fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

أُحرِّرُ الجمالَ الكامنَ في الرخامِ وأُخرِجهُ للنور.. للحرية

 سوزان المحمود – الناس نيوز

لاتزال أعمال فناني عصر النهضة مُلهِمةً لعددٍ من الفنانين الشباب، لم يفقدها مرور الزمن بريقها الأخاذ. غسان صافية فنان مبدع متعدد المواهب فهو نحات ورسام وموسيقي، لكن مشروعه الأساسي يركز على النحت المباشر على الرخام، كان لنا معه الحوار التالي:

– غسان صافية فنان صنع نفسه بنفسه بعيداً عن الدراسة الأكاديمية، هل يمكنك أن تحدثنا عن البدايات والبيئة الأولى؟

في الحقيقة البيئة الأولى لم تكن مشجعة أبداً للأسف، ولدت في عائلة متوسطة والدي كان موظفاً بسيطاً لم يرغب يوماً أن اتجه للفن، وأكثر ما أثر بي وفتح عيني على جمال الطبيعة زياراتي المتكررة الصيفية لبلدتي سلمية وريفها الصحراوي، ورؤية الخيول والحصاد والشجر والسنابل وتسجيل كل ذلك بالرسم وكان جدي يساعدني في رسم خيله، وأتذكر تماماً دهشته أمام جدتي عندما كنت أقوم برسم الخيل بشكل صحيح بالنسبة لعمري، لم أتلقَ أي تعليم فني في الطفولة، مارست الرسم بشكل فطري حتى كبرت قليلاً، وبدأ شغفي الحقيقي عندما بدأت بالاطلاع على أعمال رواد عصر النهضة، سجلت في المكتبة الوطنية وأخذت أطلع على مجلدات مايكل أنجلو، معلمي الأول، صورت اسكتشاته وأعماله ورحت أتدرب على نسخها وعلى تشريح الجسد الإنساني، إلى أن التحقت بمعهد أدهم إسماعيل، تقنياً لم استفد كثيراً من المعهد، ولم أتمكن من دخول كلية الفنون الجميلة بسبب الظروف الاقتصادية للعائلة.

– يقول النحات المصري آدم حنين “لقد حررني الفن الفرعوني من وطأة الإحساس بالزمن بمعناه المادي الواقعي الضيق، وفتح عيني على زمن آخر، مترامٍ، زمن الأبدية والخلود، زمن الفن”، كيف تصف علاقتك مع الزمن ومتى بدأت رحلتك مع النحت؟

كنت قد بدأت النحت بتجارب شخصية طويلة قبل دخولي إلى معهد أدهم إسماعيل، ثم بدأت البحث عن فرصة حقيقية للنحت على الحجر والرخام، وكان إلهامي دائماً هو مايكل أنجلو، في هذه الأثناء تعرفت على أحد نحاتي الرخام بالصدفة وعرض علي أن أعمل معه، وهكذا بدأت رحلتي الحقيقية، وجدت ضالتي في الرخام والحجر الطبيعي أكثر من أي خامة أخرى، حتى الخشب قمت بتجربته، ولكن لم يعطيني إحساس الرخام الصلب العنيد الذي يلائم نفسيتي وروحي، اندفاعي نحو النحت كان غريزياً لا إرادياً، يشبع شعوري بالحجم والكتلة وملامسة السطوح، وتلاعب الظل والنور وإخراج كل ذلك برؤيتي وتشكيلي، أي عملية الخلق ربما هي التي استهوتني وأغرتني، خلق الجمال من الجماد، بالإضافة إلى شعور غريب راودني أول ما رأيت أعمال مايكل أنجلو تحديداً، وكأني أعرفها مسبقاً، وكأنني أنا من نحتها أو يستطيع أن ينحت مثلها شيء ما يجذبني إليه بقوة لتقليده، وسأذكرُ لكِ لاحقاً كيفَ ترسخَ هذا الشعور حقيقةً، عندما واجهت أعمال أنجلو وجها لوجه في إيطاليا والتجربة الروحية التي عشتها وأنا ماثل أمام أعماله، وكأنني وجها لوجه مع الحقيقة المطلقة، وكتبت انطباعي اللحظي وقتها في مذكراتي فور عودتي من المتحف.

