سيدني – الناس نيوز ::
تشهد أستراليا بدء بناء أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز “أونغالا”، في مواصلة من الدولة الاتجاه بخطى واثقة نحو خطة رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 82% بحلول عام 2030، وبلوغ الهدف الأكبر “الحياد الكربوني” بحلول عام 2050.
وتؤدي شركة سكوادرون إنرجي (Squadron Energy)، دورًا بارزًا في تحقيق هذا الهدف من خلال مشروعاتها العملاقة، مثل مشروع بناء مزرعة الرياح الأكبر في ولاية نيو ساوث ويلز، الذي تم على أثره عقد صفقة توريد توربينات ضخمة، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشرعت شركة سكوادرون إنرجي في بناء مزرعة “أونغالا”، في الوقت الذي استغل فيه مالك الشركة الملياردير أندرو فورست، هذه المناسبة لإعلان صفقة توريد توربينات مع شركة جي إي فيرنوفا (GE Vernova)، إحدى شركات جنرال إلكتريك الأميركية، ولتأكيد خططه لتطوير مشروعات بقدرة 14 غيغاواط من المشروعات في جميع أنحاء أستراليا.
وبمجرد اكتمال مشروع أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز -بطاقة 414 ميغاواط، والواقعة بالقرب من مدينة ويلينغتون- ستكون الأكبر في الولاية، حتى الانتهاء من مشروع يانكو دلتا الضخم بطاقة 1.5 غيغاواط.
وتُعد أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز نتاجًا للمناخ الجيد، الذي يُوصف بأنه أحد أهم عوامل اهتمام الشركات المحلية والأجنبية ببناء مزارع الرياح في أستراليا، إذ تندفع الرياح في أغلب ولايات البلاد الجنوبية والشمالية والغربية.
تفاصيل المشروع
بدأت شركة سكوادرون إنرجي بناء أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز، بعد فوزها بمناقصة حكومة الولاية بقيمة 4.2 مليار دولار، التي أُعلنت نتائجها في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2023.
كما تأتي المزرعة مع اتفاقية شراء مسبقة مع شركة سنوي هايدرو، واتصال معتمد بالشبكة الكهربائية، بحسب موقع رينيو إكونومي (Renew Economy) المحلي.
وتقول سكوادرون، إن هذا يجعلها الشركة الوحيدة التي تصل إلى الإغلاق المالي على مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز، وأيضًا الشركة الوحيدة التي تفتتح مزرعة رياح كبيرة متصلة بالشبكة في عام 2023.
ووعد عملاق التعدين الأسترالي أندرو فورست، بتقديم حزمة مشروعات لتطوير الطاقة المتجددة والتخزين بطاقة 14 غيغاواط، بما يعادل ثلث إجمالي الطاقة المتجددة المطلوبة لأستراليا لتحقيق هدف عام 2030، وهو ما شدّد فورست على الالتزام به في حفل تدشين أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز.
طاقة الشمس والرياح في أسترالياتحالف إستراتيجي أخضر
في إطار هذا الالتزام، وقّعت سكوادرون اتفاقية تحالف إستراتيجي أخضر مع شركة جي إي فيرنوفا “GE Vernova” بقيمة 2.75 مليار دولار، وبموجب الصفقة ستكون الشركة مسؤولة عن توربينات الرياح، التي سيجري تزويد “أونغالا” -أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز- بها، على أن تكون بقوة 6 ميغاواط.
كما قررت الشركة تزويد المشروعين القادمين لسكوادرون في نيو ساوث ويلز -مزرعتي الرياح سبايسرز كريك، وجيريمياه- بتوربينات الرياح.
وقال فورست: “هذا إعلان ضخم من شركة أسترالية كبرى توفّر الطاقة المتجددة التي تحتاج إليها أستراليا بصورة عاجلة”.
وأضاف: “انتهى وقت الكلام، نحن نستثمر الآن في التحول إلى الطاقة الخضراء في أستراليا، وخلق فرص عمل وتنمية اقتصادية إقليميًا”.
وأكد فورست -الذي انتقد سابقًا أستراليا لعدم سيرها على درب الولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسات خفض التضخم- قائلًا: “لن نعتمد بعد الآن على الوقود الغالي والمتقلب الذي يؤدي إلى تلويث الكوكب، سنحصل على طاقة آمنة ورخيصة من صناعة جديدة ضخمة لأستراليا”.
مستقبل الطاقة المتجددة
تحدّث رئيس قسم طاقة الرياح في شركة جي إي فيرنوفا، فيك أباتي، عن العصر الحالي بوصفه “عصرًا مليئًا بالفرص والتحديات في مجال الطاقة النظيفة”، مشيرًا إلى قانون خفض التضخم الذي شجع على استثمارات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة.
ويضيف أباتي قائلًا: “نحن هنا أمام مثال رائع على التعاون الدولي، إذ تعمل أستراليا على الاستعانة بالتكنولوجيا اللازمة من شركة جي إي فيرنوفا، والإسهام في تحسين مستقبل الطاقة فيما يتعلق بالموثوقية والتكلفة والاستدامة”.
مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز
أحد مشروعات طاقة الرياح في أستراليا – مصدر الصورة “squadron energy”
ويرى أباتي أن أستراليا تؤدّي دورًا حاسمًا في سلسلة التوريد العالمية لقطاع الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أهمية معالجة مشكلات سلسلة التوريد في هذا القطاع، خاصة في معاناة العديد من المصنعين صعوبة تلبية الطلب المتزايد.
وقال أباتي: “يُعد هذا التحالف مثالًا رئيسًا، إذ تعمل أستراليا على تأمين الوصول إلى القاعدة التكنولوجية لشركة جي إي فيرنوفا، وتسريع المسار نحو طاقة أكثر موثوقية وبأسعار معقولة ومستدامة”.
فوائد اقتصادية واجتماعية
يكشف مشروع أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز ومشروعات الطاقة المتجددة الأخرى، عن أهمية انتقال الطاقة وتحسين شبكات الكهرباء في أستراليا، وتعكس التزام الحكومة والشركات في مواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
وحول أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز، أكدت الشركة دورها الاجتماعي من خلال تقديم فرص عمل إلى المناطق الريفية، بتوفير أكثر من 260 فرصة للولاية، بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية للمشروع الذي سيضخ نحو 41 مليون دولار في الاقتصاد المحلي.
وبمجرد تشغيل المشروع بكامل طاقته، ستمنع أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز إطلاق أكثر من 560 ألف طن سنويًا من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، ما يقدم دورًا مهمًا في معالجة تغير المناخ.
من جانبه، رحّب وزير الطاقة الفيدرالي كريس بوين ببناء أكبر مزرعة رياح في ولاية نيو ساوث ويلز، قائلًا: “هذه المشروعات دليل آخر على أن مستثمري الطاقة المتجددة يواصلون عملهم، ويستفيدون من إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة في أستراليا”.