أكثر من ثروات بلدان… الأسطورة وارن بافيت يقود ثروة تتجاوز تريليون دولار

نيويورك وكالات – الناس نيوز ::

وارن بافيت يقود بيركشاير هاثاواي إلى تجاوز عتبة تريليون دولار في سن 94 عاما ، ثروة تفوق ثروات بلدان في الشرق والغرب ، ولا يزال هناك من يقول إن اميركا تعيش على ثروات الشعوب !؟ أي غباء اقتصادي هذا !؟ أي جهل بعالم العمل ولغة الأرقام!؟

يحتفل اليوم الملياردير الأميركي، وارن بافيت، بعيد ميلاده الرابع والتسعين، في حين يواصل قيادة شركته بيركشاير هاثاواي نحو مزيد من النجاحات والنمو ليستكمل ما بناه منذ عقود.

وتحت قيادته، وصلت الشركة إلى أعلى قيمة سوقية لها على الإطلاق، ما يعكس نموها ونجاحها الهائلين.

وعلى الرغم من تقدمه في السن، فقد ساعد نفوذ بافيت وفطنته التجارية، المجموعة الاستثمارية على تحقيق قيمة سوقية غير مسبوقة، ما يمثل إنجازًا كبيرًا.

الطريق إلى تريليون دولار

هذا الأسبوع، حققت شركة بيركشاير هاثاواي إنجازًا مهمًا حيث أصبحت أول شركة أميركية خارج قطاع التكنولوجيا تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار، وهو أمر نادر يرتبط عادة بشركات التكنولوجيا الكبرى. 

بالإضافة إلى ذلك، وصل سعر سهم بيركشاير هاثاواي من الفئة (أ) إلى أعلى مستوى تاريخي، متجاوزًا 700 ألف دولار للسهم لأول مرة. 

ويرى المستثمر المشهور وصديق بافيت، هوارد ماركس، أن نجاح بافيت المستمر في قيادة بيركشاير هاثاواي إلى مستويات غير مسبوقة يرجع إلى ثلاثة عوامل رئيسية، بما في ذلك براعته الاستثمارية التي لا مثيل لها، وقدرته على التكيف والابتكار، ونهجه المنضبط في الإدارة واتخاذ القرار. 

ويؤكد ماركس المؤسس المشارك والرئيس المشارك لشركة أوك تري كابيتال مانجمنت، أن نجاح بافيت مع بيركشاير هاثاواي هو نتيجة لاستراتيجية مصممة بعناية جرى تنفيذها بانضباط ملحوظ وثبات وبصيرة فريدة على مدى سبعة عقود. 

ووفق ماركس، ورغم أن الانضباط والثبات أمران حاسمان للنجاح فإنهما وحدهما لا يكفيان، إذ يرى أن لدى بافيت قدرة استثنائية على رؤية الفرص وفهم ديناميكيات السوق، ما يميزه حقًا باعتباره أعظم مستثمر في التاريخ. 

ويوضح ماركس أنه بدون هذه الرؤية النادرة والقيمة، لما كانت إنجازات بافيت الاستثنائية ممكنة.

كما أشاد بسجل بافيت الاستثماري المميز من خلال تأكيد الدور المهم الذي أداه تراكم الخبرات في نجاحه، مشيرًا إلى أن الملياردير عمل بلا انقطاع ولم يحصل على إجازة مطلقًا، وكان ذلك عاملًا رئيسيًا في نجاحه على المدى الطويل.

في ستينيات القرن العشرين، في سوق الأوراق المالية المزدهرة والسريعة النمو، استغل بافيت شراكة استثمارية تمكن عن طريقها من الاستحواذ على شركة بيركشاير هاثاواي التي كانت آنذاك شركة نسيج متعثرة في نيو إنغلاند. 

وعلى مدى عقود، حوّل بافيت شركة بيركشاير هاثاواي إلى كيان مختلف تمامًا.

واليوم، تدير الشركة مجموعة متنوعة من الشركات، بما في ذلك شركة جيكو للتأمين وشركة بي إن إس إف للسكك الحديدية، ما يعكس توسعها إلى ما هو أبعد من جذورها النسيجية الأصلية. 

بالإضافة إلى ذلك، تملك الشركة محفظة أسهم تُقدر قيمتها بأكثر من 300 مليار دولار، وتحتفظ باحتياطي نقدي كبير يبلغ 277 مليار دولار.

صائد الفرص

على مدى عقود، انبهرت أجيال من المستثمرين باستراتيجيات الاستثمار الذكية التي تبناها بافيت، وسعوا في كثير من الأحيان إلى محاكاة أساليبه.

وقد جسد استثماره في شركة كوكاكولا في أواخر الثمانينيات نهجه في الاستثمار الصبور القائم على القيمة في الشركات ذات العلامات التجارية القوية والدائمة والمزايا التنافسية. 

وخلال الأزمة المالية عام 2008، أظهر بافيت غرائزه الانتهازية من خلال ضخ استثمار حاسم في غولدمان ساكس، ما أظهر قدرته على الاستفادة من الفرص خلال اضطرابات السوق. 

وحديثًا، أبرز استثماره الكبير في شركة أبل قدرته على التكيف، فقد طبّق بنجاح مبادئ الاستثمار القائم على القيمة على شركة تكنولوجيا حديثة، ما يعكس مرونته في التطور مع العصر.

في وقت سابق من هذا الشهر، تصدر بافيت عناوين الأخبار عندما كشف عن بيع نصف حصته الكبيرة في شركة أبل، وهو ما يمثل تحولًا ملحوظًا في استراتيجيته الاستثمارية ويلفت الانتباه إلى ما كان تجارة مربحة للغاية. 

وعلى الرغم من أن أبل تعتبر سهمًا للنمو، فقد أكد بافيت باستمرار أن كل الاستثمارات تدور بالأساس حول مبادئ الاستثمار القائم على القيمة. 

ويرى عراف أوماها أن الاستثمار ينطوي في البداية على وضع الأموال على أمل الحصول على عائد أكبر في المستقبل، وهو ما يعكس اعتقاده الأساسي بأن مبادئ الاستثمار القائم على القيمة تنطبق عالميًا على أنواع مختلفة من الأسهم.

وعلى مدى عقود من النجاح المستمر، بنى وارن بافيت سجلًا استثماريًا غير عادي، إذ حقق سهم بيركشاير هاثاواي مكسبًا سنويًا بنسبة 19.8% من 1965 إلى 2023، متفوقًا بقدر كبير على عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 البالغ 10.2% خلال الفترة نفسها. 

بدأ بافيت الذي لا يزال يشغل منصب رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي في سن 94 عامًا، في نقل المسؤوليات إلى نائب رئيس العمليات غير التأمينية في بيركشاير وخليفة بافيت المعين، غريغ أبيل. 

وعلى الرغم من استمراره في شغل المناصب العليا، فقد فوض بافيت العديد من مسؤولياته إلى أبيل الذي شارك بنشاط في إدارة العمليات المتنوعة للشركة.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن بافيت أن أبيل البالغ 62 عامًا سيتولى جميع قرارات الاستثمار عندما لم يعد بافيت قادرًا على القيادة، ما يضمن استمرارًا سلسًا للتوجه الاستراتيجي للشركة ونهج الاستثمار.