برلين – الناس نيوز :
صدرت عن “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية” و”مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية” دراسة جديدة على شكل كتاب إلكتروني بعنوان: “جريمة بعنوان إعادة الإعمار”، وتحضّر “ميسلون للطباعة والنشر” لطباعتها ونشرها ورقيًّا.
ووفقا للبيان الصحفي الذي وصلت نسخة عنه لجريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية، فإن الدراسة تحدثت في مقدمتها عن جرائم سلطة الأسد وحلفائها، ومنها جريمة التغيير الديموغرافي الكامل في مناطقَ بحيث لا يسمح بعودة سكانها الأصليين، وجريمة الهندسة الديموغرافيّة القسريّة في مناطق بحيث لا يستطيع سكانها العودة إليها بشكل كامل عبر إجراء تغييرات تمنعهم من العودة إلى الوضع الذي كانوا عليه.
وتتحدث الدراسة عن موقع المخطّطات التنظيميّة في هذا السياق، وموقع ملفّ اللاجئين والنازحين السوريّين الذي تعمل سلطة الأسد، بعد ارتكابها جريمة التهجير القسري، باستغلاله كأزمةٍ إنسانيّةٍ عالميّةٍ عالقةٍ لتفاوض عليها وتبتز المجتمع الدولي فيها.
ووضعت الدراسة فرضية قامت بإثباتها تقول: تُجري سلطة الأسد عمليّة إعادة بناء النظام بحيث يتماشى مع ما وصلت إليه من علاقات ومصالح، على أمل أن تستطيع تجاوز التناقضات التي ظهرت في نظامها المنهار بين عقيدة قائمة على رفض التفاوت الطبقي وبين هيمنة رأسمالية الأقارب والمحاسيب عبر نظامٍ مركزيٍّ استبداديٍّ سياسيًّا وأمنيًّا، ومركزيٍّ اقتصاديًّا عبر شبكة الأقارب والمحاسيب.
وتم توثيق الدراسة عن طريق دراسة الوثائق والسجلّات (قرارات، وقوانين ومراسيم، واعتراضات أصحاب الحقوق، ومقابلات تلفزيونيّة، وتقارير، وأعمال ميدانيّة سابقة لفريقنا، وتحقيقات، وأخبار، وصور.
وأوضحت الدراسة دوافع وأهداف سلطة الأسد من تدمير ممتلكات السكان وسلبها، وكيف انتقلت من طور الحوادث العشوائية إلى طور التنظيم ثم المنهجيّة، فعرجت على ظواهر “التعفيش” وتدمير البيوت واقتلاع الأشجار وحرق الأسواق والأراضي الزراعية والحراجية وتدمير وثائق الملكية عبر استهداف دوائر السجل العقاري، جاهدةً لإظهار الهدف والمنهجيّة التي تقف خلف تلك الظواهر؛ فهي إضافة إلى أنها تهدف إلى غصب أملاك السوريين تهدف أيضًا إلى عقاب مجتمع العصاة وتغيير تركيبته السكّانية.
واستعرضت الدراسة عناصر منهجيّة إيران في سوريا؛ حيث عمل النظام الإيراني، ولا يزال، مدفوعًا بطموحات إمبراطورية، على توطين نفوذه في سوريا وذلك من خلال تكريس نفوذه في النظام المشرع في إعادة بنائه، وتوطين الوجود البشري الشيعي في مناطق تحددها إيران أنها إستراتيجية لها.
وبحثت الدراسة في منهجيّة روسيا في إعادة بناء النظام الأسدي؛ حيث تهدف إلى إدارة هذه العملية، لتكريس سيطرتها في سوريا، ومن ثمّ إقناع العالم بأنها بوابة الحلّ السياسي في سوريا وبوابة الولوج إلى سوريا في “اليوم التالي”، لتستحوذ بهذا على دور وكيل الدول ومنسّق مصالحها في سوريا.
وخلصت الدراسة في الخاتمة إلى مجموعة من الخلاصات والتوصيات.