fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

أوراق برلين..حين تستولي المدينة على روح المهاجر

محمد برو – الناس نيوز :

كتب نهاد سيريس في روايته القصيرة “السرطان” منذ خمس وثلاثين سنة عن بطله “عبد الله”، المهاجر السوري الذي أعاده مرض السرطان من مهجره ليقضي أيامه الأخيرة في مدينته حلب.

واليوم يعود ليحدثنا بروايته الجديدة “أوراق برلين” عن مدينته الجديدة “برلين” التي فر إليها من جحيم حرب لا تبقي ولا تذر، حرب ما تزال مستمرة منذ عشر سنوات، لم تترك بيتاً من بيوت المدينة إلاّ ولغت في دمه، ومزقت نسيجه البشري، وفرقت الأهالي بين نازح ومهاجر وشهيد وسجين، وباقٍ عاجزٍ يجثم فوق هذا الحطام وهذا الرماد ينتظر موتاً محتوماً.

لا ينفك مهاجرنا عن المقارنة بين مدينته القديمة حلب ومدينته الجديدة “برلين”، هذه المقارنة تشبه إلى حدٍ كبير مقارنة السجين بين حياته السابقة وحياته السجنية، ثم ما يلبث بعدها أن يستمر بمقارنته المديدة بين حياته السجنية وحياته بعد السجن.

في هذه الرواية يتحدث نهاد سيريس بضمير المتكلم، فهو محور السرد وصاحبه.

تستمر الرواية في سرد جرائم الروس وفظائعهم، التي ارتكبوها بحق الشعب الألماني، حين اجتاحوا شطر بلادهم في الحرب العالمية الثانية، وهو مشابه إلى حد كبير لما تفعله القوات الروسية المحتلة في بلدنا سورية.

في مدينة حلب تشكل الحكايات، التي تتناقلها الشفاه حتى بعد مرور سبعين عاماً على حدوثها، ركناً متيناً من الثقافة الشعبية السائدة، حول ما جرى في تلك الحروب، وما نزال إلى يومٍ قريبٍ نسمع الجدات يتحدثن عن أيام “السفربرلك”، وربما تكون تلك الحكايات أرسخ ما تبقى من ذاكرتنا التاريخية.

يسهب الراوي في الحديث عن أسماء الأماكن، والشوارع والساحات والمسارح والمقاهي في مدينة “برلين”، وكأنه يريد أن يقول: أنا الآن بعد خراب مدينتي الأسيرة حلب، تلك المدينة التي كنت أمتح منها تفاصيل رواياتي السابقة، وأحفظ تفاصيل شوارعها وأسماء عوائلها وحكاياتها، وحكاية أسماء أحيائها عن ظهر قلب، كما يحفظ الطفل تفاصيل كف أمه وأصابعها، واليوم في مدينتي الجديدة التي أصبحت مستقري، أنغمس في تفاصيلها مرة أخرى، كما ينغمس من فقد امرأته بتفاصيل امرأة أخرى تحل محلها، طمعاً بالتماثل أو الاستشفاء من عناء قديم، فهو بسرده لتلك التفاصيل بحميميةٍ واضحة، يريد أن يقول إنه نجح في التكيف وقادر على الاستمرار في الحياة التي لا تتوقف أصلاً.

وبتغير المدينة تتغير معها ثقافة التعاطي مع المواقف والأشياء، فالأعراف والقوانين وحتى البنية الثقافية في مدينة مشرقية، تختلف كلياً عن نظيراتها في مدينة غربيةٍ عريقة مثل “برلين”.

لقد كتب نهاد سيريس في روايته “حالة شغف” 1998 عن المثليات الجنسيات، وكان يتحدث عن عالم سري لا يمكن الاقتراب منه أو الحديث عنه بسهولة، لكنه في “أوراق برلين” يتحدث عن هذا النموذج من العلاقات الذي يجري جهاراً، دونما حاجة لإخفائه أو الارتباك منه، فالأعراف السائدة والقوانين التي تتطور باستمرار، ونموذج الحريات الفردية المعترف به هنا، تجعل من هذه العلاقات أمراً معترفاً به مصاناً بالقوانين.

