سيدني – الناس نيوز ::
أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن “أستراليا باتت قادرة على تصنيع وحدات الطاقة الشمسية الأكثر كفاءة في العالم”.
كلام رئيس الوزراء جاء خلال زيارته لشركة SunDrive الأسترالية الرائدة عالميا في هذا القطاع.
وأضاف الرئيس “سوف نجعل الطاقة الشمسية الأنظف والأرخص تكلفة في متناول الجميع – مع تأمين فرص العمل في معاملنا المتخصصة”.
وتشهد سوق الكهرباء في أستراليا نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، مع زيادة التقدم نحو الطاقة المتجددة وتنافس المقاطعات المحلية على تركيبات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى جانب خفض الاعتماد على الفحم.
كما وتشهد سوق الكهرباء الوطنية في البلاد (NEM)، التي تربط بين أسواق الكهرباء في ولايات كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وفيكتوريا وتسمانيا وجنوب أستراليا، أعلى تقلبات في الأسعار اليومية مقارنة بأي نظام في جميع أنحاء العالم، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة “ريستاد إنرجي”.
وتتسع فروق الأسعار المحلية في سوق الكهرباء الأسترالية، ولا سيما في ولايتي كوينزلاند وجنوب أستراليا التي سجّلت أوسع الفروق السعرية بين جميع الأسواق.
واعتمدت ريستاد إنرجي في قياس تقلبات أسعار الكهرباء المحلية في أستراليا والعالم على متوسط الانتشار خلال اليوم لمدة ساعة واحدة على مدار عام كامل، وحساب الفرق بين السعرين الأعلى والأدنى خلال هذه الساعة.
ويعود تقلب سوق الكهرباء في أستراليا إلى اضطرابات كبيرة بالإمدادات، بسبب الانقطاعات غير المخطط لها في محطات توليد الكهرباء بالفحم أو مشكلات خطوط النقل الناجمة عن الكوارث الطبيعية مثل أعاصير الرياح وحرائق الغابات التي أصبحت أكثر تدميرًا في السنوات الأخيرة.
كما تعود التقلبات الشديدة في الأسعار إلى زيادة معدل اختراق الطاقة الشمسية لشبكات الكهرباء المحلية، وما ينتج عنها من تقلبات في الإمدادات على حسب ظروف الطقس المتقلبة ليلًا ونهارًا.
وعادة ما يزداد توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية نهارًا مع سطوع الشمس؛ ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار النهارية، بينما ينخفض التوليد ليلًا، ويتم تعويضه عبر المحطات العاملة بالغاز ذي الأسعار المرتفعة؛ ما يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار الليلية، ويفاقم تحديات استقرار سوق الكهرباء في أستراليا.
وتحتاج أستراليا إلى تعزيز سعة تخزين الكهرباء لمعالجة هذه التقلبات التي يُتوقع زيادة حدتها في المستقبل مع نمو مشروعات الطاقة الشمسية وزيادة الطلب المحلي على الكهرباء.
وتقدر شركة الأبحاث ريستاد إنرجي، احتياج أستراليا لزيادة سعة تخزين الكهرباء إلى 46 غيغاواط أو 640 غيغاواط/ساعة لتحقيق التوازن في السوق بحلول عام 2050، وهي زيادة ضخمة جدًا مقارنة بسعة التخزين الحالية التي لا تتجاوز 2.8 غيغاواط على مستوى البلاد.
وتشمل هذه التقديرات أنظمة البطاريات العاملة بالضخ المائي عبر تبادل المياه بين خزانات علوية وسفلية، إلى جانب أنظمة بطاريات التخزين على نطاق المرافق بسوق الكهرباء في أستراليا.
وتخطط ولاية كوينزلاند الأسترالية للتوسع في مشروعات تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ بحلول عام 2035، باستثمارات مقدرة تصل إلى 62 مليار دولار.
وليس أمام أستراليا سوى زيادة الاستثمار في تعزيز البنية التحتية لنقل الكهرباء وحلول التخزين للتخفيف من تأثير هذه التقلبات؛ ما قد يمنح البلاد سوقًا أكثر استقرارًا وذات أسعار معقولة لجميع الأستراليين، بحسب كبير المحللين في ريستاد إنرجي ديفيد ديكسون.
وشهدت سوق الكهرباء في أستراليا (NEM) نموًا كبيرًا في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة خلال شهر سبتمبر/أيلول من عام 2023، بقيادة الطاقة الشمسية.
وبلغ إجمالي إنتاج الطاقة المتجددة 7 تيراواط/ساعة، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بزيادة 13% عن المدة نفسها من العام الماضي (2022).
واستحوذت الطاقة الشمسية على معظم هذه الزيادة، مع إضافة 1 تيراواط/ساعة أكثر مما كانت عليه خلال سبتمبر/أيلول 2022، بينما ظل توليد طاقة الرياح ثابتًا على أساس سنوي، مع انخفاض طفيف في توليد الطاقة الكهرومائية، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وتصدّرت ولاية نيو ساوث ويلز قائمة أكبر المنتجين للطاقة الشمسية على نطاق المرافق في أستراليا، مع زيادة إنتاجها إلى 0.65 تيراواط/ساعة.
وارتفع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أستراليا على نطاق المرافق بنسبة 41% على أساس سنوي خلال شهر سبتمبر/أيلول 2023، ليصل إلى 1.33 تيراواط/ساعة.
وعادةً ما يقل توليد الكهرباء من الفحم في أغلب الولايات الأسترالية خلال فصل الربيع، بسبب الطقس المعتدل الذي يؤدي إلى انخفاض الطلب وزيادة إنتاج الطاقة الشمسية، ما يؤدي إلى زيادة في المعروض من مصادر الطاقة المتجددة الأرخص.