أكبر محطة شمسية في أستراليا تنتظر التراخيص الحكومية لبدء البناء

كانبيرا – الناس نيوز ::

يتحرّك مطورو أكبر محطة شمسية في أستراليا في كل الاتجاهات للحصول على الموافقة الحكومية للبدء ببناء المشروع الذي سيخدم، حال تنفيذه على الأرض، أهداف التحول الأخضر في الدولة القارة.

وبمجرد تطويرها والموافقة عليها، ستكون لدى المحطة المقترحة القدرة على خفض انبعاثات الكربون التشغيلية من عمليات عملاقة التعدين الأسترالية ريو تينتو (Rio Tinto) التي ستشتري كل الكهرباء المولّدة من المشروع، بواقع 1.8 مليون طن سنويًا.

وقالت ريو تينتو إن الاتفاق الجديد سيساعد الشركة على تحقيق هدفها المتمثل في خفض انبعاثات الكربون المباشرة وغير المباشرة إلى النصف بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

ومن المقرر البدء ببناء أكبر محطة شمسية في أستراليا خلال عام 2025 أو 2026، على أن يجري ربطها بالشبكة خلال المدة بين 2026 و2027، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مشروع رهن الإشارة
يتطلّع مشروع أبر كاليوب (Upper Calliope) للطاقة الشمسية، الذي سيكون أكبر محطة شمسية في أستراليا -حال بنائه- للحصول على موافقة رسمية بموجب قانون حماية البيئة والمحافظة على التنوع الحيوي إي بي بي سي (EPBC) الذي أقرّته الحكومة الفيدرالية في عام 1999، وفق ما أورده موقع الشركة المطورة للمشروع يوروبيان إنرجي (European Energy).

و”إي بي بي سي” هو قانون البرلمان الأسترالي الذي يوفر إطارًا لحماية البيئة الأسترالية، بما في ذلك تنوعها الحيوي وأماكنها الطبيعية.

وتُعد أكبر محطة شمسية في أستراليا البالغة سعتها 1100 ميغاواط أحد مشروعين عملاقين في مجال الطاقة الشمسية تعاقدت عليهما رائدة شركة ريو تينتو للمساعدة على تشغيل المصاهر والمصافي الضخمة التي تشغلها في ولاية كوينزلاند شمال شرق أستراليا.

وتعمل المصاهر والمصافي -الآن- بالكهرباء المولدة بالفحم، أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة، علمًا بأن تلك المنشآت هي أكبر مستهلك للكهرباء في الولاية.

اتفاقيات شراء الكهرباء
في يونيو/حزيران (2022)، طلبت ريو تينتو مقترحات لتطوير مشروعات في طاقة الشمس والرياح بولاية كوينزلاند لتشغيل 3 من مشروعات الألومنيوم التابعة لها بحلول عام 2030.

وفي 24 يناير/كانون الثاني (2024) أعلنت الشركة صفقة لشراء الكهرباء من أكبر محطة شمسية في أستراليا في إطار خططها لجعل عملياتها بقطاع الألومنيوم على الساحل الشرقي للبلاد صديقة للبيئة وخفض انبعاثاتها المباشرة وغير المباشرة بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

وتشتمل اتفاقيات الشراء البالغ قوامها 25 عامًا والموقعة بوساطة ريو تينتو -كذلك- على مشروع محطةرياح بونغابان (Bungaban) الذي تطوره شركة ويندلاب (Windlab)، وهي الأكبر من نوعها في عموم أستراليا.

ويتطلع مشروع رياح بونغابان -كذلك- الواقع قرابة بلدة واندون بمنطقة داونز الغربية، للحصول على موافقة بموجب قانون “إي بي بي سي”.

أهداف طموحة
يقع موقع مشروع أكبر محطة شمسية في أستراليا التي تطورها -الآن- شركة يوروبيان إنرجي، على بُعْد 50 كيلومترًا غرب مدينة غلادستون شمال كوينزلاند، وينتشر على 12 قطعة أرض ومحميات طرق و8000 هكتار.

(الهكتار هي وحدة مساحة تستعمل = 10,000 متر مربع).

ويتدفق نهر كاليوب عبر منطقة المشروع التي تحوي، في الغالب، أراضي زراعية خالية من الأشجار، وسيُخصص ثُلث الموقع لمشروع الطاقة الشمسية المذكور، في حين سيكون الثُلثان الباقيان مناسبين لأنشطة الرعي، بحسب ما ورد في بيان منشور على الموقع الإلكتروني للمشروع، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف البيان: “أبرمت ريو تينتو عقدًا لشراء كل الكهرباء المولدة من مشروع أكبر محطة شمسية في أستراليا لتشغيل أصولها الرئيسة الـ3 في المنطقة – مصهر الألومنيوم في جزيرة بوين، ومصفاة يارون للألومينا، ومصفاة كوينزلاند للألومينا”.

وتابع: “سيسهم المشروع في تحقيق مستهدف ريو تينتو المتمثل في تأمين 4 غيغاواط من الطاقة الكهربائية المولدة بطاقة الشمس والرياح؛ ما سيسهم في إتاحة الكهرباء النظيفة للعمليات الـ3 التي تعتمد -حاليًا- على الفحم بصفته مصدرًا للطاقة.

كما فتحت شركة ريو تينتو مناقصة للحصول على كمية مماثلة من الكهرباء المولدة بطاقة الشمس والرياح للمساعدة في تشغيل مصهر الألومنيوم توماغو (Tomago) في ولاية نيو ساوث ويلز.

وتسعى الشركة -كذلك- إلى الحصول على ما يقرب من 1 غيغاواط من طاقة الشمس والرياح لتشغيل مناجم خام الحديد العملاقة في منطقة بلبرا الواقعة شمال ولاية أستراليا الغربية.

تفاصيل إضافية
قالت شركة يوروبيان إنرجي إن التصميم التفصيلي وسعة توليد الكهرباء لمشروع أكبر محطة شمسية في أستراليا لم يجر الانتهاء منه بعد في تلك المرحلة، بما في ذلك عدد الوحدات والمحولات، مشيرةً إلى أنه من المرجح أن يحتوي المشروع على 4 وحدات تجميع فرعية.

ولم تلتزم الشركة حتى الآن بتوفير أي بطاريات لتخزين الكهرباء في الموقع، ولكن إذا فعلت ذلك؛ فمن المرجح أن تضعها بجوار محطات التجميع الفرعية، ولن تكون لها آثار بيئية كبيرة.

ووفقًا لبيانات هيئة تنظيم الطاقة النظيفة، تعد شركة ريو تينتو عاشر أكبر مصدر للانبعاثات في أستراليا، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي عام 2022، أبلغت الشركة عن انبعاثات مباشرة وغير مباشرة لامست 30.3 مليون طن مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون، جاء قرابة ثلثيها من قسم الألومنيوم التابع لها.

وحاولت الشركة، على مدار سنوات من العقد الماضي، بيع هذا القسم المتقادم، قبل أن تفكر في غلقه، تحت قيادة رئيسها السابق جان سيباستيان جاك.