه وما عـلى ** أرض الجزيرة من حصى ورمال
بنا ومازلنا نشاطر أهلـها ** مر الأسى وحلاوة الآمال
(الشاعر المهجري إلياس فرحات).