روما – الناس نيوز ::
تمرّ إيطاليا بما يشبه أزمة الهوية منذ ما يقرب عقدين من الزمن، حيث فشلت في حجز بطاقتها الى مونديالي 2018 تحت اشراف جان بييرو فنتورا و2022 بقيادة روبرتو مانشيني الذي نجح قبلها بمنحها لقب كأس أوروبا صيف 2021. كما أن إيطاليا لم تعد مخيفة لخصومها كما كانت في العقود الماضية.
وستكون بداية سباليتي صعبة كونه سيلاقي مقدونيا الشمالية التي حرمت الـ”أتزوري” من التأهل الى نهائيات كأس العالم في قطر، ثم أوكرانيا بعدها بثلاثة أيام.
وتتقاسم إيطاليا المركز الثالث في المجموعة الثالثة مع مقدونيا الشمالية، بعد فوز على مالطا 2-0 وخسارة على أرضها أمام إنكلترا 1-2، متخلفة عن الأخيرة بفارق تسع نقاط لكن وصيفتها القارية خاضت أربع مباريات.
ولعبت مقدونيا الشمالية ثلاث مباريات على غرار أوكرانيا ثانية المجموعة برصيد ست نقاط.
وكانت مقدونيا الشمالية فجرت مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبها على إيطاليا 1-0 في باليرمو في الملحق القاري المؤهل الى مونديال قطر.
كارثة الهدف الذي سجله المهاجم السابق لنادي باليرمو ألكسندر ترايكوفسكي لم تحرم إيطاليا من نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي فحسب، بل عكَّرت أيضًا على الإنجاز الذي حققه المنتخب بتتويجه بكأس أوروبا الأخيرة والتي جعلت لاعبيه أبطالًا وطنيين مع المدرب مانشيني.
لكن سباليتي حث لاعبيه وجماهيره في مؤتمره الصحافي على نسيان مرارة تلك النتيجة والتركيز على المستقبل.
ووافقه حارس مرمى باريس سان جرمان الفرنسي العملاق جانلويجي دوناروما حتى لو اعترف بأن اللاعبين “ما زالوا غاضبين” بسبب فشلهم في التأهل إلى مونديال قطر.
وقال دوناروما للصحافيين: “ليس الانتقام هو ما يدفعنا حقًا، لأننا نريد التركيز على أنفسنا، لكننا نعلم مدى أهمية هذه المباراة وما حدث في آخر مرة لعبنا فيها”.
تسافر إيطاليا إلى سكوبيي لخوض إحدى المباراتين اللتين قد تحددان مصيرها في التصفيات القارية للبطولة المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، حيث يهدفون إلى الدفاع عن اللقب.
وتلعب إيطاليا مع أوكرانيا على ملعب سان سيرو في ميلانو مساء الثلاثاء المقبل، على أمل كسب ست نقاط تمنحها المركز الثاني في المجموعة ووضع قدم في النهائيات كون صاحبي المركزين الاول والثاني يبلغانها.
وحرض سباليتي الذي قاد نابولي لإحراز لقب الدوري للمرة الأولى منذ عام 1990، على تشبيب صفوف المنتخب الذي بدأ يبدو مرهقاً قبل فترة طويلة من رحيل مانشيني إلى السعودية لتدريب منتخبها الوطني الشهر الماضي.
الرجل المناسب، الوقت المناسب؟
وقال حارس المرمى المخضرم جانلويجي بوفون الذي عيِّن رئيسا للوفد الإيطالي الاثنين: “لدي شعور بأن إيطاليا وجدت الرجل المناسب في الوقت المناسب”.
وأضاف “لقد أتيحت لي الفرصة لقضاء الأيام القليلة الماضية معه ومع طاقمه وهم يتحدثون عن الأفكار والمشاعر والقيم التي في رأيي هي ما نحتاجه لتحقيق أهدافنا”.
واستبعد سباليتي المخضرمين القائد ليوناردو بونوتشي (36 عاما) وماركو فيراتي وجورجينيو (كلاهما 31 عاما)، وهم الثلاثة الذين لعبوا دوراً أساسياً في فوز إيطاليا بلقب كأس أوروبا الأخيرة.
وقال المدرب البالغ من العمر 64 عامًا إن لاعبي باريس سان جرمان الفرنسي فيراتي وأرسنال الإنكليزي جورجينيو تم استبعادهما بسبب قلة وقت اللعب مع فريقيهما حيث لم يخض الاول ولو دقيقة مع النادي الباريسي، في حين أن استبعاد قطب دفاع يوفنتوس السابق وأونيون برلين الحالي بونوتشي سيكون دائما لاقترابه من نهاية مسيرته الكروية.
ومن المحتمل أن يرتدي المخضرم الآخر مهاجم لاتسيو تشيرو إيموبيلي (33 عاما) شارة القائد ويمني النفس في تقديم مستواه في الدوري المحلي على الساحة الدولية.
ضد مقدونيا الشمالية، ستواجه إيطاليا لاعب نابولي إليف إلماس ومهاجم باليرمو السابق ترايكوفسكي الذي حسم مصير “الأتزوري” في كأس العالم، لكن المنتخب الحديث الولادة (تأسس عام 1993) يعاني في التصفيات ومن غير المرجح أن يصل إلى كأس أوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعد تأهله لنسخة 2021.
ويتساوى رجال المدرب بلاغويا ميليفسكي في النقاط مع إيطاليا، لكنهم تعرضوا لهزيمة ساحقة أمام إنكلترا 0-7 في المرحلة الرابعة، وسيخوض مباراة الغد بدون قائده ستيفان ريستوفسكي الذي رفض دعوة المدرب.
ويرفض ريستوفسكي اللعب بإشراف ميلفسكي، وانتقد غوران بانديف، أفضل لاعب في البلاد على الإطلاق، المدرب لعدم استقالته فورًا بعد الهزيمة في حزيران/يونيو الماضي على ملعب ويمبلي، واتحاد كرة القدم في البلاد لعدم إقالته.
وقال بانديف لصحيفة “كورييري ديلو سبورت” الإيطالية الأربعاء: “الجميع توقع التغيير، وطالب الناس به، لكن المشكلة أعمق بكثير وتتعلق بأشخاص فوق المدرب”.
وأضاف: “لقد دمروا، بعد تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، أفضل جيل من اللاعبين قمنا بإنتاجه منذ 30 عامًا”.