واشنطن – الناس نيوز ::
ستزور وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الصين قريباً، بعد مناقشات “بنّاءة” مع نظيرها الصيني الأربعاء، حسبما أعلنت واشنطن في الوقت الذي يسعى فيه البلدان إلى تعزيز العلاقات بينهما وتقليل التوترات.
وقالت وزارة الخزانة في بيان إنّ اللقاء المباشر الأول بين يلين ونائب رئيس مجلس الدولة ليو هي، الذي عُقد في زوريخ، كان “صريحاً وموضوعياً وبنّاءً”.
وأضاف البيان أنّ “كلا الجانبين اتفقا على أنه من المهم للاقتصاد العالمي، زيادة تعزيز التواصل بشأن قضايا الاقتصاد الكلّي والقضايا المالية”، كما اتفقا على “تعزيز التعاون في تمويل (قضايا) المناخ”.
وتابعت وزارة الخزانة الأميركية أن بعد “التبادل الصريح لوجهات النظر”، فإنّ يلين “تتطلّع قدماً للسفر إلى الصين ولاستقبال نظرائها في الولايات المتحدة في المستقبل القريب”.
كما أشاد الجانب الصيني بالاجتماع، فقد وصفت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) المحادثات بأنها “بنّاءة”، والنقاشات بين ليو ويلين بأنها “متعمقة وصريحة وعملية”.
وذكرت أن ليو قال إن بلاده ترحب بزيارة يلين “في وقت مناسب هذا العام”.
جاء الإعلان بعد أيام على تأكيد زيارة وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن إلى بكين في الخامس والسادس من شباط/فبراير المقبل.
وسيكون أول وزير للخارجية الأميركية يزور الصين منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018 حين توقف سلفه مايك بومبيو، المعروف بانتقاداته الحادة لبكين، فيها إثر محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ.
ويأتي التخطيط لهذه الزيارات وسط جهود دبلوماسية حثيثة لضبط التوتر بين البلدين.
– “حاجة ملحّة” –
في مستهل اللقاء الذي عُقد الأربعاء، شدّدت يلين على “الحاجة الملّحة للتواصل بشكل وثيق بين أكبر اقتصادَين في العالم بشأن الاقتصاد الكلّي العالمي والظروف المالية”.
من جهته دعا ليو إلى “تواصل وتنسيق جدّيَين في قضايا الاقتصاد الكلي والتغيّر المناخي والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك”.
وقال “من وجهة نظرنا، فإنّ العلاقة الصينية-الأميركية بالغة الأهمية”.
وفيما تأجّجت الخلافات بين البلدين خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، فهي تتواصل بشكل أقل حدّة في ظل رئاسة جو بايدن.
وتنفق الولايات المتحدة والصين، اللتان تخوضان منافسة استراتيجية شرسة، على جيوشهما أكثر من أي دولة أخرى.
لكنّ بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ أكدا أنهما يريدان خفض التوتّرات.
وحين التقى الرئيسان على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي في تشرين الثاني/نوفمبر، أبديا تفاؤلاً حذراً بإمكان منع خروج الخلافات عن السيطرة.
وتعهّدا “مواصلة إدارة التنافس بين بلدينا بحس من المسؤولية واستكشاف مجالات التعاون المحتملة”، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر.
– “البحث عن أرضية مشتركة” –
في إشارة إلى اجتماع بالي، قالت يلين “نتشارك مسؤولية إظهار أنّ الصين والولايات المتحدة يمكنهما إدارة خلافاتنا ومنع المنافسة من أن تصل إلى أي شيء قريب من الصراع”.
وأضافت يلين التي توقفت بشكل مقتضب في زوريخ قبل رحلة إلى إفريقيا تستغرق 11 يوماً تهدف إلى تعميق العلاقات الاقتصادية في قارة أصبحت فيها الصين فاعلا رئيسياً، “لدينا مجالات خلاف، وسننقلها مباشرة”.
وتابعت “يجب أن لا نسمح لسوء التفاهم، خصوصاً ذلك الناجم عن نقص التواصل، بأن يؤدّي بلا داعٍ إلى تفاقم علاقتنا الاقتصادية والمالية الثنائية”.
ويبدو أن ليو هي يوافق على ذلك. وكان قد قال الثلاثاء أمام منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس المجاورة، إنه حان الوقت لوضع حدّ لـ”عقلية الحرب الباردة”.
واعترف الأربعاء بأنّه “الآن، يبدو أننا نواجه بعض المشاكل”. وأضاف “لكن كما قال الرئيس شي، لدينا جميعاً كوكب أرض واحد، وهناك دائماً حلول أكثر من المشاكل”.
وأكد ليو أنه “يجب علينا دائماً أن نضع في اعتبارنا الصورة الأوسع ونحاول إدارة خلافاتنا بشكل مناسب ونبحث عن أرضية مشتركة”.
وأشار إلى أنه “مهما تغيّرت الظروف، يجب أن نحافظ دائماً على الحوار والتواصل”.