ومع ذلك الكم الكبير الذي يبديه كاتبنا، في الانغماس بالحياة البرلينية، إلا أنه لا ينفك بين الحين والآخر عن الاسترسال، والإبحار في تفاصيل الأحياء الحلبية القديمة، التي تشكل روح المدينة وهويتها المتمايزة، هناك حيث نشأ وترعرع وتكونت ذاكرته الأولى، وحبه الأول ولمسته الأولى.

في هذه المدينة “حلب” التي تتباهى على نظيراتها من مدن الشرق، بأنها أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، تعَّرف إلى كبار الملحنين والموسيقيين والمطربين، الذين اشتهرت بهم مدينة حلب فطبعوها بطابعهم، حتى غدت عاصمةً من عواصم الطرب، يؤمها أكبر العازفين والملحنين والمغنين، ليتعرفوا ويتتلمذوا على يد “بكري الكردي” وعمر البطش” وغيرهم كثير.

غادر نهاد سيريس مدينته “حلب” في مطلع عام “2012” بعد أن شاهدها كيف تستباح، ويعبث بها مخلب الخراب والدمار، الذي أتى على روح المدينة، كما يفعل الطاعون الأسود، لكنه لم يغادرها حتى جال في أطرافها واقتنص منها ما سمحت به تلك الساعات الحرجة من صور لبقايا مدينة تشرف على الهلاك.

بشكلٍ معترض يشطر نهاد سيريس روايته التي تتحدث عن حياته في العاصمة الألمانية “برلين”، ليحدثنا عن الضابط المنشق “صبري”، الذي يسرد بذاته للكاتب قصة انشقاقه الأسطورية، حيث تختلط فيها الحقيقة بالخيال، وهو ينتقل على إيقاع الخطر العاصف الذي يتربص به من كل صوب، عبر مسارات مرسومة على حسك الموت، يعرفها معظم السوريين، عبر إيقاع القصف والقنابل والرصاص ورائحة الدم، ولزوجته والموت الذي لم يكن له أن يتجاوز عقبته إلا بمساعدة الجن، تعبيراً عن فعلٍ يضارع المحال.

في عام 2003 نشر الروائي الأمريكي دان براون روايته الشهيرة “دافنشي كود” والتي كان لها كبير الأثر في تنشيط الحركة السياحية في فرنسا للأماكن التي كانت مسرحاً لروايته، لكن الأماكن التي تعرضت لها رواية “أوراق برلين” لن تحظى بهذه المكرمة، فالحرب ما زالت دائرة هناك، ويدها ما زالت تعيث في أرضنا دماراً.

تتنقل بنا الرواية في مدينتين مختلفتين (برلين – حلب) تجمعها نقاط عدة، عراقتهما والحرب الطاحنة التي عصفت بهما، وحجم الدمار الهائل الذي ترك إلى اليوم بعض ندوبه على وجهيهما، وتاريخهما الذي غزل على خيوط تلك الحرب، وترك بصمته التي لا تمحى، فلا يمكن الاسترسال بالحديث عن أي مكان بهما دون تذكر ما فعلته تلك الحرب، بالأبنية أو الأشخاص الذين عاصروا تلك الحرب.

تبقى الحقيقة التي تكتسي قوة الحياة، تلك التي تنتصر أبداً على الموت والدمار، أن المدن في النهاية تنهض من الرماد والخراب، كما ينهض طائر الفينيق، وأنَّ النهر يظل لمجراه أميناً.

____________________

أوراق برلين

تقع الرواية في 180 صفحة

من إصدار دار ممدوح عدوان – 2021

المنشورات ذات الصلة