“التجسيد” وإحساسي العميق بتشريح العضلات، التي تعطي شكلَ الجسدِ البشري جماله ومثاليته وتحاكي الخالق الجميل والمبدع الأول لكل جمال، وحتى الجمال الكامن في القبح والتشويه أحياناً، ولكن يسوقني أكثر اندفاعي للجسد الأنثوي والتواءاته وانحناءاته وكتله المستديرة والمتناغمة مع جمال الطبيعة ذاتها، وتكريس الأنثى كوجه من وجوه الآلهة عشتار المتعددة. وسبب آخر هو شعور من يحرر العبد الأسير من أغلاله، أنا أحرر الجمال الكامن في الصخر والرخام وأخرجه للنور، للهواء، للحرية.

أما بالنسبة لعلاقتي بالزمن أعتقد أنَّها مرتبطة بعلاقتي نفسها مع الفن عامةً والنحت خاصةً، كون النحت هو الأقدر على مقاومة الزمن والتقادم والتآكل، والنحات من خلال فعله وممارسته اليومية للنحت وخاصةً المادة الصلبة، وكما يقال المادة النبيلة كالرخام والبرونز يكون بفعل مقاومة مباشر تجاه مرور الزمن بمعنى أنه يقاوم فناءه المحتوم، من خلال حفره ونقشه على شيء يخلده، كما فعل أسلاف البشرية منذ نقشهم على جدران الكهوف، وصولاً لاستكشاف أدواتهم وتطويرها لينحتوا ويحفروا على الصخر، وتخليد حضارتهم إلى أن وصلتنا نحن الأحفاد على رقم وتماثيل، إن كانت صغيرة الحجم أم تماثيل عملاقة، كتماثيل الفراعنة التي تعد شاهداً حاضراً عبر مر العصور على تحدي الإنسان للزمن، بحيث يحقق وجوده السرمدي والأبدي حتى بعد فنائه من خلال هذه الأعمال الخالدة إنه يحقق شرط الخلود بفعل النحت.

– يقول أيضا آدم حنين “حركة الكتلة ساكنة في داخلها، وعمل الفنان يكمن في أن يجعلها تطفو على السطح”، هذا ما لاحظناه في معظم أعمالك التعبيرية الخاصة وخاصة مجموعة أعمالك المتعلقة بالأمومة، تبتعد عن الواقعية الكلاسيكية وتنحو نحو التعبيرية والتعبيرية التجريدية أحياناً، هل وجدت أسلوبك النحتي الخاص أخيراً؟

بالنسبة لهذا السؤال أعتقد أنه يحتوي على قسمين، الأول هو توصيف عملية النحت، تقنياً، حيث كما يقول النحات العظيم أنجلو أنه كان يرى العمل جاهزاً منجزاً داخل الكتلة الرخامية الصماء، وكل ما كان يفعله هو إزالة ذلك الغلاف أو القشرة لتحرير ذلك المخبوء داخل الصخر الأصم. وهذا ما أسلفته سابقاً في سبب اختياري للنحت ذلك الفعل الأسطوري في الخلق والتجسيد.

