كانبيرا – الناس نيوز ::
ثمّن الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني، أمين عام دار الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، الدعم والمساندة الإنسانية من الإمارات لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الحصار والحرب، وأن الدولة لا تألو جهداً في أي حدث إنساني، وتجسد عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية وحملة «تراحم من أجل غزة» مواقف الإمارات الأخوية، وتعبر عن نهجها الأصيل في دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم الذي يعد من ثوابتها الراسخة، ويؤكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأوضح الحسيني، في حوار مع «الاتحاد»، أن عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، وحملة «تراحم من أجل غزة» الإنسانية التي يشارك فيها جميع مؤسسات الدولة والشعب الإماراتي، تأتي انطلاقاً من روح الشريعة الإسلامية والأخوة الإنسانية والتكافل الاجتماعي ومد يد العون للأشقاء، وضمن مبادرات الدولة في نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وتساهم في إعطاء صورة حقيقية عن الإسلام، وأنه دين سلام وعدل وتراحم بين بني البشر بغض النظر عن أجناسهم وأعراقهم وألوانهم، وغيرت المبادرات والمؤتمرات والزيارات التي تقوم بها المؤسسات الإماراتية، في الصورة والأفكار المغلوطة عن الإسلام في الغرب.
العلاقات بين البلدين
وحول العلاقات بين الدولتين، وصف أمين عام دار الفتوى بأستراليا التعاون بينهما بأنه كبير، خاصة بين دار الفتوى بأستراليا والمؤسسات الدينية في الإمارات ومع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومنتدى أبوظبي للسلم، ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وإدارة الإفتاء بدبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
وأشار الحسيني إلى أن العلاقات بين المؤسسات الدينية بين البلدين تهدف إلى مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب وخطاب الكراهية، وإيصال المفاهيم الصحيحة للمسلمين، خاصة في بلاد الاغتراب، وإعطاء الصورة الحقيقية لهذا الدين في أستراليا لغير المسلمين، وفي كل بلاد العالم، معرباً عن أمله باستمرار هذه العلاقة الطيبة.
مؤتمر المناخ
وحول استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد مؤتمر المناخ COP28، شدد الشيخ الحسيني على أن الشريعة الإسلامية حثت على الحفاظ على البيئة، وأن الدين أكد على سد الذرائع، ومنع أي ضرر يلحق بالبيئة والتنمية، وأن الإمارات تهتم بالحفاظ على البيئة، وتسعى من خلال الجهود والمبادرات لنشر مفهوم البيئة المستدامة محلياً ودولياً، ومواجهة الآثار السيئة والأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية التي أصابت العالم.
وشدد الحسيني على أهمية دور الفتوى في تحقيق التنمية المستدامة، وارتباطها بمسايرة قضايا العصر ومراعاة المفتي للواقع، وليست محصورة في باب دون آخر، أو في عبادات دون أخرى، ولا تتعارض مع ما فيه التنمية والخير للمجتمعات، سواء المجالات الاقتصادية أوالسياسية أوالمناخية أوالتربوية.
الذكاء الاصطناعي
وحول استخدام الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي في المجال الديني، قال الشيخ سليم علوان: إن هذا المجال مهم جداً، وينبغي أن نخوض فيه بقوة، وخير لنا أن نسلك هذا الباب من كل نوافذه بحكمة وبعلم حتى ننشر عبره العلم الحقيقي، والحكمة التي جاء بها الدين الحنيف، وحتى لا ندع مجالاً لأي متطرف أن يدخل من هذا الباب ويشوش على الشباب ويفترس أفكارهم.
التحديات العالمية
وحول أهم التحديات التي تواجه العالم والإنسانية، قال الشيخ الحسيني: إن الفتوى التي تدخل من باب «الإنترنت» على مصراعيه بأسماء أشخاص يدّعون أنهم مفتون أو شيوخ، يؤثرون على الشباب، ويسيطرون على أفكارهم تحت شعار الدعوة والعمل بالقرآن والسنة، مما يؤثر في نفوس بعض الشباب الذين لم يتمكنوا في علم الدين، وهذا شيء مؤثر جداً وفيه تحدٍّ كبير.
الخطاب الديني
شدد الحسيني على ضرورة ألا يكون الخطاب الديني موجهاً فقط لمن يتعلم الدين أو يستمع لخطب الجمعة، بل من الواجب نشر الضروري من علم الدين بين أفراد المجتمع ليكون عند المربين والمعلمين في المدارس والمعاهد والمؤسسات التعليمية في سائر التخصصات، لنحصن مجتمعنا من الانزلاق إلى التطرّف باسم الشريعة، وكذا من الوقوع في الإفراط تحت مسمى التساهل.