مسقط – الناس نيوز :
نظمت “شبكة المصنعة الثقافية” في سلطنة عُمَان جلسة افتراضية بعنوان “المكتبات الوطنية .. الأهمية والتطلعات” شارك فيها ثلة من الأكاديميين والمختصين، لبحث أهمية ودور المكتبات الوطنية في البلدان.
وأكد الدكتور خلفان بن زهران الحجي أستاذ إدارة المعلومات المشارك في جامعة السلطان قابوس، ومدير المكتبة الرئيسية بالمركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس، أن المكتبة الوطنية تعتبر “أم المكتبات” لأنها تقوم بعدة أدوار إلى جانب دورها كمكتبة وطنية وكذلك مكتبة عامة ولها دور أكاديميي وهذا موجود في كثير من دول العالم .
وشدد الدكتور الحجي على الحاجة الماسة لسلطنة عُمان لإنشاء مكتبة وطنية
لأن المكتبة الوطنية تقوم بجمع الإنتاج الفكري للدول والحركة العلمية تمتد منذ القرن الهجري الأول حتى الآن دون انقطاع وهي ضخمة.
ولفت الحجي أن المكتبة الوطنية العمانية أنشئت بموجب المرسوم السلطاني 70 على 77 وهو قانون حماية المخطوطات العمانية وورد نصا في المادة الثانية “تنشأ بالوزارة مكتبة للمخطوطات والوثائق تسمى المكتبة الوطنية تقوم بدور جمع المخطوطات وفهرستها وتيسير سبل الإفادة منها والحفاظ على التراث العُماني وتبادر الفهارس مع باقي البلدان”.
وأكد الحجي أن المكتبات الوطنية تساهم في التميّز والريادة الفكرية والإشعاع الفكري على المجتمع والرقي إلى مصاف المكتبات الوطنية المتقدمة من خلال توفير مصادر وخدمات معلومات متميزة، وتعمل على تقديم مجموعة شاملة من مصادر المعلومات ذات الجودة العالية للتعليم الأكاديمي بإحدى مهامها، ومواصلة دعم الاحتياجات التعليمية والبحثية على المستوى المحلي والوطني من خلال جمع، وتنظيم وترتيب أوعية المعلومات وتسهيل عملية الوصول إليها.
بدوره أكد الدكتور صالح الزهيمي عضو مؤسس لجمعية “ذاكرة عُمان” على دور المكتبات الوطنية وأن غيابها أفقد السلطنة ذاكرتها والمصطلحات الخاصة بالمكان، لأن للمكتبات الوطنية دوراً في توثيق وتعريف بذاكرة الوطن والمواطن المرتبطة بالمكان والإنتاج الفكري.
وعرّج الدكتور نبهان الحراصي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بدوره على الموروث الثقافي العماني بجميع أشكاله وكيفية الحفاظ عليه فيما يتعلق وتناول “التاريخ” بدقة لأن “التاريخ العماني متداخل ومتشابك” فالمكتبة الوطنية تحفظ هذا التاريخ بمراحله المختلفة.
ولفتت الإعلامية سمية اليعقوبية خلال متابعة جريدة ” الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية للندوة إدارتها للجلسة إلى أهمية وجود أقسام مختلفة داخل المكتبات الوطنية كما في المكتبة الوطنية في جمهورية جورجيا التي تحتوي على قسم خاص بالرياضة لحفظ التراث الرياضي للبلاد ويمكن القياس على ذلك.
وأجمع المتحدثون أن لا أحد ينكر وجود مكتبات عامة في السلطنة، ولكنها ممولة من قبل مؤسسات غير وزارة التراث والثقافة مثل مكتبة تنمية نفط عُمان “الديوان حاليا” ومكتبة جامعة السلطان قابوس ذات الطابع الأكاديمي ومكتبة كلية العلوم الشرعية ذات الطابع الديني، إلا أنّ الحاجة إلى مكتبة وطنية شاملة أصبحت أمراً ملحاً، وليس من المنطق أن ينتظر القارئ العماني كل سنة معرضاً متنقلاً للكتاب لكي يشبع حاجته الثقافية! خاصة وأنّ الثورة المعرفية تطرح آلاف العناوين سنوياً والقارئ العماني لا يراها إلا خلال سنة.
هذا إذا استطاع المعرض تغطية جزء منها، وربما هناك مشاريع صغيرة الآن وقد تكبر مستقبلا تقوم بشراء الكتب إلكترونيا وإيصالها للجمهور الراغب في إنشاء مكتبته الخاصة مثل مكتبة “غريبين” و”معاصرون”، إلا أنّ دخل الفرد قد لا يسعف في تغطية الكم الهائل من الحاجة في مكتبته!! والذي عن طريق المكتبة الوطنية سوف يغطي هذه الفجوة المالية، وربما يمكن خصخصة المكتبة الوطنية لجعلها مكتبة دائمة بدلاً من انتظارها كل سنة في المعارض.