هدى سليم محيثاوي – الناس نيوز ::
أسفرت الاشتباكات التي وقعت في محافظة السويداء ذات الغالبية من طائفة الموحدين الدروز ، في جنوب سوريا، والتي قادتها “حركة رجال الكرامة” بقيادة ليث البلعوس، ضد “مليشيات الفجر” التي يديرها ” الارهابي ” راجي فلحوط عن مقتل أكثر من 12 عنصرا من هذه المليشيات.
وتمثل هذه المليشيات جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة لنظام الأسد ، حيث كانت تخطف وتقتل وتعيث فساداً بين الاهالي ، وتنشر أنواع المخدرات في المنطقة الجنوبية وتحيك الفتن بين الأهالي خدمة وتنفيذها لنظام الأسد ، كما هو معُلن .
وكانت الاشتباكات استمرت يومي الثلاثاء والأربعاء ، وذلك بعد محاصرة منزل فلحوط الكائن في قرية سليم، الواقعة على مدخل مدينة السويداء من جهة طريق العاصمة دمشق، ومن غير المؤكد بعد مصير متزعمها الفلحوط، حيث تضاربت معلومات بين إلقاء القبض عليه وفراره.

وبدأ التصعيد عندما اختطفت “مليشيات الفجر” الشاب جادو حسين الطويل الأسبوع الماضي ، وهو من منطقة شهبا وعددٍ من سكان البلدة، بعد اتهام المليشيات لهم بالتخطيط لاغتيال متزعمها الفلحوط، بالتنسيق مع “قوات مكافحة الإرهاب”، الذراع العسكري لحزب اللواء السوري، والذي أُعلِن عن تأسيسه منتصف العام الفائت، بهدف حماية المحافظة من الانفلات الأمني والإرهاب الذي يتزعمه نظام الأسد ومليشياته فيها، بحسب أمينه العام مالك أبو الخير، في تصريحٍ له عند الإعلان عن انطلاقة الحزب.
وردَ أهالي شهبا باحتجاز 4 ضباط من بلدة عتيل التي ينتمي إليها فلحوط، وقطع الطريق الواصل بين محافظتي السويداء ودمشق.
وكانت مليشيات الفجر بالتعاون مع قوات نظام الأسد إلى جانب مليشيات شيعية تدعمها إيران، وصل تعدادها إلى نحو 500 مقاتل بمهاجمة قوة لا يزيد عددها عن 40 مقاتلاً من قوات مكافحة الإرهاب في بلدة خازمة في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء، أسفرت عن مقتل زعيم قوات مكافحة الإرهاب سامر الحكيم، ورمي جثته عند دوار المشنقة، وسط مدينة السويداء، مع رسالة كُتبَ عليها “انتظروا القادم”.

وبعد اقتحام المنزل الذي كانت مليشيات فلحوط تتحصن به ، تمت مصادرة العديد من قطع السلاح وأدوات صناعة مخدرات الكبتاجون ، وتم توثيق ذلك من قبل رجال الكرامة .
وبث موقع السويداء 24، وهو موقع متخصص بأخبار المحافظة السورية ، فيديو لعناصر تم أسرهم من جماعة فلحوط، اعترفوا فيه بأنَ تجنيدهم كان يتم عن طريق الأمن العسكري في المحافظة، وأنَ متزعم الجماعة كان يوزع على أتباعه الحشيش والكبتاغون، وأنهم كانوا يتلقون رواتب شهرية تُقدَر بين (400-500 ألف ليرة سورية)، أي ما يعادل مئة دولار أميركي شهريًا.
يذكر أنه كان أعلن سابقاً عن إنشاء مجموعة مسلحة بدعمٍ من حزب الله الشيعي في لبنان ذراع إيران العسكري والمنصف على قوائم الارهاب الدولي ، مصنعاً لتصنيع الكبتاغون والمخدرات يتم توزيعها في المنطقة وعبر الحدود القريبة مع الأردن .
وتُصَنَف محافظة السويداء في الفترة الأخيرة، الأعلى في معدل عمليات الخطف والسرقة وانتشار المخدرات، بعد تغلغل حزب الله الشيعي فيها ، إلى جانب مليشيات إيران أخرى .

ويدافع رجال الكرامة التي يقودها حالياً أبو حسن يحيى الحجار، والتي كانت تأسست على يد الشيخ وحيد البلعوس منذ العام 2013، بعد رفضه لتجنيد شباب السويداء من قبل نظام الأسد وزجهم في القتال ضد أبناء المحافظات السورية ، حيث رد النظام بتفجير موكبٍ للبلعوس، أمام المستشفى العام في مدينة السويداء، في سبتمبر/أيلول من العام 2015، اُستشهِدَ على أثره البلعوس ومجموعة من رجال الكرامة ، وشعارهم “يا فوق الأرض بكرامة، أو تحت الأرض بكرامة”.
وأصدرت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، مُمَثلة بالشيخ حكمت الهجري ، الأربعاء ، عبر مكبرات الصوت ومن مقرها الكائن في منطقة قنوات، تعميماً دعت فيه أبناء المحافظة إلى النفير العام والتصدي لمجموعة فلحوط.
وأدت العملية إلى تفكيك جماعة الفلحوط مرحلياً وفق تعبير الاهالي وتحرير المخطوفين جميعاً، (جاد الطويل والستة الآخرين )، إحراق مقر الفلحوط في قرية عتيل ومنزله في قرية سليم، إحراق الكميات المضبوطة من المخدرات والكبتاغون.
ومحافظة السويداء ذات غالبية من طائفة الموحدين الدروز اللذين تبلغ نسبتهم نحو 3 بالمائة من تعداد الشعب السوري .
تعرضت في العام 2018 إلى هجماتٍ من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، راح ضحيتها ما يقارب 300 مدني، بعد نقل عددٍ كبير من مقاتلي التنظيم من البادية السورية ( وسط سورية ) ودير الزور ( شمال شرق سوريا ) إلى أطراف المحافظة ، وهو الأمر الذي تكرر في أكثر من مدينة سورية ، في اتفاقٍ غير مُعلن مع نظام الأسد ، وفق وثق مسربة نشرتها وسائل الإعلام الأجنبية .