القسم الثاني في انتقالي للأسلوب التعبيري في النحت في أعمالي الخاصة، والابتعاد عن الكلاسيكية المغرقة في التفاصيل والدقة والمنهجية الأكاديمية، الحقيقة أتى ذلك نتيجة ممارستي الطويلة لنحت الأعمال الكلاسيكية، والاستفادة منها تقنياً والتمكن من أدواتي بشكل يمكنني لاحقاً من تنفيذ أفكاري وفلسفتي الخاصة في الرخام، خاصةً والحجر عامةً، وحتى الخشب، وأيضاً جاء أسلوبي التعبيري نتيجة اطلاعي على المدارس الفنية لفن النحت في أوربا وجذبني أسلوب رودان التعبيري في التعامل مع الكتلة وشخوصه المتمردة أحياناً، والكئيبة أحياناً أخرى أي شخوصه التراجيدية والمسرحية، وتعابير الوجوه القوي لديه، وأيضاً شعرت أن الاتجاه التعبيري يعبر عني أكثر من التجريدي مثلاً، وحتى أحياناً أجدُ نفسي أقتربُ من السريالية، ولكن يبقى الاتجاه التعبيري السائد في أعمالي على الأقل إلى الآن. ولكنني مازلت أبحث في أساليب أخرى لا أحب أن أؤطر نفسي ضمن قالب واحد، ولكنني اعتبرها مرحلة ويجب الانتقال إلى ما بعدها، حسب المتغيرات والتطور التقني والفني وحتى النفسي، تماماً كما كان يفعل بيكاسو، وكنت قد بدأت فعلاً ببعض التجارب التكعيبية باستخدام المثلثات أي النحت الهندسي، ويوجد بعض الصور لهذه التجربة كما في الرسم الزيتي أيضاً، ولكنني أجلت تقديمها في معرض إلى أن أعرض أعمالي التعبيرية أولاً وأنتهي منها كمرحلة لابد من استكمالها.

– قسم من عملك اتجه نحو نسخ أعمال كبار نحاتي عصر النهضة كمايكل أنجلو، ما الذي منحه لك نسخ هذه الأعمال الخالدة، وهل يمكن أن تحدثنا عن أهم الأعمال الكلاسيكية والكنائسية المنسوخة، وعن العلاقة القديمة بين النحت والدين؟ وعن سر إعجاب الناس حتى اليوم بهذه الأعمال؟

من أهم ما قمت بنسخه عن مايكل أنجلو تمثال “الشفقة” وذلك بعد عودتي من إيطاليا، حيث كنت متحمساً حينها لنسخ جميع أعماله بعد أن رأيتها على الواقع بأبعادها الحقيقية، ولكن للأسف لم يكتمل هذا المشروع لما يتطلبه من تكاليف مادية لا قبل لي بها. وأيضاً قمت بنسخ لوحة مريم العذراء على الدرج، وذلك أثناء إقامتي في إيطاليا وأيضاً لوحة نافرة بريليف تمثل معركة السينتورات، وهي موجودة لدي من مقتنياتي الخاصة هنا في دمشق، وأيضاً تمثال العبد المحتضر لأنجلو، وكان ذلك قبل سفري إلى إيطاليا وهو من مقتنيات أحدهم خارج دمشق.

وبالنسبة لعلاقة النحت بالدين فقد بلغت ذروتها في العصور الإغريقية حيث كان الدين يمثل الأسطورة أو العكس وكان النحات يجسد هذه الأسطورة والآلهة بتماثيله ولوحاته النافرة، كمعبد البانثيون في أثينا، إلى أن دخلت أوروبا في العهد المسيحي والبيزنطي، وصار النحاتون يجسدون المسيح وآلامه وصلبه بتماثيل خالدة لا تقل روعة وسحراً عن التماثيل الإغريقية الأسطورية، لذلك نجد أنها علاقة وطيدة ومكملة للدين، طبعاً ليس الدين الإسلامي أكيد. وأعتقد أن سر انجذاب الناس لهذه الأعمال الدينية الخالدة نابع من قدرتها على الإقناع والتأثير من خلال قوة الشخوص التعبيرية، إن كانوا قديسين أو المسيح نفسه بحيث يشعرون بهذه الأعمال، وكأنها تحاكي الحقيقة التي كانت واقعاً يوماً ما “تمثال الصلب مثلاً”، وأيضاً اعتقد أنها تعود للجذور الوثنية للإنسان بشكل فطري.

