كانبيرا – الناس نيوز ::
ما يزال مصير أكبر مشروع للطاقة الشمسية في أستراليا مجهولًا، بعد أن تخلفت شركة فورتسكيو ميتالز الأسترالية (Fortescue Metals) عن إتمام اتفاق مالي لمشروع الهيدروجين الأخضر الرئيس.
ووفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، كان من المفترض أن تتوصل الشركة المملوكة للملياردير أندرو فورست إلى اتفاق مالي بشأن مصنع الهيدروجين الأخضر في جزيرة جيبسون بولاية كوينزلاند، وهو قرار تأجَّل 3 مرات حتى الآن.
ويُعدّ مشروع الهيدروجين الأخضر أمرًا أساسيًا لمستقبل مشروع مزرعة الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات “بولي كريك” بقدرة 2 غيغاواط في ولاية كوينزلاند، الذي اقترحته شركة جينيكس باور الأسترالية (Genex Power).
إذ وقّعت جينيكس، في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتفاقية شراء الكهرباء لمدة 25 عامًا مع فورتسكيو، للحصول على 337.5 ميغاواط من المرحلة الأولى من مزرعة الطاقة الشمسية.
يجري تطوير مزرعة الطاقة الشمسية “بولي كريك” بوساطة جينيكس، بالشراكة مع شركة تطوير الطاقة الكهربائية اليابانية جاي باور (J-POWER)، مع شركة سولار تشويس (Solar Choice) مطورًا مشاركًا.
شروط اتفاقية شراء الكهرباء
أوضحت شركة جينيكس باور -في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- أن شروط اتفاقية شراء الكهرباء تضمنت الإغلاق المالي لمزرعة الطاقة الشمسية بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2024.
كما تضمنت شرطًا مسبقًا للمشتري، لكي تتمكن شركة فورتسكيو من التوصل إلى قرار استثمار نهائي فيما يتعلق بمشروع الهيدروجين الأخضر في جزيرة جيبسون بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبعد التمديد الأولي لهذه التواريخ في ديسمبر/كانون الأول 2023 وفبراير/شباط 2024، مُدِّدَت لاحقًا حتى 30 أبريل/نيسان 2025 و31 مارس/آذار 2024 على التوالي.
أكدت جينيكس باور أن شركة فورتسكيو لم تستوفِ بعد الشروط المسبقة لأكبر مشروع للطاقة الشمسية في أستراليا “بولي كريك” في ولاية كوينزلاند.
وقالت: “تواصل جينيكس دعم فرتسكيو حسب الحاجة، إذ تعمل على تلبية شرط المشتري المسبق في أقرب وقت ممكن”.
ويُعتقد أن عدم الالتزام بالموعد النهائي الخاص بمشروع الهيدروجين الأخضر في جزيرة جيبسون، يتركز حول المخاوف بشأن تكاليف جهاز التحليل الكهربائي والتحدي اللوجستي للمصنع بالقرب من بريسبان، وفق ما نقلته منصة “رينيو إيكونومي” (Renew Economy).
وقالت فورتسكيو: “إننا نحرز تقدمًا في مشروع جزيرة جيبسون، ولكن أمامنا المزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به.. نحن نتعامل مع هذا المشروع بالانضباط المالي نفسه الذي أظهرته فورتسكيو لمدة 20 عامًا”.
عززت اتفاقية شراء الكهرباء بين جينيكس وفورتسكيو القدرة الأولية لأكبر مشروع للطاقة الشمسية في أستراليا إلى 450 ميغاواط.
وهو الأمر الذي شجع شركة جينيكس على محاولة تعزيز القدرة الأولية للمشروع إلى 775 ميغاواط من خلال تأمين اتفاقيات شراء الكهرباء الأخرى، ما من شأنه أن يجعلها أكبر مشروع للطاقة الشمسية متصل بالشبكة في أستراليا.
وقالت شركة جينيكس -في بيانها الصادر اليوم الثلاثاء (2 أبريل/نيسان 2024)-، إنه بينما ما تزال اتفاقية شراء الكهرباء سارية، فإن حصة فورتسكيو من المشروع لم تعد مغلقة الآن، وإنها تُجري مفاوضات مع متعهدين محتملين آخرين لمزرعة الطاقة الشمسية بولي كريك.
وأوضحت أنها “تواصل المناقشات مع أطراف خارجية للحصول على مزيد من الطاقة الشمسية، ما سيسمح بزيادة القدرة الأولية للمشروع إلى ما يصل إلى 775 ميغاواط”.
وأضافت: “يجب تأكيد حجم مشروع الطاقة الشمسية بولي كريك بحلول منتصف عام 2024، ما سيدعم هدف اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لمشروع المرحلة الأولى في النصف الثاني من عام 2024”.
أزمة مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا
إن حجم مشروع جزيرة جيبسون الذي تحاول شركة فورتسكيو تنفيذه هو مشروع طموح، إذ يحتوي على منشأة للتحليل الكهربائي للهيدروجين الأخضر بقدرة 550 ميغاواط.
ويحتاج المشروع إلى الكثير من الكهرباء منخفضة التكلفة للغاية، إذ ستوفر صفقة جينكس جزءًا فقط من احتياجاته.
لذلك، تحتاج شركة فورتسكيو إلى تأمين المزيد من الطاقة الخضراء لموقع مليء بالتحديات، والذي يقع في جزء مركزي من بريسبان، أو الحصول على مساعدة حكومية لمساعدة تمويل تكلفة الطاقة.
في يناير/كانون الثاني 2024، ألمح رئيس شركة فورتسكيو للطاقة الخضراء، مارك هاتشينسون، إلى مشكلة الطاقة، قائلًا، إنها “الجزء الأكثر أهمية في المعادلة”، وإن الشركة الأسترالية بحاجة إلى تقييم الجوانب الاقتصادية.
وقال، إن هذا هو السبب وراء قيام الشركة أيضًا بمتابعة مشروعات الهيدروجين الأخضر في البرازيل وناميبيا والمغرب، حيث تكون تكاليف الطاقة أقل مما هي عليه في أستراليا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
صفقة استحواذ مرتقبة
في الوقت نفسه، اتفقت جينيكس وجاي باور على تمديد مدّة التفرد لعملية الاستحواذ المقترحة بقيمة 380 مليون دولار من قبل شركة الطاقة اليابانية حتى 8 أبريل/نيسان 2024.
(مدّة التفرد هي إطار زمني محدد وافق عليه الأطراف المشاركة في عقد، إذ يتمتع خلالها الطرف الآخر بالحق الحصري في مراجعة واتخاذ قرار بشأن المضي قدمًا في المشروع أم لا، دون أن ينخرط الطرف الأول مع أطراف أخرى فيما يتعلق بالمشروع نفسه).
وأعادت جاي باور -التي تمتلك بالفعل حصة تبلغ 7.72% في شركة جينيكس- تأكيد عرض الاستحواذ الإرشادي الخاص بها، وأكدت أيضًا أنها أكملت العناية الواجبة بشأن جينيكس.