ملبورن – الناس نيوز :
نشرت صحيفة “Mail online” تقريراً مطولاً يعكس حالة الغضب المجتمعي في مقاطعة فيكتوريا، من أداء رئيس وزراء المقاطعة دانييل أندروز، حيث يرى الناس هناك أن أندروز لم يقدم أي حلول لتفادي تفشي فيروس كورونا سوى الإغلاق الشامل الذي شل حركة الحياة، وجعل الكآبة تخييم على المزاج العام للمدينة.
وقال كاتب المقال: إن أندروز ( وهو من حزب العمال ) يلقي باللوم على الجميع، دون أن يتحمل جزءاً من المسؤولية، وبفضل هذه السياسة يمكن أن تحصل ملبورن على لقب “المدينة الأكثر إغلاقاً على وجه الأرض”.
وساق كاتب المقال الأمثلة حول الحالات التي تنصّل فيها الرئيس أندروز من المسؤولية، والتي أدت للاستغناء عن خدمات موظفين مخلصين، حيث “ألقى السيد أندروز باللوم على الفريق الطبي الخاص بمرضى كورونا أثناء إغلاق ملبورن للمرة الثالثة، كما ألقى باللوم على العائلات وحراس الأمن والتجمعات الدينية والشركات الصغيرة وحتى على عمليات نقل وإزالة الأثاث، في حين نفى أندروز معرفة من اتخذ القرار الذي أدى إلى وفاة أكثر من 800 شخص”.
وفي بادرة تهكمية يلخص كاتب المقال الوضع في ملبورن بالقول: “بينما تدخل ملبورن في كتب التاريخ كأطول فترة إغلاق في تاريخ البشرية، يتطلع رئيس الوزراء الفيكتوري دانيال أندروز إلى تسجيل رقم قياسي عالمي بإلقاء اللوم على الآخرين”.
فيما أعلنت مقاطعة فيكتوريا 705 حالات إصابة جديدة بكوفيد، الإثنين، إلى جانب حالة وفاة جديدة”.
وتشهد الولايات الأسترالية المزيد من المظاهرات الرافضة لقيود فيروس كورونا، وبعد أن كانت الاحتجاجات تندلع يوم السبت من كل أسبوع باعتباره العطلة الأسبوعية، استمرت المظاهرات في ملبورن، ومن المتوقع أن تزيد بحلول العطلة المقبلة.
وقالت الصحيفة إن الشرطة الأسترالية في ملبورن أطلقت مرة أخرى طلقات غير مميتة، والغاز المسيل للدموع على المحتجين ضد قيود إغلاق كورونا لإنهاء المواجهة التي استمرت ثلاث ساعات تقريباً في محيط النصب التذكاري للحرب في المدينة.
وتم اعتقال أكثر من 200 شخص، وقالت شرطة فيكتوريا إن ضابطين أصيبا بزجاجات ألقيت عليهما، وتم نقل أحدهما إلى المستشفى بسبب آلام في الصدر.
وفي وقت سابق، كان ما يصل إلى 400 متظاهر قد خيموا على درجات ضريح الذكرى، وأضرموا مشاعل، وألقوا الزجاجات والبطاريات والمقابض وكرات الجولف على الشرطة.
وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات انتشرت في ثاني أكبر مدينة في أستراليا لأيام، وشارك فيها أعضاء اتحاد البناء والغابات والبحرية والتعدين والطاقة (CFMEU)، الذين كانوا يحتجون على تفويض حكومي للتطعيمات الإجبارية ضد فيروس كورونا للعمال في مواقع البناء.
وتحركت شرطة مكافحة الشغب في أنحاء المدينة طوال الصباح، وقسمت المتظاهرين إلى مجموعات أصغر. حوالي منتصف النهار، غادر المتظاهرون المدينة أسفل طريق سانت كيلدا باتجاه الضريح، حيث جلسوا على درجات خارج النصب التذكاري.
وانتشرت الشرطة وشكلت طابورا أمام النصب لمنع المتظاهرين من الاقتراب، وحثت المحتجين على “المغادرة بسلام عبر طريق سانت كيلدا”، وقال شرطي للحشد على مكبر الصوت: “هناك ممر آمن على يميني”. “إذا ذهبت إلى طريق سانت كيلدا، فلن يتم القبض عليك”.
وأوضحت الصحيفة أن أولئك الذين غادروا بهذا الطريق تم تغريمهم 5000 دولار لخرقهم أوامر الصحة العامة. لكن القليل منهم وافق على المغادرة.
وأصبح مزاج الحشد غير متسق مع قرب نهاية الاحتجاج: كان البعض تصالحياً ويسعون إلى التفاوض مع الشرطة، والبعض الآخر مصمم على عدم الاتساق. صرخ رجل “الشعب الأسترالي لا يتفاوض مع الإرهابيين”. قال آخر: “أنتم كلاب سخيفون”.
وتشهد ملبورن الكثير من المظاهرات الرافضة للإغلاق في الآونة الأخيرة وسط زيادة لحالات كورونا بسبب متغير “دلتا”. ويوم السبت الماضي اشتبكت شرطة فيكتوريا مع المتظاهرين المناهضين للإغلاق في ملبورن.
ومن المتوقع أن تندلع مظاهرات جديدة يوم السبت المقبل، حيث ينزل المحتجون يوم العطلة للاعتراض على استمرار القيود الصارمة.
وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية: إن حوالي 1000 متظاهر تجمعوا في الضواحي الشمالية الشرقية لريتشموند وهاوثورن، وأجبروا على تغيير الموقع في اللحظة الأخيرة، بعد أن شكل 2000 ضابط شرطة “حلقة” حول منطقة الأعمال المركزية في ملبورن.
وذكرت صحيفة “ذي إيدج” الأسترالية، أن ستة من رجال الشرطة المصابين نقلوا إلى المستشفى، واعتُقل 235 متظاهراً بعد أن استخدمت السلطات رذاذ الفلفل ضد مجموعات من المتظاهرين المناهضين للإغلاق، والذين اعتدوا على رجال الشرطة واخترقوا صفوفهم بالقرب من ضاحية ريتشموند.
وسار مئات المحتجين وهم يهتفون منددين بالإغلاق، ومطالبين بإقالة رئيس وزراء ولاية فيكتوريا دانيل أندروز، ولم يكن معظمهم يرتدي أقنعة الوجه.
وقالت الصحيفة: إن فيكتوريا لم تكن الولاية الوحيدة التي تعرضت للاحتجاجات المناهضة للإغلاق يوم السبت الماضي، ففي سيدني، خرجت الشرطة بقوة لردع الاحتجاجات المخطط لها، وتم القبض على المتظاهرين لخرقهم أوامر البقاء في المنزل، حيث تجاوزت نيو ساوث ويلز 50000 حالة كورونا منذ بداية الوباء.