– هل يمكن أن تحدثنا عن رحلتك إلى إيطاليا، ماهي أسبابها وعن عملك هناك؟

“الحج” إلى إيطاليا، إن صح التعبير، هو حلم كل نحات يعشق الصخر والرخام والمطرقة والإزميل، لينهل من منابع هذا الفن العظيم، ويلامس أعمال كبار نحاتي العصور الذهبية، ولكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد واجهت متاعب كثيرة في هذه الرحلة المغامرة من حيث فقر الإمكانات المادية، ومن حيث الإقامة، وما إلى هنالك من أمور لم تكن في الحسبان ما أعاق تقدمي في مشروعي هذا، حيث لم أتمكن من دراسة فن النحت في أي من الأكاديميات الحكومية، لأسباب قانونية، كوني لم أحصل على إقامة، فاتجهت إلى الرسم الواقعي، البورتريه والكاريكاتور، في الساحات والشوارع لأكسب منه عيشي ولأستطيع الاستمرار في مشروع دراستي لفن النحت بشكل فردي وجهد شخصي، واستطعت أخيراً ارتياد أحد المعاهد الخاصة للرسم عن الموديل الحي كدراسة للتشريح البشري، وبنفس الوقت كنت أزور أكاديمية الفنون الجميلة في فلورانسا، حيث أقمت واستقريت فيها طوال مدة تواجدي في إيطاليا، واستفدت من دراسة معظم التماثيل المنتشرة في هذه المدينة العريقة التي تعتبر بحد ذاتها متحفاً طبيعياً في الهواء الطلق، وزرت متحف أكاديمية الفنون الجميلة الذي تعرض فيه أعمال مايكل أنجلو الرخامية الحقيقية غير المكتملة، بالإضافة لتمثاله الأسطوري داوود، وتمثلت أبعاده وحجمه المهول بعد أن كنت قد رأيته مراراً، ورسمته عن المجلدات وكانت تجربة اعتبرها روحية بكل معنى الكلمة، إذا لم أقل إنها “حجٌّ”، وكذلك كنت قد مكثت في روما قبل فلورانسا لعدة أسابيع، تعرفت خلالها على أهم متاحف الفاتيكان والأعمال الكلاسيكة الغزيرة المنتشرة فيها، وكذلك تسنى لي أن أذهل بتحفة أنجلو سقف السيكستين ولوحة يوم الحساب. وبالعودة إلى إقامتي في فلورانسا فقد استقر بي المقام أخيراً لدى نحات إيطالي طاعن في السن، كان يبحث عن نحات مساعد لإتمام الأعمال الطينية المتراكمة عليه، لزبائن من كل أنحاء أوروبا، وأقصد أعمال طينية واقعية لأشخاص حقيقين، زبائن، ومن ثم يقوم بتحويلها إلى طين مشوي كالفخار”تيررا كوتا” أو برونز حسب طلب الزبون، وكانت بالنسبة لي فرصة ذهبية للعمل المادي والتقني بنفس الوقت، وقد استفدت كثيراً من هذه التجربة في الوقوف على أساليب وخصائص النحت الواقعي “البورتريه”بالطين، وأيضاً قمت برسم لوحات جدارية لمايكل انجلو مأخوذة عن سقف السيكستين لصالح صالات ومحال تجارية كديكور.

– يرى شبنهور بأن كل الفنون تطمح إلى أن تكون مثل الموسيقا، بما أنها الفن الأكثر تجريداً، والأسهل وصولاً الى المتلقي، وبما أنه لديك محاولات غير منشورة وغير موزعة بعد في التأليف الموسيقي والعزف، برأيك النحت والموسيقا أين يلتقيان وأين يفترقان؟

