الحسكة ( شمال شرق سورية ) – الناس نيوز :
سليمان الخالدي – عمان – رويترز- توصلت قوات يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة إلى اتفاق مع ( جيش النظام ) يوم الثلاثاء لإنهاء حصار استمر قرابة ثلاثة أسابيع للأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في مدينتين يسيطر عليهما الأكراد في شمال شرق البلاد، وذلك حسبما أفاد مسؤولون من الجانبين.
وذكرت وسائل إعلام النظام أنه تم فتح الشوارع المؤدية إلى وسط مدينة الحسكة في منطقة أمنية خاضعة لسيطرة سلطات النظام كما أزالت قوات سوريا الديمقراطية الحواجز التي أقيمت خلال الحصار الذي استمر 20 يوما. وقوات سوريا الديمقراطية هي مجموعة من الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال مسؤول سوري وأحد السكان إنه تم السماح للشاحنات التي تنقل السلع والقمح والوقود بالدخول إلى اثنين من الأحياء في مدينة القامشلي بعد أن فرضت القوات التي يقودها الأكراد قيودا على دخول السلع إليها على مدى أيام.
وقال محافظ الحسكة ( لواء من الاستخبارات والحرس الرئاسي ) غسان خليل للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) “هناك إجراءات بدأت لفك الحصار الذي تفرضه الميليشيات على مركز مدينة مدينة الحسكة حيث تم البدء بفك الحصار عن بعض المناطق في مدينة القامشلي ونأمل أن يستمر رفع الحصار عن مدينة الحسكة وباقي مناطق القامشلي”.
وتخضع معظم أحياء أكبر مدينتين في شمال شرق سوريا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ أن سلمت القوات السورية السيطرة للأكراد في السنوات الأولى من الصراع المستمر منذ نحو عشر سنوات للتفرغ لقتال المسلحين الذين يسعون للإطاحة ببشار الأسد.
وبعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة من السيطرة في السنوات الأخيرة على جزء كبير من شمال شرق سوريا حيث يوجد معظم إنتاج البلاد من النفط والقمح والقطن والخضروات .
وجاء اتفاق اليوم بوساطة روسية بهدف نزع فتيل التوتر المتصاعد منذ أسابيع في ظل احتجاجات يومية ضد الإدارة التي يقودها الأكراد وبعض الاشتباكات الدامية التي ألقي باللوم فيها على قوات سوريا الديمقراطية التي فتحت النار على متظاهرين مؤيدين للأسد حسبما أفاد سكان ومسؤولون سوريون ومصدر من قوات سوريا الديمقراطية.
واتهمت الإدارة التي يقودها الأكراد دمشق بتحريض زعماء القبائل ( العربية السنية ) في محافظة الحسكة ذات الأغلبية العربية على التمرد على حكمهم.
وكان هناك تحالف ضمني ( ومعلن احيانا ) بين وحدات حماية الشعب الكردية والسلطات السورية على مدى سنوات حيث توجد بينهما روابط نفطية وتجارية مربحة.
وتواصل الحكومة السورية إدارة مطار القامشلي وتدفع الرواتب للموظفين.
لكن الأسد اتهم في الأشهر الأخيرة وحدات حماية الشعب الكردية، التابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، بالخيانة ومساعدة واشنطن في وضع يدها على إنتاج النفط والقمح في البلاد.
من جهتها تتهم وحدات حماية الشعب دمشق بالسعي لإعادة المناطق التي تسيطر عليها إلى سنوات القمع التي شهدت تمييزا ضد الأقلية الكردية في ظل حكم الحزب الواحد الذي يتبنى القومية العربية.
فضلا عن كل ما تقدم فإن المنطقة هناك فيها تواجد عسكري إيراني وروسي وتركي واميركي.