من وجهة نظر شخصية بحتة أرى أن النحت على الرخام باستخدام المطرقة والإزميل مثلاً، وذلك الصوت الصادرعن الطرق “الرنين” يعتبر جرساً موسيقياً رائعاً، وايقاعاً له رتمه الخاص و”مقاييسه الميزورية”، ويشكل تناغماً بين أذن النحات أثناء فعل النحت والخلق وبين المادة الصلبة التي يقوم بنحتها، وكأنها تئن تحت ضربات إزميله التي تأخذ خطاً بيانياً يتصاعد أحياناً بعنف ليبلغ ذروته، ويتباطأ حينا بكل لطف وحنان، وكأن ذلك النحات تحول إلى موسيقي محترف يلاعب أوتار آلته الموسيقية الأليفة إلى قلبه، بكل مشاعره وأحاسيسه المرهفة لينطق جوهرها المخبوء ليتردد صوتها أصداءً في الأمداءِ. ومن جهة أخرى أعتبر أن لكل منحوتة أو تمثال سواء أكان من رخام أو من الحجر، أو من البرونز أو أي مادة أخرى له موسيقاه الخاصة التي تسمع من خلال انحناءاته أو تكسراته أو زواياه أو التفافاته، ولطالما كنت أعتبر على سبيل المثال أن تمثال داود لمايكل أنجلو هو السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، يجمعهما صفة التحدي وهو بالمناسبة أحد أسماء وسمات العملين، وكذلك كنت أعتبر أو أشعر على الأقل أن تمثال موسى أيضاً لمايكل أنجلو بعينيه الناريتين القدريتين الإلهيتين هو السيمفونية الخامسة “ضربات القدر” لبيتهوفن أيضاً، وهذا فعلاً ما تأكد لي وثبت نظريتي أو رؤيتي عند قراءة كتاب (بيتهوفن) للمؤلفين “إدوار هريو” و “رومان رولاند”. وطبعاً من الضروري أن نذكر هنا أنه ليس مصادفة أن يكون معظم رجالات عصر النهضة الأفذاذ أمثال ليوناردو ومايكل أنجلو كانت تجتمع لديهم صفات الموسيقي بالإضافة لكونهم نحاتين ورسامين ومهندسين.

– قمت باتباع أساليب مختلفة في الرسم من الرسم الواقعي، إلى التعبيري، إلى السريالي حتى الأدوات من الفحم والرصاص الى الحبر الصيني الى الزيتي هل يمكن أن تحدثنا قليلاً عن تجربتك في الرسم؟

بدأت تجاربي في الرسم الذاتي مقلداً أسلوبَ فان كوخ في رسم نفسه عن المرآة، لأطور تقنيتي وألواني في الرسم الواقعي والتعبيري، ومن ثم بدأت بنسخ بعض اللوحات الكلاسيكية لقاء المال، كوني لا أعمل شيئاً آخر من أجل المدخول. أيضاً قمت بنسخ بعض أعمال سلفادور دالي بشكل شخصي، فقد كنت معجباً جداً بأسلوبه وتقنيته إلى أن اتجهت إلى أسلوبي التجريدي التعبيري بحثاً عن هوية وشخصية أسلوبية خاصين بي، وأقمت معرضي الأول بهذا الأسلوب بالإضافة لمجموعة أعمال نحتية تعبيرية. وعندما سافرت إلى إيطاليا طورت تقنيتي في رسم البورتريه الواقعي المباشر والموديل بالفحم الأحمر “كاربون” والرصاص. وأيضاً تابعت بحثي اللوني في رسم لوحات جدارية منسوخة عن مايكل أنجلو “سيكستين” كديكور محلات وصالات. وفي الوقت نفسه كنت أتابع تجربتي في التجريد التعبيري، والسوريالي، والكولاج. وكنت على وشك إقامة معرضي الثاني بتلك التجربة، لم يتسنَ لي النحت وقتها لأسباب لوجستية، إن صح التعبير، فاتجهت للرسم، ولكن كان عليّ وقتها أن أعود فوراً إلى الوطن، لأسباب شخصية، ملقياً بكل تلك الأعمال وراء ظهري بلا عودة. بعد عودتي كرست وقتي كله للنحت حتى الإنهاك، لدرجة لم يعد لدي متسع من الوقت لإنجاز لوحات زيتية تعبيرية، مع ذلك بقيت أرسم بعض اللوحات من وقت إلى آخر لأبقى متواصلاً مع البحث في اللون كتجارب شخصية، كون اللون له أبعاده وآفاقه المختلفة عن النحت ولتجسيد الأفكار والخيالات والهواجس التي ربما لا يمكن للحجر والصخر أحياناً التعبير عنها. لكن بقي للرسم بقلم الرصاص والفحم الحضور الأكبر الذي يعتبر الأساس لأي مشروع نحتي على الرخام من وضع تصاميم أولية ودراسات واسكتشات للعمل المطلوب إنجازه في الرخام.